[ALIGN=CENTER][COLOR=red]البساطة .. خاصيّة العظماء ![/COLOR]
"العظمة" الحقيقية ، ليست جنوناً في عقل مُتخم بالسلطة ، إلا أن بعض البشر يُفكر بهذه الطريقة السيئة .
و يظن كثر - من هؤلاء الحمقى - أن البساطة ، هي خنوع ، و خضوع .. و شكلاً من أشكال الوضاعة ! ، و مثل هذا
"الإعتقاد" الخاطئ و القبيح .. يُولد لدينا ظنوناً - قبيحة أيضاً - عن سمات الشخصية العظيمة .
تتعاظم الشخصيات التي تتميزُ ببساطتها دوماً ، بحجم أفعالها التي تسبق ما تقوله عادة ..
لأنهم يُؤمنون بأن الإنسان العظيم ، هو الذي يعمل ، أكثر مما يتكلم .. و يتفوه به !
هو الذي يُنتج "الإبداع" ، كي يتكلم إبداعه بدلاً عنه في المحافل و المناسبات .
لماذا نحنُ لم نعد نرى للبساطة دوراً في حياتنا ، الإجتماعية تحديداً ؟
رُبما لأننا نهتم بالظواهر و الشكليات أكثر ؟ ، و نُجامل على حساب أنفسنا أكثر ؟ و نحب أن نظهر بصورة تُذكرني
بحجم "النعامة" الكبير بريشها الكثير ، إعتقاداً منا أن هذا سوف يُضخمنا أمام الناس .
حتى يضرب الناس لنا ألف حساب !
رُبما لأننا نرى أن الأثمان الباهظة هي ما يزيد إحترام هؤلاء الناس لنا ؟
فنشتري أكثر ، و نأكل ونشرب أكثر .. و نتسوق و نُباهي و نُفاخر أكثر ؟
و بأمانة "عظيمة" ، فمثل هذا "الهياط" غير مُجدٍ لإقناعنا بأن الحياة البسيطة ذو معنى أكبر ، و أعمق ..
و أكثر مما يتخيله هؤلاء الذين تتكرس في حياتهم "السطحية" و يُسخرون لأنفسهم - الخاوية - كل ما هو ممكناً
لممارسة حقهم المعيشي الفارغ من كل شيء ذا قيمة ..
العظماء - الحقيقيون - لا يُفكرون بكل هذا "الخواء" الشكليّ لإثبات ذواتهم العظيمة للملأ .. فهم ذات خواص نادرة !
هم يرون أن وسائل التفكير ، و فهم الحياة .. و متطلباتها ، هي ما يُفكرون به من إبداعات ، و نجاحات و إنجازات .
يزداد عِظم نجاحهم كلما كانوا أكثر قرباً من نمط الحياة البسيط .
لأنهم - حتى و لو تبدت بهم أشكال الغنى و الثراء - فهم في قرارة أنفسهم بسطاء .
الكبر ، و الغرور .. و التباهي الظاهري ، أشياء لن تصنع منك عظيماً ، بقدر ما تجعلك كائناً "عقيماً" غير قادر على إنجاب
فكرة رائعة ، أو كتابة عبارة مُلهمة ، أو قراءة تنم عن ذائقة فريدة ، مثلما أن البساطة ليست "روشتة" تُكتب بقلم طبيب
كلما أصبت بداء الغطرسة ، و الكبرياء ![/ALIGN]
بإختصار ..
قيل : البساطة .. نوع فاخر من الجمال .
و أقول : البساطة ، خاصيّة العظماء !
[COLOR=blue]وليد آل مساعد
كاتب سعودي
" صحيفة عين حائل الاخبارية "[/COLOR]