[ALIGN=CENTER][COLOR=red]وأخيراً .. وصلت الطائرة "المطعم " [/COLOR]
في خضمّ الأفكار البديعة - و المُبدعة - التي يلتفت إليها العالم ، و يُسلط عليها "ومضات" الإعلام ..
يُصبح لكل فكرة "وهجها" الذي لا ينطفئ ، و تظل في سماء رحبة ساطعة تشعّ إبداعاً .
وهكذا هي المُنجزات .. مُضيئة دوماً ..
أتسائل في كل مرة .. لماذا لم نُحقق فكرة إبداعية - سياحية - واحدة حتى اليوم ؟!
لدينا كل الأشياء التي بإمكانها أن تصنع مفهوماً رائعاً لـ "سياحة" داخلية رائعة .. و مُمتعة !
ميزانية تُصرف ، و عقول تُبدع .. و شركات تعمل .
أين الخلل ؟!
الخلل - يا سادة - يكمنُ في الفكرة .. النقيض لكل جمال !
تخيّل .. أن تستنزف فكرة "غريبة" وقتك وجهد كبير و أموال طائلة و "تفكير" لا يتوقف ، و في نهاية الأمر
تكتشف أن "فكرتك" هي مُجرد عقبة في طريق النجاح .. و يُصبح العالم ينظر إليك بـ "غرابة" و أحياناً بـ "ريبة" !
هناك فرق ، بين أن تصنع الإختلاف ، و بين أن تُثير الإستغراب !
وهنا .. تبرز الفكرة ، الخلل .. حينما تأتيك طائرة صنعتها أيدي "الغرب" في مصانعهم المُخصصة للطائرات ، و لأغراض
الطيران و أدواته المُكلفة ، و إبراز حقيقة الصناعة "الكبرى" ، في الدول العظمى .. ثم نُحولها نحن بفضل "فكرة" شاردة إلى .. مطعم .
و كأن البلد .. ناقصة مطاعم !
في عسير - وحدها - يُصبح للطبيعة "رونقها" السياحي الخاص ، لا تشاركها أي مدينة تكتنز في جنباتها و طُرقاتها
ذات الرونق الذي يشهد له القاصي والداني من المُحيط .. و إلى الخليج ، و لكنها اليوم تحتضنُ شكلاً خديجاً و دخيلاً لطائرة
عافها "الزمن" و حوّلها إلى "هيكل" حديدي مُثير للشفقة .. و هي تكتظ بـ "زبائن" يصعدون سُلمها لا للسفر ..
بل .. لتمضية وقت مع أصناف المأكولات و المشروبات ، كـ "نمط" مُعتاد بلا إثراء حقيقي للمُتعة !
عسير .. تستحق ماهو أكبر من مُجرد مطعم ، في كومة حديد .. على شكل طائرة .
كنا نُريد لهذه المنطقة ذي الرواج السياحي ، أن نُبدع في تسويقها لأقطاب و أقاصي هذه الأرض التي تحملت عناء
هذه الطائرة و هي مُحملة فوق شاحنة .. تحولت بفضل "فكرة" إلى حاملة طائرات ، كي تعبر بها كل هذه الطرق
الممتدة بين المحافظات و المدن و ما صاحبها من تعطل للسير و قطع للكهرباء !
وهنا يكمنُ المشهد النشاز :
طبيعة خضراء .. ومطر .. وسحاب .
وطائرة "مهترئة" وسط هذه الطبيعة ![/ALIGN]
[COLOR=blue]
كاتب سعودي :وليد آل مساعد
" صحيفة عين حائل الاخبارية "[/COLOR]