إن لم تحسن عمله فدعهُ
للأسف كل الأسف !!! نحن نعيش اليوم في عالم ٍكل من فيه يؤمن بأن الحياة مادة، وكل من فيه يسعى إلى الحصول على المال بشتى الوسائل والطرق حتى ولو كانت بعيدةً كل البعد عن الدين وما أمرنا الله به، ويستمر في السير في طريق الظلال
كلنا قد نكون مدراء ومحافظين ورجال أعمال وكلنا قد نكون في أي منصب وأي مكان وكلنا قد نكون الكثير والكثير
هذه صفة السواد الأعظم من الخلق
والى الله ترجع الأمور
منا من يقدم على عمل ما أو وظيفة
ومن غير مقدمات أو مؤهلات أو خبرات وهو يظن كل الظن انه قادر على القيام به فتراه يقف على المنابر والإدارات يخطب بما لم يفقه ولم يستوعب ولم يصن لسانه وقد خرجت الألفاظ متهيبة مترددة تعلو حنجرته أحيانا وأحيانا تنخفض ذليلة على لسان صاحبها
وهناك من يعتلي منصة العلم والمعرفة ولسانه يكاد ان يكون اطول منه محاضراً بعقول جاءت تأخذ منه علم موزون ومعتدل فإذا بها تلقى جاهل بالعلم مثرثر ليس اكثر من هنا وهناك
وكثيراً ما جلسنا نصغي بكامل تركيزنا وبكل حواسنا ننظر ونترقب بعيون يكاد بياضها أن يخفي سوادها إلى من بهرنا بحلو ودغدغة حديثه
وهو يملي علينا أفكاره من حكم خبراته ومعرفته لعلوم الأرض وتحت الأرض. ولكن حينما ترى أفعالهم تجد شيئاً ما بداخلك
يستغرب ويثور ويغضب ويصرخ من أين أتوا
ونكتشف اخيرا أننا نسير حلفهم بلا هدف وطريق مطباته تجبرك على الاستفراغ
فالغير مناسب ابدا ودائما صار في المكان الغير مناسب
والمناسب ضاع واندثر في غياهب الجب وتراجع بهزيمة نكراء
بالماضي نسمع ونتذكر
كم كانت صعبة تلك الحياة
ولكنها مليئة بالقيم والمبادئ والحكم
كانوا مخلصين النية لله
كل حياتهم تدور في فلك واحد
رضاء الخالق عز وجل
دعونا نفكر قليلاً في الحياة الآخرة كما نفكر في الحياة الدنيا، دعونا نتذكر ذلك اليوم الذي يحاسب كلٌ منا على عمله فقط وليس على عمل غيره
رائد ابوجوده
" صحيفة عين حائل الاخبارية "