[ALIGN=CENTER]
[COLOR=red](( الهويّة الوطنيّة )) [/COLOR]
الهويّة الوطنيّة هي مفهوم واقعي ومثالي ، ولكي نجعل منه جسد وروح لا بد لنا أن نمارسه ونتجاوز به كل شعار غير حقيقي وزائف سواءً من أقوال أو ممارسات لا قيمة لها ، ومن أجمل ما يمكن تقديمه وعمله في نحو ذلك هو تجاوز حب الذّات وجعل كل ما نقوم به من عمل أو مجهود وتضحيات بأوقاتنا وأعمالنا خالصة لله أولاً ومن ثم للوطن من أجل رفعته وتقدّمه وبناءه بعيداً عن النظرة الضيقة المتمثلة في
المنافع والمصالح الشخصية الخاصة التي تعمل على وئد الشعور بالوطنية وتحطيم كل ما من شأنه العمل على زرعها في نفوس أبناء الوطن .
ولو عدنا لواقع الحال لوجدنا أن هناك أوطان كثيرة تموج بها الفتن والفرقة والتشتت بسبب تلك الأعمال ، وهذه فرصة عظيمة لنا كي نتعض ونأخذ العبر ، ونعمل يداً واحدة على تأصيل حب الوطن والإنتماء إليه فإن هذا الشيء يتسق والفطرة السليمة ويجنبنا بعد الله من مزالق الفتن التي تمور بها المجتمعات حولنا وقد أكد القرآن الكريم على ذلك بقوله تعالى : ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما . كما أن العمل على تكريس مفاهيم عدة لتأصيل حب الوطن كالبعد عن كل ما يثير الخلاف والشقاق ومن أولوية تلك المفاهيم السمع والطاعة كما في قوله تعالى : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِيالْأَمْرِ مِنْكُمْ .. لأن السمع والطاعة يؤدي بالضرورة إلى احترام الأنظمة والتشريعات وبذلك يمنع الخلاف والتشتت والاجتهادات العبثية والخروج على المجتمع كذلك الأخذ من العلماء الربانيين الثقات يجعل الأمور منضبطه وبعيدة عن الفوضوية ، ولأن الآخذ من علماء الفتنة أو الجهال يؤدي بالضرورة للتفرق والتشرذم وجعلنا طوائف متناحرة وهذا مضاد لمفهوم المواطنة والإنتماء ، ومما تجدر الإشارة إليه كذلك البعد عن الإفرازات العرقية والطائفية والمناطقية وتجنب السلوكيات الغير وطنية من مفاسد إدارية ومالية والإجتهاد في القضاء عليها وهذا جانب مهم يسهم في غرس المواطنة وحب الوطن، كما أن العمل على معرفة تاريخ الوطن وإنجازاته ودور الوطن المحوري في الشأن الديني وقيمته لدى العالم الإسلامي بوجود الحرمين الشريفين يعزز من هوية الفرد الوطنية ويذكي لديه حب الأرض التي ينتمي إليها ويكون بذره صالحه يستفيد منها المجتمع في خيري الدنيا والآخرة ويجعل من الفرد مواطن صالح مبصر لا يمكن التغرير به أو استخدامه لأعمال تجعله وقود يعبث به كل حاقد ومتآمر لتمزيق لحمة البلد مع ولاة أمره وعلمائه وأهله الذين هم أبناء وطنه .[/ALIGN]
[COLOR=blue]بقلم / سعد عطا الله العنزي .
" صحيفة عين حائل الاخبارية " [/COLOR]