[CENTER][B]رَحَّلت "سَلام " يَ أٌمَّةُ الإِسلَام ![/B]
نَشهدُ هذه الأَيام تَدَنٍّ مُستمِرٍّ لـِ درجات الحرارة فِي حائل وَأغلب مناطِقِ المملكة و كأنَّ الشتاء شدَّد قبضتَهُ علينا فجأةً , ورأَيتُ كيفَ يكُونُ الأَمْرُ مُربكاً لِـ بلدٍ تَملكُ جمِيعِ مُقَوَّمَاتِ الحياة وَلِلهِ الحمد فكيفَ بِـ بلدٍ اندثرت مَعالِمُه تَمامًا ولم يَعُد لهُ أَثرًا سِوى خرِيطَةٍ بَقِيت مَرْسُومَةً على جِبَاهِ شُهدَائِه ، بلدٍا أُصبِح بين ليلةٍ وضُحاها لا يملِكُ من مُقَوِمَاتِ الحياة شيء !
آلمنِي ذلك عِندما رأَيتُ وقع الشِتاءِ على سُورِيَا وآلمنِي تَخَاذُلِنا عن نُصرتِهم أكثر وكأنَّها اُستُهلِكت ( طَاقَةٌ العَرَب ) تمامًا ! حتى ماتت أحَاسِّيسُنَا قهرًا وقسرًا وخارت قِوَانَا فما عادت مَجَازِرُ سُورِيًّا تَصعقُ ضَمَائِرُنا تأْنِيبًا ! ؛ كيفَ بعد أن اِشتَدَّت وَطْأَةُ الألَم عليهم ما بين حَربٍ و جُوعٍ و برِّد حتى صارَت سُوريّة تتشرَّبُ الوَجَع كـ إِسفَنجٌة مُهتَرِئة ونحنُ العَرَب لَا نُجيّد سِوَى أَن نَعصِّرُهَا بِقوَّة حتَّى يتسَنَّى لها أن تتشرَّب الوَجَع مِنْ جديد !
مُتقَاعِسين هُنا نتَضجّرُ بين أَغطِيتِنَا الدافِئة ونَشكُوا البَرْدُ اليسِير وأرْوَاحهمٌ هَائِمَةً تلُفهَا مُخيَّماتٌ بالية [ عَقِيمَةٌ ] لَا تُنجِبُ دِفئاً وَلَا تَكفِي أن تكون لهُم كَفْنًا ! , لهُم أجسَادًا سَرقَهَا الشِتَاءُ من الحياة عَنْوةً حتى غدت جُثَثٌ هَامِدة غَطَّاها الصَّقِيعُ بِقَسوتَه وتَسرَّبتْ أرْوَاحهُم تعرُج بِـ فَرَحً إلى السَّمَاءِ !
آهْ يَ " سَلَام " يا مَوْءودة الشَّام سَامِحِينَا يَا مُزن الغمام، وَلَا تَعْتِبِي فِأَنَّ العَرَبَ للأَسف ما زالوا نِيَام ! , يا أُمَّةُ الإِسلَامِ كيفَ تَغمضُ لنَا عِينًا ولنَا أُخْوَة يُقاسُونَ برِّد الشتاء وسَطْوَتةٌ أعتَقِدُ أَنَّهُ لا حقَّ لنا بِالحدِيثِ عن السَلامِ بعدما رحَّلتْ " سَلام " ! .
آآآآهٍ يَا طِــفْلَةً بِـ مَهْدِهَا رَحَّلَتْ * خَذَّلْنَاهَا مِنْ الغــرْبِ لِلـمَــشْرِقْ
هَلْ تُرَاهَا عَنْ العُرُوبَـةِ سَأَلَتْ * أَمْ شَكَتْ أُمَّـةً بِـ خيباتِـها تَغْـرَقْ
تَسَـاءَلَتْ بِـأَيّ ذَنْبٍ وَمَا فعَلَتْ * لِـ تُجْزَى زَمْهَرِيرًا بَرَدهُ يُـحْرَقْ
عَارٌعَلَيْنَا مَوْتُهَا يَـ أُمـةً جَهِلَتْ * أَنَّ العِزَّ بِـ الدِّيـنِ شَمَّسَهُ تُشـْرِقْ
وَاللهِ مَا بَكيَتُ الدُّنْيَا ومَـا آلـتْ * وَلَكِن" أَبْكَانِي " ثَغَـرُهَا الأَزْرَق
ولأَننِّي لا أملِكُ من الأَمرِ شيء سَوِى المُؤاساة ولو كانت بِالقولِ خَشِيَتُ أن يَسأَلنِي اللهُ عن خُذَّلانِي لهُم وأَنا التي أَمتَلِكُ حرفًا قد يُثَقِّلُ كِفُّه ورِيشَةٌ قد تُحَرِّكُ قَلْبًا أو تمسُ عَاطِفَة فلعلَّ رَبِّي يَجعلُ بِهِمَا خيرًا كثيرًا ، اللَّهُمَّ اِغفِر لنَا تَخاذُلنَا وفٌرقَتنا اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعلمُ بِضُعفِنَا و قِلة حِيلَتنا اللَّهُمَّ كُن لهُم دِفْئًا وَعَّونَا وَحِصنًا مَتِينًا. وأسأَل اللهَ أن تكُونَ أَحرُفَي هذه شافِعةً لِي لا عليّ [ حِينما يَسأَلُنِي اللهُ عَنهُم ! ] .
[/CENTER]
آمنه الغيثي
" صحيفة عين حائل الاخبارية " خاص
[url=http://www.gulfup.com/?YhglOp][img]http://im50.gulfup.com/W6aeVp.jpg[/img][/url]