رحل الرجل العظيم الذي صنع الاستقرار بالعالم، وأرسى قواعد الثبات للأمتين العربية، والإسلامية ورسم خطوط الطريق للسير على نهجه الحكيم صاحب المواقف المشهودة التي شهد له بها العالم أجمع جمع بين القيادة والحكمة والحنكة والأبوة الحانية لشعبه.
أتعبت من بعدك يا ملك الإنسانية رحمك الله فقد بكت بفقده حتى الأطفال والأطلال ملك صنع حبه بقلوب شعبه الصغير والكبير كيف لا وهو صاحب الدمعة الحانية والقلب الطيب الذي ألفه البعيد، والقريب، وصانع النهضة، والتطور فقد صنع مالم تصنعه أجيال خلال فترة وجيزة فقد كان عهده زاخراً بالإنجازات العظيمة بكافة النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي لا حصر لها فكان همه كل ما يهم ويخدم المواطن بالدرجة الأولى مولياً ذلك جل اهتمامه فقد كان يعمل ويوصي المسؤولين بالمواطن مما جعل شعبه يعشق هذا الاسم الرمز الذي أرتبط بالعطاء والنماء.
حيث أجمع القادة على أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من الرجال الأفذاذ الذين رسموا على صفحات التاريخ بأفعالهم ومواقفهم المتزنة سجلاً حافلاً بالإنجازات التي تخلدهم، معترفين أن الملك عبد الله قائد محنك يملك الرؤية الحكيمة، والقرار الصائب في سائر أموره، ويتمتع بالصدق والوضوح والشفافية، والقول دائما يتبعه بالعمل حتى أصبح قدوة لغيره، يحب الخير لمن حوله ويعيش همومهم وأوضاعهم بل هموم وأوضاع العالم الإسلامي كافة، يفتح آفاقا وعلاقات مع الغير، ويدعو للسلام والتسامح، إنه شخصية قيادية تستحق التوقف عندها والتأمل طويلا، كما شهد لها العالم إن الفقيد كان شخصية تحمل معاني الإنسانية الكريمة الطيبة، وكان ذو نظرة عميقة.
رحل ملك الانسانية وشعبه ينعاه بالدموع ويدعوا له ويردد وصيته ( لاتنسوني من دعواتكم ) ولكن عزائنا أن حل قادة محل قائد ليخففوا مصاب شعبهم مؤكدين للعالم أنه إن يرحل قائد يحل محله قادة خاضوا ميادين القيادة فرحم الله الملك عبد الله ووفق الملك سلمان بن عبد العزيز ملكاً للبلاد، القائد العظيم الذي تحلى بالقيادة نظراً لما يحمل من عقل وحنكة؛ إذ تحمَّلها برباطة جأش، وحمل على عاتقه تسيير بلاده داخلياً وخارجياً في وقت واحد، فنقل الحكم بسلاسة وسرعة أذهلت الأعداء بعد الاتفاق بين الحاكم وأبناء الشعب عبر نظام هيئة البيعة، الذي رسمه الفقيد الملك عبد الله - طيب الله ثراه - ووفق ولي عهده الأمير مقرن والنائب الثاني الأمير محمد بن نايف شبل أسد السنة رجل الأمن المخضرم الذي سار على نهج أبيه بالحكمة ونموذج للمسؤول العربي الذي يهمه أمن المواطن أولاً، والذي نذر نفسه وصحته وحياته في خدمة دينه ووطنه فكان نعم المسؤول ونعم العضد لولي أمرنا وقائدنا.