إلى أمهاتنا ..... هذه سنة الحياة
ماذا تعلمت من العمر الذي مضى وبعد لحظات صمت بدأت الإجابة
تعلمت أن المظلوم له رب ينصره ولو بعد حين , تعلمت أن الحياة يمكن أن تنتهي لنا أو لغيرنا بأي لحظة ونحن على غفلة من أمرنا ,تعلمت أن الكلمة الحلوة والوجه البشوش والصدقة رأس مال الأخلاق
تعلمت أن الغني ليس بغناء المال بل هو الذي يملك الصحة والعافية والأمان
تعلمت أن العمر ينتهي والعمل لا ينتهي
وحدث ولا حرج فالحياة الفانية مليئة بالدروس والحكم والمواعظ والباقيات الصالحات خيرا عند ربك وابقي
ودرس أخير تعلمته عن الأم ومنها
لن انسي نظرات أمي وهي تودعني فراءيت بعيونها إلف قصة وقصة
إلف حكمة وموعظة , رأيت أهات حزينة ودموع منكسرة ودعاء لا ينقطع
نعم يا أمي كبرنا وبعدنا وأنت لوحدك ألان في بيتك الصغير
سيكون البيت خالياً من الفوضى والإزعاج و لن تجدي يا أمي رسومات مضحكة على جدران المنزل أو الأبواب أو أي ملصقات أو رسومات مليئة بالألوان على باب البراد
ستجلسين وحدك يا أمي لتقرئي القران وتصلي دون أن يأتي ابنك الصغير لتمسحي له أنفه أو دموعه
لن تجد يا أمي قطعاً من التفاح الفاسد أسفل السرير أو قشر الموز على درجات المنزل
لن تستمعي اليوم يا أمي لصراخنا ونحن نتجادل ونلعب من سيدخل الحمام أولاً
لن تجد احد يزورك في منتصف الليل خائفا من حلم أو كابوس ويكون سريرك مأمنا لهم
أنت تعلمي يا أمي أن الحياة ستكون مختلفة فأولادك يوما ما سيتركون البيت وهذا
البيت سيصبح فارغاً و هادئاً و وحيداً ومظلما وحزينا
و لكن عندما يعودون إليك مع أولادهم ستعود لكي يا أمي ذكرياتك القديمة و تعيشيها ثانية
إحداث الماضي هي ذكريات المستقبل
تذكروها وابتسموا فالله أوصاني بكم يا أمي ويا أبي أن عمل بني ادم بعد الموت ينقطع من كل شيء إلا من دعاء ولد صالح أو صدقة جاريه
ورحم الله من توفى من أمهاتنا وانزل الصحة والعافية على من تبقى منهم