[ALIGN=CENTER]
[COLOR=red]يتساوى الأغنياء و الفقراء في أشياء[/COLOR]
يتساوى الناس جميعا أغنياء و فقراء و ملوك و غيرهم. يتساوون في أشياء لا يزيد أحدهم على الآخر فتيلا ، من هذه الأشياء النوم و الموت فحين ينام كل منهم ، و يخرجون عما في أيديهم – القليل و الكثير و ينْطرحون على تُراب الأبدية الذي يتساقط به الليل ، و يرتقب جميعهم من رحمة الله نهارا جديد ، فحينئذ لا يراهم الناظرُ إلا جُثتين على على صياغة واحدة ، لا تعلم أيهما النفس التي يمسكها الله ، و أيهما التي يرسلها ، و الفقير الذي يرتفع طموحه إلى الغني و غناه : كالغني الذي يطمح إلى ما هو أعلى و أكثر ، فكلاهما فقير ، و كلاهما لا يُشبع نهمهُ شيٌ ، ويحك أيها الفقير لم تبتئس؟ أتريد أن تجعل حظ الغني لك ، و الغني يريد أن يجعل حظوظ الناس جميعا حظا واحدا ليخْتصه لنفسه ، فماذا تركتما لله الذي قسم الأرْزاق و الحظوظ بين خلقه ، (يؤتي الملك من يشاء و ينزع الملك عمن يشاء):
و ليس الغنى و الفقر من حيلة الفتى......و لكن آحاظٌ قسمت و جدود
جدود : حظوظ . أيها الفقير ، إن الله قد إئتمنك على أثمن الفضائل و أعزها من الصبر و القناعة و شرف الضمير ، و استمع لهذا البيت و هو حكمة صادقة :
و ذو القناعة راض عن معيشته ..... و صاحب الحرص و إنْ أثرى فغضبان
فالحريص حتى و لو كان أغنى الناس فهو غضبان يريد المزيد ، و قد أطلعك الله على بعض الأغنياء ، فرأيت كيف يخفق قلبه ، و كيف يموت و هو يرى كل ما كان في يده كالظل على الماء لا يذوب ماء ، و لا يبقى ظلا ، و رآى أنه كان يجمع المال الذي لا حد له ، بالعمر المحدود ، ثم إياك أيها الفقير أن تنحدر الى منزلة هي أحقر و أردأ من منزلة البؤس و الفقر ، فإن وراء هذا الفقر منزلة أخرى لا ينحدر إليها إلا أتعس خلق الله ، و سبيلها من الفقر نفسه ، تلك هي الجريمة و إن عرض لك شر أو طمع أو وسوسةُ شيطان ؛ فاجعل التقوى بينك و بينه و تجنب الرياء و الخنوع و الخضوع لأحد ، فلا يدفعُ بك فقرك إلى الإستكانة لأحد ،و لا تُرائي الناس في شيء ، فإنك تفقد نفسك بينهم &[/ALIGN]
[COLOR=red]عبدالله بن تركي البكر
" صحيفة عين حائل الاخبارية "[/COLOR]