إلى عيناي التائهتان .. رفقا بقلبي ،، لقد أدماه الحزن وأعياه الألم ،، كلما مددت يدي الضعيفه لتحتضن يد تقويني عادت وحيده وضعيفه كما كانت والخذلان يرافقها ، كم أحتاج لقبضة تشدني من حضيض الواقع المر لتنتشلني وتنهض بي لا لتلقي بي في قاع الوحل لأتمرغ فيه ، ضياع وشتات لأرواح يربطها نفس الدم ويجمعها رحم الأم ، غرباء يجمعهم نسب واحد ، في بيت واحد وعلى مائدة واحده وصمت يطوقهم ووحشة تحتويهم وكأنهم وجوه لاحياة فيها .
وآآه من ليلي الطويل الموحش لا أسمع فيه سوى زفرات أنفاسي القلقه والمضطربه والوحدة تغتالني لحظة بلحظه ، وجوه متعارفه فقط ومشاعر مجهوله لاحياة فيها وقد أصبحت مجرد اختناقات وضيق قاتل .
أحتاج إليك أبي ، وأحتاج لقبضة يدك تأخذني معها نحو عالمك الذي سورته بسياج أصبحت أنا وإخوتي خارج أسواره .
كم أحتاج لحبك الذي احتضر منذ زمن وأصبح يفترش فراش الموت ،
نحتاج لحمايتك وتوجيهاتك وأن تأخذ بيدنا نحو الحقيقه ، لكنك تأبى وترفض إلا أن تكون بعيداً عنا تعيش مابين عملك وأصدقائك واستراحاتك المتنقله ونحن نرقب عودتك كل ليله نشتاق إلى أن نحتضنك ولكن يغلبنا النوم فننام والإنكسار يحتضننا بدلا عنك ...
أحتاج إليك أمي ، فأنتي قبيلتي ، وعشيرتي ، وصمام الأمان يسكن بين عينيك ويديك وحضنك الطاهر ، ولكني لم أعد أجدك ، لم أجد سوى خادمه تحتضن أطفالك ويهرعون إليها يشكون لها كلما غضبوا أو جاعوا أو مرضوا .. أصبحت صديقاتك هن من تبحثين عن رضاهن وتسدين جوعهن وتجالسينهن وتبتسمين لهن ..
أحتاج أخي الكبير ، وأختي الكبرى .. أين إخوتي ؟ أصبحنا أغراب يجمعهم نفس المكان وكل منا يحمل معه كميات من الأسرار ،، هذا هو حال بعض بيوتنا ،، رؤوس مجتمعه وقلوب متفرقه ، الحضاره والإنفتاح سرقت مني أهلي وشتت شملنا .. فالكل يعيش مع مجتمع خفي أسسه لنفسه ، قد يكون أبي الذي أعرفه جيداًرجلاً أخر لا أعرفه ، له أفكاره ومعتقداته ونزواته ، وقد تكون أمي وأختي نساء لا أعلم عنهن سوى أسمائهن فالأسرار تحيط بهن والصمت باعد بين أمي وأختي فلم تعد صديقتها ولم تعد أمي تسألها ، ولم تعد أختي تهتم لأمي .
وقد يكون أخي من أصحاب الجرائم ومدمني المخدرات أو حتى إرهابي أثرت فيه انطلاقاته وحريته الجامحه دون حسيب أو رقيب .
أي حال وواقع بائس وحزين هو حالنا ؟
ترى ماهي أسباب هذا الشتات العائلي ؟ هل العيب يتلبسنا ؟ هل المأساة تعيش بيننا ؟ هل نحن الضحايا أم المجرمون ؟ هل إنسياقنا وراء الملذات والشهوات أبعدنا بالفعل عن بعضنا ؟ لا أعلم سوى أمر واحد وهي رساله أوجهها إلي أمي وأبي ... إجمعوا شتاتنا العائلي واجمعوني بإخوتي وكونوا قريبين منا فنحن بالفعل نعاني من الشتات الروحاني والضياع العائلي .
هاهو رمضان أصبح بيننا سريعا ودخل إلى بيوتنا فلنحسن استقبال ضيفنا ونجتمع حوله ، ليكن رمضان هذا العام بكل خيراته بداية للم الشمل الأسري المشتت ، فلنجتمع حول سفرة رمضان ونعيد التعارف فيما بيننا ، لنمد أيدينا ولتتشابك أصباعنا ونقف في وجه هذا الغول المفترس والذي شتت شملنا لنعود من جديد أسرة جمعها الحب والرحمه والشفقه فيما بينها ، فلنحترم كبيرنا ونوقره ، ونشفق على صغيرنا ونحبه .
31 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓