لا اتحدث هنا عن قصة عشق ملك وسيم لامرأة فائقة الجمال من عامة الشعب ومعاناتهما الكلاسيكية في مواجهة المحيطين والمجتمع .. لا اتحدث عن شوق ذلك الملك لشمة عطرها ولوعة قلبها على فراقه ..لا ..انا لا اتحدث عن ذلك .
انما اتحدث عن قصة العشق الممنوع بين من اعتقدنا انهما عدوان لدودان ..ايران وإسرائيل .. تختلفون معي او تتفقون فمصالحهما مشتركة وكلاهما يعتني بالآخر جيدا في منطقتنا .. وكأي علاقة فهي بين المد والجزر ..بين الازدهار والضعف لكنها باقية .. الشواهد كثيرة وأورد لكم بعضا منها .. لكن قبل ان ابدأ أوضح اني احترم كل الأديان والطوائف وكلامي ليس له علاقة إلا بالتحليل السياسي ..
ابدأ بإقتباس كلام رئيس الوزراء الإسرائيلي عام 1987 اسحق رابين الذي قال؛ ايران هي صديقة إسرائيل المفضلة ونحن لا ننوي تغيير موقفنا في ما يتعلق بطهران! هذا الكلام موثق في كتاب عن التعاملات السرية بينهما كتبه تريتا بارسي في كتابه ( التحالف المخادع ) أي ان ايران كانت صديق جيوسياسي لإسرائيل ابان حكم الخميني، وعندما كانت ايران في مواجهة العراق في الثمانينيات وكان الغرب الى جانب العراق عمدت إسرائيل الى دعم ايران بالسلاح .. فليس من مصلحة إسرائيل ان ينتصر العراق حينها مع تهديد صدام حسين المستمر لإسرائيل ..
اسحق رابين يتحدث عن علاقة قوية على مستوى استخباراتي وامني عالي وهي نتيجة عقود طويلة وليست مرحلية ..
ستسألوني عن تدهور العلاقة في فترة احمدي نجاد .. والله أني اجد في تصريحات نجاد كلها عن خطر إسرائيل محاولات للتوظيف الداخلي استخدمها لانه كان شخصية غير مقبوله شعبيا، وطالما صور نفسه بطلا بوجه إسرائيل كي يلتف حوله الإيرانيون .. بينيامين نيتانياهو فعل ذات الشئ استخدم الخطر النووي الإيراني ليوظفه شعبياً ..
في النهاية نحن لا نعرف الكثير عن برنامجيهما النوويين وكلاهما يريد شرق أوسط مفكك وضعيف ليفرض قوته ..
أمريكا ( الطفل المدلل للوبي اليهودي النافذ ) اسقطت نظام ديكتاتوري في العراق ودعمت النفوذ الإيراني في العراق .. واليوم قائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي كان يعرف برجل الظل لم يعد في الظل !هو اليوم يرقص عندنا مع جنود عراقيين في فيديو منتشر على يوتيوب ! عادي العلاقة أصبحت في الشمس لا عشق سري بعد الان !
الشاهد الآخر عزيزي القارئ .. داعش .. لم يهدد هذا التنظيم ولم يقم بعمليات لا في ايران ولا في إسرائيل ..داعش يريد ان يتجه الى جنوب أوروبا عبر المغرب العربي ولا يأتي على ذكر لا إسرائيل ولا ايران .. هل من تفسير منطقي؟
هناك تنسيق تجاري إيراني إسرائيلي .. نعم عزيزي القارئ تجاري رغم العقوبات التي تفرض على ايران من قبل الغرب .. ففي أيار عام 2014 كشف مصطفى افضلي مندوب مدينة اردبيل في البرلمان الإيراني عن تعامل 55شركة إيرانية مع إسرائيل
وعام 2011 تم الكشف عن تعامل شركات كبرى مثل عوفر بروذرز الإسرائيلية مع ايران بعلم إسرائيل بحسب بيان أصحاب الشركات..
على كل حال .. ما اريد ان أقوله ..هو التالي
العشق الممنوع اصبح مكشوفا وإعلم أيها المواطن العراقي بأن أي طرف خارجي لا يبحث عن مصلحتك بل عن نفوذه ومصلحته هو على حساب حياتك ودمك ..
اما رداء الفضيلة والدين فهو أسلوب للسيطرة وكل هؤلاء لا يؤمنون بواحد بالمئة مما يقولون .. لا تصدق الفقاعات الإعلامية الكاذبة للأطراف الإقليمية ..
2 pings