إن تداخل المفاهيم على أناس لا يدركون ما يدور حولهم في كثير من الأمور لا يعدو عن كونهم إما نمطي التفكير أو معدومية وكلتا الحالتيين تجعله يسيرون إمعات -إن الناس أحسنوا وإن أساء الناس فهم بالمثل - ويتجلى ذلك بوضوح فيمن تجده يتكلم عن التغيير وما أحدثه في حياته الأسرية أو الاجتماعية أو حتى الدينية أو ما يريد أن يحدثه غير مكترثا بنتائج تغييره ، وأنه يجب عليه أن يبحث عن التطوير ويعي مفهومه ويفرق بينه وبين التغيير ؛لإن التطوير للأفضل فقط أم التغيير فيحتمل الأفضل والأسوأ ، فقد تكون على أفضل مما كنت وقد تتمنى حالك السابقة بعد تجلي الرؤى والأهداف لك والتي من أجلها ذهبت للتغيير ، فابحث عن التطوير ولا تحبذ التغيير ، وخير الأمثلة عن الإمعات اللذين ذهبوا للتغيير أصحاب الأفكار والمذاهب الهدامة من الإرهابيين والحزبيين ومن في معيتهم ، واللذين يسعون في الأرض فسادا ، فبمجرد توجههم للتغيير انجرفوا وراء افكار ومعتقدات أوردتهم وأوردت المجتمعات الإسلامية الويلات والمهالك من وعي وإدراك منهم لتبعات تغييرهم لما كانوا عليه ، بينما نجد على النقيض من ذلك نجد تغييرا نحا منحى آخر ، وهو من كان على قدر من الدين والالتزام فجره تغغيره إلى تبني الأفكار الليبرالية والعلمانية والتي تركز على هدم الدين والقيم والمبادئ وخدش الحياء ونزع المروءة ، وتفكيك المجتمع المسلم والسير خلف القدوة الغربية المعادية لديننا وأمتنا وعقيدتنا ، فالتغيير المتشدد والتغيير المنفتح بعيدان كل البعد عن مبادئ الإسلام ، فابحث أيها المسلم المعتدل عن التطوير في حدود المبادئ والقيم والاتجاهات الإسلامية المعتدلة ، مبتعدا عن الأفكار الغربية الدخلية التي لاتمت للوسطية والاعتدال بصلة والتي تتبنى التفكير المغاير للإسلام وكذلك التي تتبنى الفكر الخارجي المتشدد ، فكيهما تبنى التغيير .
المقالات > تغيير أم تطوير
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.aenalhaqeqah.com/articles/1270741/
5 pings