[ALIGN=CENTER][COLOR=red]قراءة التأريخ وحدها لاتكفي..[/COLOR]
أحيانا نلجأ لتأريخ لتبرير أخطائنا وأحيانا نلجأ له لنشعر أننا لازلنا أقوياء، التأريخ ليس حجة والواقع الذي لايكون امتدادا لذلك التأريخ هو واقع خذل تاريخه.
ليس كل من له تأريخ كان عظيما، بل أن التأريخ يجمع العز والذل النصر والخسارة، فالمتأمل في دولة الأندلس وممالكها وعلومها التي أضاءت حتى وسط أوروبا، لايصدق ماأضحت عليه الأن تلك الممالك، هو نفس المتأمل الذي كان يتغنى بقصر جنة العريف بالحمراء وببرج الذهب في إشبيلية وبقصر البارتال لكن الأحداث التي حدثت غيرت كثير من المفاهيم وكثير من الأفكار.
*****
نفس التأريخ الذي صنع بالأمس يتم تجديده اليوم، نفس الأحداث بل حتى نفس الخيانات من يتسيد التأريخ هو ذلك العبد المملوك الذي أصبح عميلا للأعداء، فاسقط أعظم الدول الإسلامية، أما المخلصون والشرفاء فقد ماتوا في أحد المعارك أو قضوا حياتهم خلف القضبان.
*****
تضحيات عبدالرحمن الداخل وعبدالرحمن الناصر لدين الله وغيرهم من خلفاء تلك الدولة قضى عليها مجموعة من العملاء الذين كانوا هم أقرب إلى الخليفة وأعلم بأمور الدولة وخباياها.
*****
عندما نقرأ التأريخ نجد أننا كنا (شيء) وعندما ندرس واقعنا نشعر أننا أصبحنا (لاشيء)، قراءة التأريخ وحدها لاتكفي فالأمة التي لاتستفيد تجاربها ستخسر تأريخها.
*****
حرك المعتصم بالله جيوش المسلمين من أجل امراءة سباها الروم في عمورية صرخة فقالت (وامعتصماه)، بينما نرى ألاف النساء تصرخ كتلك الصرخة فلا مجيب، هناك فرق بين المعتصم بالله وملوك عصرنا هو الشعور بالمسؤولية.
*****
الأمس (مات) واليوم نحن (رجاله) وغدا نحن من (سيصنعه)، من كان بالأمس فعمل اليوم حتما سيصنع (غدا المشرق).
*****
كان هناك رجل يسمى عمر بن الخطاب_رضي الله عنه_يسكن المدينة وينام في ظل داره وليس لديه حرس ملكي أو حرس جمهوري، أسقط أعظم الممالك وفتح أعظم البلاد من أسبانيا حتى الصين ، قدم إليه المرزبان (رسول كسرى) يريد مقابلة أمير المؤمنين فذهب يبحث عن قصر الخلافة وعن ذلك القائد الذي اهتزت مملكة كسرى خوفا منه، فلمأ سأل عنه قالوا له إنه ذلك الرجل الذي ينام في ظل داره فلمأ رآه قال بكل عجب (حكمت فعدلت فأمنت فنمت ياعمر).
إنه العز الذي يصنع المعزة والهيبة التي تصنع الأمن والعدل الذي يحكم الشعوب والإسلام الذي يصنع أعظم الدول، وليست الديموقراطية المزعومة والخضوع لقوانين ووصايات مجلس الأمن الدولي، بل كانت دولة عمر هي مجلس العدل ومؤسسة لحقوق الإنسان وراعية لمظاهر التطور المادي والأخلاقي.
*****
إن لم نستفد من دولة عمر فقد أضعنا وقتنا بقراءة انجازاتها، والدولة التي تهتم بقوانين العدل تستحق كل مظاهر التقدم.[/ALIGN]
[COLOR=blue]متعب سليمان السيف
"صحيفة عين حائل الاخبارية "[/COLOR]