[ALIGN=CENTER][COLOR=red]دستور مملكة النحل ... الحلقة الثالثة عشرة [/COLOR]
وفي الصباح الباكر بدأ النحل بالخروج من الخلية كي يباشر عملة كالعادة ، وعندما رأى الذباب خروج النحل من الخلية لاذ بالفرار ثم اختبأ خلف زهرة قرع وأخذ يفكر في كيفية بناء صداقة مع أحد أفراد طائفة النحل ، وبعد مضي ساعة من التفكير توصل الذباب لفكرة جهنمية وهي أن يقوم بصنع فخ من خيوط العنكبوت بين زهرتين من أزهار إحدى شجيرات القرع ثم ينتظر حتى تسقط إحدى العاملات في الفخ وبعد ذلك يسارع بتخليصها من الفخ وبذلك تتكون بينه وبين تلك العاملة صداقة حميمة من خلالها ينفذ الخطة التي جاءت به إلى جزيرة النحل ،
الذباب بدأ بتنفيذ الفكرة حيث توجه لبيت عنكبوت مهجور وأخذ ما يلزمه من الخيوط ثم بنا الفخ وبعد ذلك توارى خلف إحدى الشجيرات القريبة ينتظر وقوع إحدى العاملات في الفخ ، وبالفعل تم للذباب اللعين بعد ساعة من إنهاء بناء الفخ ما أراد حيث اشتبكت أجنحة إحدى العاملات في الفخ وأخذت تستغيث بأعلى صوتها كي يأتي أحد لإنقاذها لأنها كانت تعتقد بأن العنكبوت قريب منها وسوف يفترسها ، ولكن لم ينتبه لصراخها أحد من أصدقائها لأن الفخ بعيد نوعا ما عن الخلية كما أن صوت الأمواج قد طغى صرخات تلك العاملة المسكينة ، وبعد مضي ثلاث ساعات خرج الذباب من مخبئه وهو يتظاهر بالرزانة ثم مر من جانب النحلة الأسيرة وعندما رأته صاحت بأعلى صوتها وطلبت منه أن يساعدها في التخلص من هذا الفخ فقال لها :
الذباب : يا إلهي يبدو أني كنت مسيرا عندما مررت من جانبك لكن لا تخافي سوف أخلصك قبل حضور العنكبوت المفترس .
النحلة الأسيرة : أشكرك أيها الذباب الشهم لن أنسى أنك أنقذت حياتي في يوم من الأيام .
الذباب : لا عليكِ سوف أخلصكِ من هذا الفخ اللعين حتى لو كلفني هذا الأمر حياتي .
ثم قام الذباب بقطع خيوط العنكبوت فتحررت أجنحة النحلة وطارت وهي تتراقص من الفرح والذباب يطير خلفها وهو يقول :
الذباب : الحمد لله على سلامتك لقد نجوتِ من موت محقق .
النحلة : أشكرك جزيل الشكر أيها الشهم لكن أرجوك أن تأتي معي إلى الخلية كي تكافئك ملكتنا على هذا الصنيع .
الذباب : أستغفر الله أنا لم أفعل ما فعلت طمعا بمكافأة ولكن أنا أرجو من الله الثواب .
النحلة : ( مندهشة من علو أخلاق الذباب ) يا لك من ذباب طيب لكن صدقني لن أنسى أنك غامرت بحياتك من أجلي كان من الممكن أن يهجم عليك العنكبوت وأنت منشغل بحل قيودي ولكن شهامتك جعلتك تنسى نفسك من أجل عمل الخير .
الذباب : عزيزتي هل أطلب منك طلبا .
النحلة : تفضل يا أعز صديق رزقني الله به .
الذباب : أرجو أن لا تخبري أحدا من أصدقائك عن قصة إنقاذي لك فأنا أود أن يكون جزاء فعلتي من الله وليس من خلقه .
النحلة : لك مني أن لا أخبر أحدا بما جرى ولكن هل أطلب منك طلبا .
الذباب : طبعا طبعا تفضلي .
النحلة : أرجو أن نكون أصدقاء للأبد أيها الذباب الشهم هذا هو طلبي .
الذباب : لك هذا عزيزتي .
ثم تمكن هذا الذباب اللعين من بناء صداقة قوية مع هذه العاملة المغفلة ثم مرت على هذه الصداقة عدة أيام حتى وثقت به ثقة عمياء وراحت تُعَرِّفُه على بعض أصدقائها من النحل وبعد مرور شهر كامل تمكن الذباب اللعين من بناء صداقة قوية مع عشر عاملات وذكرين وفي أحد الأيام قال الذباب لأصدقائه من النحل : أيها الرفاق هل تقبلون دعوتي غدا تحت ظل تلك الشجرة فأنا أود أن أصنع لكم شرابا لذيذا اسمه ( شراب السعادة ) .
النحل : طبعا طبعا سوف نحضر غدا في المكان المحدد ولكن ائذن لنا بالانصراف الآن فقد تأخرنا ويجب أن نغادر .
الذباب : حسنا أنا سوف أجهز الشراب وأنتظركم لكن أرجو أن لا يعلم أحد غيركم بدعوتي ، اتفقنا .
النحل : اتفقنا .
وفي اليوم التالي قام الذباب الماكر بإعداد شراب مكون من عصارة قصب السكر وقليل من رحيق زهرة البرتقال ثم أضاف كمية مناسبة من عصارة مادة السكران وتركه في مكان حار حتى يختمر ثم قام بتجهيز مكان تحت شجيرة القرع كي يستقبل فيه النحل وقبيل زوال الشمس صار كل شيء جاهز ثم طار الذباب إلى أعلى شجرة القرع كي يستقبل النحل وما هي إلا لحظات حتى وصل النحل إلى مكان اللقاء فرحب الذباب بهم ثم نزل وإياهم إلى المكان الذي قام بإعداده ، ثم بدأت الحفلة وبدأ الجميع يتسلى بالحديث وطرح الأحاجي والنكت وفي هذه الأثناء طار الذباب وأحضر الشراب الذي سماه ( شراب السعادة ) وبدأ بتوزيع الأقداح على النحل وما إن تذوق النحل هذا الشراب حتى افتُتِن بحلاوة طعمه لأن الذباب قد أجاد تركيبه كي لا يلاحظ النحل طعم مادة السكران .
إحدى العاملات : أم أم يا لهو من شراب لذيذ لم أتذوق في حياتي مثله .
أحد الذكور : صدقتِ إنه شراب فاخر لكن كيف صنعته أيها الذباب هلا أخبرتنا .
الذباب : أنا سعيد جدا لأن شرابي قد أعجبكم ، أنها خلطة علمتني إيَّاها جدتي وسوف أخبركم بطريقتها لكن ليس الآن ، ثم أن هذا الشراب يفيد الجسم ويقوي العضلات وسوف تلاحظون ذلك بعد أيام من تناوله .
ثم أخذ الذباب يسقيهم من هذا الشراب وبعد نصف ساعة من تناوله بدأ النحل بالثمول وبدأت النشوة الكاذبة تدب في أجسادهم ، وكلما زاد الذباب لهم زادت نشوتهم حتى وصلوا لمرحلة الهذيان وصار كل واحد منهم يعتقد أن هذه الحياة خلقت من أجله وأن هذا الكون مسخر له ، وفي هذه الأثناء كان الذباب ينظر إلهم ويقول اشربوا فقد اقتربت نهايتكم واستمر الذباب يسقيهم حتى غربت الشمس ونظرا لأن الجميع مخدر لم يستطيعوا العودة إلى الخلية وباتوا تلك الليلة عند الذباب .
وفي صبيحة اليوم التالي أفاق النحل بعد زوال تأثير الشراب عليهم فقال أحدهم :
أحد الذكور : يا إلهي يبدو أننا قضينا ليلة البارحة في ضيافة الذباب وقد أثقلنا عليه هيا يا رفاق لنعود إلى الخلية كي لا تفتقدنا الملكة .
الذباب : هوِّن عليك يا عزيزي فأنتم لم تثقلوا علي .
إحدى العاملات : يا لك من صديق رائع لكن اسمح لي أن أقول إنك مبدع في صنع العصير أنا شعرت بشعور غريب ولذيذ في نفس الوقت ، عندما تناولت شرابك ، هل منكم يا رفاقي من شعر بنفس الشعور الجميل الذي شعرت به ؟.
جميع النحل : نعم نعم يا لهو من شعور رائع ولذيذ .
الذباب : أنا رهن إشارتكم أعزائي كلما أردتم أن أصنع لكم مثل هذا الشراب فأنا مستعد .
النحل : شكرا لك ، من المؤكد أننا سوف نطلب منك ذلك لكن ائذن لنا بالانصراف الآن وسوف نلتقي غدا إن شاء الله .
الذباب : حسنا إلى اللقاء . أعزائي .. قبل أن ترحلوا أريد أن أطلب منكم طلبا .
النحل : تفضل .
الذباب : أرجو أن تجعلوا ما حصل بيننا سرا كما أرجو أن لا تخبروا أحدا من أصدقائكم عن الشراب الذي قدمته فأنا لا أقدمه إلا لمن أحب .
النحل : لن نخبر أحدا ثق بنا .
ثم عاد النحل إلى الخلية بعد يوم حافل بالثمول والنشوة الكاذبة ، وعند وصول النحل إلى الخلية .....
تابعونا في الحلقة المقبلة
Nasir321n@hotmail.com[/ALIGN]