جلست تشيح بعينيها نحو السماء ترقب أسراب الطيور المهاجره وأمنياتها تحلق بين جناحي تلك الطيور المحلقه لتحلق بها بعيدا ،، بعيدا عن واقع مرير تعيش وسطه ، فأسوار يحيط بها أسوارمن الألم ، ودهاليز تلتف وراءها دهاليز من الوجع ، وقلاع ترمي خلفها أنين من البؤس والشقاء ، سجون تسكن روحها وسجان يحتل جسدها الهزيل المعنف ويوسم عليه بصماته القبيحه القاسيه ، وبيت رقيق وضعيف نُسج من خيوط العنكبوت الواهيه بناءه ، ونوافذ صماء مغلقه تُصمت وتخرس كل واقع خلفها ، وأسرار خانقه وحياة لاتطاق .
هذه حال جميع من تعيش ويلات العنف الأسري وجرائمه ، قيود تكبل قدميها وتمنعها من الهرب بعيدا ، خوفا يكاد يحطم أركان وزوايا وساحات قلبها الضعيف ، تردد من الإنطلاق نحو الحياه ، ونحو شمس تدفئ عواطفها المتجمده ، إنهزام في جميع قراراتها وخنوع سريع يصاحبه خضوع واستسلام
أب وزوج لا يرحم ، شررُ يتطاير من عينيه يترجمه بسياط تجلد جسدها الضعيف ليرتاح عندما يشاهد الندوب ترتسم على جسدها فيطلق سراحها جثة هامده ، فهي مكان يلجأ إليه ليفرغ نوبة غضب هاجمته ، وأخ دللته ذكورته فأصبح يمارسها على أمه وأخته ونساؤه ، فتتوالى صفعاته أو كلماته الجارحه أو لكماته القاتله .
أي طفولة تنتظر أطفالهم ؟ وأي حزن يخلقونه مع أجسادهم الصغيرة النحيله ؟ كم هو قاسي أن يرتمي هذا الطفل على جدار يأويه أو ظلام يستره أو حفرة تبتلعه لمجرد سماعه زئير والده القاسي أو أخيه العنيف فالجدران الصماء والحفر البارده والظلام الدامس جميعها اكثر لطفا ورحمه من قلوب البشر القاسيه .
ديننا دين رحمه وعطف ،، ديننا دين حب وألفه ،، ديننا دين الجسد الواحد لا الأجساد المتفرقه ..فأين أنتم من ديننا الذي تحملون أسمه ، وتؤدون فرائضه . أين انتم من مكارم أخلاقه ؟ ورقي معتقداته ؟ وسمو عاداته وعباداته .
أيها الأب القاسي
أيها الأخ العنيف
أيها الجد اللامبالي
أيتها الأم الجائره
جميعكم مسئولون ، محاسبون ، قاتلون لأرواح أتيتم بها لتضيع بين قبور الموتى وزحام المعذبون ، عيون حائره وأخرى يغرقها الدمع وبعضها جفت دموعه لسيول إنهمرت من تلك العيون الخائفه والمرتعبه ، ونفوس متعبه ومتألمه وأرواح هائمه تود الضياع الذي لاعودة منه ،، وقلوب تدعو بالخفاء أن يخفف الله عنها ماتعانيه بفعل والد أو أخ أو قريب .
دعوا قانون الدنيا فإنه مهما بلغ أمام غضب الله ضعيف ضعيف ، وانتظروا حياة لاتنتهي من غضب لايهدأ من رحمن رحيم غفور في الدنيا وشديد العقاب في الأخره يأخذ أخذ عزيز مقتدر فيأمر بأن يأخذوه وفي الجحيم يغلوه ويسقطوه وفي اعماق ناره وقاعها يركلوه ويقيدوه .
صيحات بعضهن تترجمها ملامحها البائسه ، ونحول جسدها المتعب وذهول عينيها وتلعثم لسانها وتردد أفعالها .. قتلوا براءتها واختطفوا سعادتها واغتصبوا حلمها ووأدوا أملها ....
ما أكثرها من بيوت تعاني سكير أو مغتصب حاقد ودين ضائع وتخلي عن المسئوليه لفئة ضعيفه التجئت لهم .
فلترحموا من رحمته السماء لضعفه وقلة حيلته واعلموا بأنكم لاتملكون سوى جبروت الدنيا وسياطها ودعاء من قلوب باتت تكرهكم لافعالكم وخوفا يقتلع قلوبهم لرؤيتكم وسجود في منتصف الليل ترتفع فيه الاكف تتضرع إلى الله تعالي بأن يخلصها من معاناتها ،، وصيحات مكبوته كبلها الخوف تستنجد صارخه ( كفاكم قتلاً لي ) دعوني أعيش بسلام أو أموت بسلام .
أيتها الأرواح المتعبه فلتنعمي برحمة رب رحيم ، وأحسني الإلتجاء لرب العرش العظيم وتحرري من تلك القيود الباليه ، فنحن في عهد كفل للإنسان كرامته وصان حقوقه .. فاصرخي بما أوتيتي من قوه ... كفاكم قتلا لي .. لن ارضخ أبدا لسلطتكم ولن أستسلم لضعفي وأبواب الفرح موجوده تنتظر أن تفتحيهاعلى مصراعيها وأبواب الفرج موجوده تنتظر أن تغلقي خلفها أحزانك .فلتتعالى صيحاتك كفاكم قتلاً لي ،، كفاكم قتلاً لي .
المقالات > كفاكم قتلاً لي
كفاكم قتلاً لي
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.aenalhaqeqah.com/articles/1281274/
29 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓