[ALIGN=CENTER][COLOR=red]مدير مرور الدمام نموذج لمسؤول القدوة والقيادة[/COLOR]
لعل الأزمة الحقيقية التي يواجهها الوطن هي أزمة القدوة والقيادة فيمن يدير جُل قطاعاتنا الحكومية، وبالتالي نتج عنها فساد متنوع وتعطيل للتنمية وتأخر في البنى التحتية، وأصبح المواطن يئنُّ ويشتكي ويتظلم جراء ما يمارس في حقه من سلب أو ظلم أو تعدٍّ… وهذا ناتج عن فقدان لحقيقة المسؤول المتصف بالقدوة أولاً ثم القيادة ثانياً.
العميد عبدالرحمن الشنبري مدير مرور المنطقة الشرقية من النوادر في مفهوم القدوة والقيادة، وهو رجل ذو قدوة ومسؤول قيادي عرفناه عندما كان مديراً لمرور منطقة حائل، كانت له بصمات تُرى بالعين، وأثر يُدرك، أينما تحل في الشوارع أو الطرقات كان نموذجاً فعلياً بالقدوة، فأعتبره أول مسؤول على مستوى المملكة يواصل عمله الميداني، يتفقد الطرقات والميدان، ينزل بنفسه وعلى قدميه لتنظيم حركة السير، تراه في الصباح الباكر أو وقت الذروة أمام التقاطعات أو مواقع الزحام يدير العمل بنفسه بعيداً عن دهاليز التقارير أو نقل من تحته، التي هي معول الفساد والإفساد في وقتنا الحاضر.. لم يكن نزوله وجولاته مجرد نشوة الفرح بالمنصب كما يفعلها بعض المسؤولين عندما يتم تكليفهم بمناصب تجد له صولات وجولات هنا وهناك وكاميرات خلفه وأمامه، وبعد شهر أو شهرين تنطفئ شمعة الجولات التي تهدف حقيقةً إلى عمل الدعاية له (تروني أنا المسؤول الفلاني أو أنا المدير العلاني)، ومن ثم يعاود الانزواء في مكتبه ويجيِّش موظفي مكتبه لزحلقة المراجعين، ويستثنى منهم أهل المصالح والمنافع وأهل التطبيل والتضليل.. بصدق أقولها للتاريخ، إن الشنبري منذ أن أسند إليه مرور حائل حتى أن كُلف في مرور الشرقية وهذه هي سياسته ليست نشوة فرح بمنصب، فمضى يمارس عمله الميداني بكل تواضع وتباسط، ويشرف بذاته، يتعامل مع المكالمات بسعة صدر، حتى أصبح رقم جواله معروفاً لدى العامة من الناس، يستقبل في مكتبه عموم المراجعين دون استثناء، لا ينهر مراجعاً رفع صوته أو مقيماً يشتكي من سوء تعامل أفراد المرور معه، أو ولي أمر ترجَّاه بإطلاق سراح ابنه الموقف، بل كان الشنبري محاضراً وناصحاً ومحذراً لمن يأتي إليه من ممارسات الشباب وتصرفاتهم.. كان قدوة حقيقية، فكان يبدأ بنفسه، فنزوله للميدان بشكل يومي جعل الضباط ينزلون مرغمين بعدما عاشوا سنوات طويلة لا يعرفون إلا الانزواء في المكاتب والحضور متأخرين وإغلاق المكاتب وتصريف المراجعين، مع تعامل يشوبه التعالي والفوقية وتفشي الواسطات.. كان قدوة في تطبيق النظام بكل صرامة، لا يستثني قريباً ولا صديقاً، ومنها أنه طبق النظام في حق ابنه عندما ارتكب مخالفة مرورية قام بإيقافه عدة أيام، وهي قصة حقيقية معروفة في حائل، حيث حاول أحد الضباط الشفاعة لديه لإخراج ابنه من التوقيف، لكنه أصر حتى انتهاء المدة المحددة.. نعم كان قائداً بما تعنيه الكلمة، فكان يدير الناس بحكمة وحنكة ودراية وسياسة، ولعل من عوامل نجاحه كونه مثالاً حياً للقدوة، وبالتالي انعكس على نجاح القيادة لديه.. فكم نحن متعطشون لمسؤول بمستوى الشنبري قدوة وقيادة.
إن مثل مدير مرور المنطقة الشرقية عملة نادرة في هذا الوقت، وأرى ضرورة تكريمه وتحفيزه وإبرازه، وهذا مطلب وطني ليُحتذى به ويُقتدى بقيادته وإدارته، نعم مكسب نادر لوزارة الداخلية وللوطن.. كثَّر الله من أمثاله ونفع به الوطن والمواطن[/ALIGN]
[COLOR=blue]
ناصر عبدالعزيز الرابح
"صحيفة عين حائل الاخبارية "[/COLOR]