[ALIGN=CENTER]
[COLOR=red]عزيزي واتس اب[/COLOR]
انقطعت خدمة تطبيق المحادثة الشهير واتس آب عن العمل مساء يوم السبت المنصرم لعدة ساعات. كانت هذه الساعات كفيلة بأن تلقن الكثيرين درسا عمليا ومهما عن مكانة هذا البرنامج في حياتنا. انقطع فكادت الحياة أن تنقطع بل انقطعت بالفعل عن البعض.
يخدم تطبيق الواتس آب المجاني حوالي 465 مليون مستخدم نشط حول العالم. يتناقل كل هؤلاء أكثر من 50 مليار رسالة يوميا، إلى جانب 600 مليون صورة وملف فيديو وعلى مدار الساعة ودون حد أو قيد. يتوقف كل هذا الكم الهائل من الرسائل فجأة ودون سابق إنذار لتشل حياة الكثيرين وتقطعهم عن العالم. يعتمد الكثيرون على هذا التطبيق كمصدر للمعلومات الغير منقطعة عن كل ما يحيط بهم في هذا العالم وأيضا ما يحيطهم في عالمهم الصغير. فأخبار عائلته الصغيرة من زوجته وأولاده وبناته وكل ما يحدث معهم بالتفصيل وبالصوت والصورة أينما وجدوا وأينما وجد هو وفي أي وقت. وكذلك عائلته الأكبر من والديه وإخوته وأخواته وأقاربه, وهكذا أصدقاء عمله وجيرانه ومجتمعه ومدينته والعالم بأسره. يراقب كل ما يدور حوله ويرى كل شئ بعينه ويسمعه بأذنه وهو في مكانه. بل انه يستطيع مراقبة الناس حتى في أوقات دخولهم لهذا التطبيق ويستنتج أوقات نومهم وعملهم وراحتهم.
يستغل البعض تطبيق الواتس آب في تحقيق أهدافه في نشر المعلومات والوصول إلى ما يريد بكل سهولة. يبث المعلومات الخاطئة وينشر الإشاعات الكاذبة. وهكذا يستخدمه آخرون لنشر المعلومات الصحيحة والهادفة وكذلك في الدعوة إلى الله ونشر الأدعية والأذكار ويكفيهم عناء الوقوف أمام الناس واعتلاء المنابر. بل انه من خلال هذا التطبيق يستطيع أن يصل بصوته إلى آلاف بل ملايين المستخدمين وهو في مكانه وفي ذات اللحظة.
أقول إن تطبيقا يقدم كل هذه الخدمات وبالمجان ومن أي جهاز يستطيع الاتصال بالانترنت فإن توقفه لوقت قصير كفيل بأن يربك الحياة ويجعلها تسير في غير نمطها المعتاد. حيث اكتشف الكثيرون أنهم منغمسون في هذا التطبيق إلى حد الإدمان فتوقفه خلق فراغا كبيرا لم يتوقعوه بهذا الحجم, ولم يدر في حسبانهم ما دار ذلك المساء.
استحوذت شركة فيس بوك على تطبيق الواتس آب في الأسبوع الماضي في صفقة كبيرة لتنتقل ملكية هذا التطبيق إلى شركة فيس بوك مقابل 19 مليار دولار. حيث أن هذا الرقم الكبير جدا يدل على أهمية هذا التطبيق وما يحويه من معلومات, وأيضا ما يمر من خلاله من معلومات توازي ذلك الرقم الكبير وأكثر بكثير. وهاهي تطلق أول تصريحاتها بعد الاستحواذ عن تقديم خدمة الاتصالات الصوتية في الربع الثاني من العام الجاري, وكأنها تقول للعالم مهلا فالقادم سيكون اشد ذهولا.
أصبحنا مع هذه التطبيقات أكثر اقترابا وأكثر انقطاعا. فلنكن أكثر اقترابا وأكثر صلة بمن نحب, مفاتيح للخير مغاليق للشر.[/ALIGN]
[COLOR=blue]بقلم : د.عبدالعزيز النخيلان الشمري
alnokhilan@gmail.com
( صحيفة عين حائل الإخبارية ) خـاص[/COLOR]