[ALIGN=CENTER][COLOR=red]ضوابط الانفتاح في الخطاب الثقافي ..[/COLOR]
منذ أن وجد الإنسان على ظهر البسيطة وهو يبحث عن التجديد والانفتاح .. رغبة في التطوير .. وتماهياً مع المستقبل المنتظر .. ولكن هناك من وقع في فخ الإفراط فارتمى في أحضان الآخر ذائباً .. ومنبهراً دون تمييز.. منكفئاً على ذاته ويدور في فلك عتيق غير منعتق منه.
ومن هذا المنطلق نود أن نكشف أولاً عن مفهوم الانفتاح الذي يعني الاستفادة العلمية والفنية الصحيحة من الآخر دون المساس بالقيم والعقائد والمبادئ والهوية، أما ضوابط الانفتاح فمن أهمها في نظري:-
- الاعتزاز والافتخار بالإسلام فهو المؤثر الأول في صناعة الثقافة الذي صبغها بصبغته قال تعالى ( صبغة الله فمن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون) فهو الذي حدد الأهداف وأعطى الحوافز .
- الانتفاع الواعي بالتراث واختيار الأفضل والأنقى والغوص في خضمه الزاخر، من القيم الدينية، والثروة اللغوية والأدبية، والمواقف التاريخية.. والتجارب العلمية .. حيث لا يمكن لأي أمة أن يكون لها قدم صدق بين الأمم دون أن يكون لها وعي كامل وإدراك عميق لتراثها لتستلهم منه اللائق وتوظفه لبناء حضارتها.
- عدم الانبهار والذوبان في ثقافة الغير وحضارته .. لأن المنبهر في هذه الحالة يدل على ضعف شخصيته وهزيمته النفسية وقصوره العلمي والفكري، ومن هنا سيقع فريسة للتقليد والمحاكاة الفردية .. وسيلغي لديه ملكة التقليد الناقدة، والبصيرة النافذة.
- الانتقاء اللائق والاختيار المؤطر .. بمعنى أثناء عملية الانفتاح أن نعتقد جازمين أن الإسلام دين شامل وكامل استوفى جوانب الحياة الإنسانية الروحية المادية والفردية والجالية والعلمية والعملية، وهو دين ثابت في قواعده وعقائده .. كما يجب الأخذ بالاعتبار أنه غير متطور في ذاته إنما تتطور البشرية في إطاره وترتقي في إدراكه .. ومن هنا فإنه يجب علينا أن ندرك أن واقع الثقافة الغربية لا تخلوا من ثلاثة أمور ( نافع – أو ضار – أو لا نافع ولا ضار).
- أن مدار الانفتاح الالتزام بالوسطية الإسلامية فكراً وسلوكاً وممارسة وتطبيقاً .. فالغلو والتطرف بجناحيه (أقصى اليمين – وأقصى اليسار ) يحول دون أي تفاعل وانفتاح إيجابي مع الآخر . فالوسطية ومنهجها الاعتدالي تعصم الفرد والمجتمع من الانهيار والاندثار..
إننا بأمس الحاجة لإدراك تلك الضوابط خصوصاً إننا نعيش في حالة من الغليان الفكري والترف العلمي، والتقدم التقني .. إضافة إلى مراهقة فكرية .. وهشاشة في التأصيل .. وانبهار في التبعية .. عند شريحة من الشباب .. ومن هنا يلزم على الجهات التعليمية والثقافية والمؤسسات الإعلامية المساهمة في تقديم حصانة ثقافية وفكرية .. لعلها تكون جذوة .. من نور .. يجد عليها الساري هدى.[/ALIGN]
[COLOR=blue]د.نايف بن مهيلب المهيلب
" صحيفة عين حائل الاخبارية " [/COLOR]