لا تمضي فترة إلا ونجد من يتحدث عن قضية للمرأة السعودية هنا وهناك وكأنه لا يوجد في العالم أجمع نساء سوى السعودية أو أنه ليس لهم شأن سوى هذا غاضين الطرف عن القوانين التي تنتهك كرامة المرأة عند الغرب التي يريدون أن يسدلوا علينا ستاره الإستبدادي، حتى أنه أنشئت منظمات لهذا الشأن المدلس الخبيث الذي ظاهره به الرحمة وباطنه به العذاب، واليوم يعاودون قضية قيادة المرأة التي حافظ عليها الإسلام، وجنبها كل أبواب الفتن وذرائع الفساد فهي درة مصونة، ولم يجعلها مثلما جعلتها الحضارة اليوم سلعة تباع وتشتري ومما يدل على محافظة الإسلام على المرأة من الاختلاط والتزاحم المؤدي إلى الفساد، ما ذكره العلماء الأجلاء في منع قيادة المرأة للسيارة، فهذا يجب على المرأة تجنبه، وذلك لأنه ذريعة إلى خروجها من بيتها الذي أُمِر نساء المؤمنين بالقرار به في قوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} إضافة أنه سبب مباشر لسفر المرأة بلا محرم يرعاها وفي الصحيحين قول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر إلا مع ذي محرم) ثم أنه ذريعة لإهدار حرمتها وكرامتها بتعرضها للسفهاء واللئام، أو تعرضها هي للرجال بالأذى والمغازلات والمعاكسات، فإذا قادة المرأة السيارة لوحدها تحققت هذه الذريعة الواقعة لا محالة للفاحشة، والله - عز وجل - نهى عن قرب الفاحشة فكيف عن الوقوع فيها! قال تعالى:{وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً} ناهيك عن الأثر الاجتماعي في تضييع المرأة زوجةً وأماً ومربيتاً لبيتها، هذا إذا سلمت من التسكع في الشوارع كما نراه من بعض الشباب، وهناك أثر ثقافي واجتماعي لخروج المرأة قائدة للسيارة.
كما أن فتح باب قيادة المرأة للسيارة يُفضي ولا بد إلى دعاوى تحرير المرأة بخروجها عن طبيعتها اللائقة بها ديناً وخلقاً وشعوراً، وكشف جسمها والسفور.. إلخ. وأعظم ذلك خروجها عن قوامة الرجل، الأب، والزوج، والولي، والله - عز وجل - يقول: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء} فالواجب ألا يتكلم بهذا سوى المتخصصين من علماء الشريعة وذوي الفتوى، ولا يجوز أن يتشدق به كل ما هب ودب، بل هو دين، أحكام حلال، وحرام، والله - عز وجل - يقول: { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ، مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
أما قياس جواز قيادة المرأة للسيارة بركوبها الإبل وسفرها عليها قديماً، فلا أدري أي قياس علمي صحيح يسوغ هذا الحديث من القياس الباطل المبني على الفارق الكبير، وشبهة الاستغناء بقيادة المرأة للسيارة عن السائق الأجنبي فهي تنظير أحول لا حظ له من الواقع، فالرجال الذين يقودون السيارات لديهم هؤلاء السائقين بلا حاجة ضرورية، وسيبقى السائقون لدى البيوت حتى مع قيادة المرأة
أما شبهة خلوة المرأة بالسائق هو الحال في بقاء الخادمات في البيوت مع الأبناء، والأباء تماماً، وواقع الحال خير شاهد، ومن استشهد بقيادة المرأة للسيارة في الدول الآخرى فليراجع هذه الشبهة فهناك دراسة بريطانية أجريت على عينة من النساء اللاتي يقدن المركبات توصلت إلى أن ستين منهن أصبن بأمراض نفسية، ولو نظرنا لدول الخليج وهي أقرب لنا لوجدنا نسبة الطلاق والمشكلات والتفكك الأسري بسبب قيادة النساء، ففي الأمارت هناك دراسة أجريت إلى أن نسبة الطلاق بالأمارات أرتفعت إلى ستين بالمائة بعد قيادة المرأة للسيارة نتيجة بشعور المرأة عدم حاجتها للرجل
ثم إن أردتم أن تعلموا حقيقة هذه الدعوة فانظروا من الذي يروج لهذه القضية وينادي بها وكفى بذلك دليلا حيا على خطورة هذه الدعوة أيروج لها عالم بالشرع يفقه الحلال والحرام؟ أم إن الذي يروج لها إنسان خالط الكفار واقتبس من أخلاقهم، وأحب عوائدهم واستحسنها وفضلها، فهو يريد أن ينقل إلى المسلمين مناهجهم وأخلاقهم وأفكارهم ظنا منه أن فيها الخير والتقدم، وليس هو طلب داخلي إنما هؤلاء هم أجنده غربيه تغريبية تريد أن تفرض واقعها على بلادنا.
إن المطالبة بقيادة المرأة للسيارة تقف خلفه منظمات بل إن منها منظمات يهودية مع وجود صهاينة عرب يضمرون لمجتمعهم لفساد وهذا موجود بالصوت والصورة على مواقع التواصل الشبكي مثل ديفيد كيز اليهودي يتحدث في شأن الإسلام فسؤال هل هي شفقة على المسلمين أم أنها تخريب للصالحين، أو يأتي زعيم أحد المنظمات المشبوهه والمؤسسات المدحوره لتمزيق الشعوب العربية فيتحدث بشأن السعودية وكأنها أهل بيته لكن لاغرابة فهو موظف يتقاضى مقابل هذا الحديث وغداً يتغير حديثه عندما يجدما من يدفع أكثر، والأغرب والأدهى والأمر أن نجد أن هناك من المسلمين من يصدق اليهودي ويتخلى عن العلماء، لكنهم وجودوا ظالتهم في هذا الجيل الذي ترعرع في أحضان شبكات التواصل الاجتماعي هو جيل هش أمام أمواج التكنلوجيا العاتية والمعلومة المزورة المغشوشه لمجتمعه مقابل مالديه من سحيطة علمية.
فقد علم المنافقون والتغريبيون أنه لا يمكن إسقاط الحجاب بالطريقة السهلة فنبههم الشيطان إلى طريقة أخرى هي قيادة المرأة للسيارة، فالقيادة يقصد بها إسقاط الحجاب وحصول الاختلاط، وفساد الأمة، وتحدٍ صارخ للأنظمة وعادات البلد والعرف الاجتماعي العام في مجتمع حافظ على نسله ونسيجه وأعراضه وكرامات بيوته
والله - سبحانه وتعالى - هو الحافط والهادي نسأله أن يلهمنا رشدنا ويوفقنا للفقه في دينه والثبات عليه، وأن يعلي كلمته وينصر دينه ويخذل أعداءه ويحفظ علينا ديننا واجتماعنا وعوارتنا.
[COLOR=#901206]نايف بن سعد الدابسي
" صحيفة عين حائل الإخبارية "[/COLOR]