[ALIGN=CENTER][COLOR=red]فن الاعتذار ...!![/COLOR]
الاعتذار سمة من السمات الجميلة التي يتحلى بها أصحاب المروءة .. والواثقون من أنفسهم .. وذلك باعتبار أن الخطأ ملازم للإنسان في حله وترحاله .. ولكن فلسفة الاعتذار تختلف باختلاف حجم الخطأ . وخلفية المعتذر ، وخبرة وشخصية المعتذر منه .. مع تقدير الوقت المناسب بين وقوع الخطأ .. وتقديم الاعتذار .. واختيار المكان المناسب .. وعدد مرات الخطأ .. كل تلك الحيثيات يجب الأخذ بها .. وتحليلها وتحريها .. عندها يمكن قبول الاعتذار ..
والسؤال هل نحن نملك ثقافة الاعتذار الصحيحة ؟
يقول الشافعي ( رحمه الله )
سامح صديقك إن زلت به قدم *** فليس يسلم إنسان من الزلل
إننا بأمس الحاجة إلى عقد دورات تدريبية في فن الاعتذار .. وأجزم أنه من أخص خصائص العلاقات الإنسانية .. وقد برز في الشعر العربي الاعتذار كفن من فنون الشعر ويأتي في مقدمتهم النابغة الذبياني عندما اعتذر للنعمان بن المنذر :-
فإن أك مظلوماً فعبد ظلمته *** وإن تك ذا عتبى فمثلك يعتب
لئن كنت قد بلغت عني وشاية *** لمبلغك الواشي أغش وأكذب
ويقول ابن الرومي :-
أنت عيني وليس من حق عيني *** غض أجفانها على الأقذاء
كما أن قبول الاعتذار من الطرف الآخر هو فن بذاته .. حيث لا يجدي القبول اللفظي دون المسامحة الداخلية التي تلامس شغاف القلوب .. القادرة على نسيان الماضي .. وفتح صفحة جديدة من النقاء والمحبة .. ومع هذا كله تبقى شريحة من البشر ترى الاعتذار ضعفاً وحماقة .. وفي ذلك تمهيد للظلم والطغيان!![/ALIGN]
[COLOR=blue]رئيس النادي الادبي بمنطقة حائل
الدكتور.نايف بن مهيلب المهيلب[/COLOR]