جريمة لا يقرها دين ولا عقل
أن الله يبتلي عباده المؤمنين بالمصائب ليمحص إيمانهم ويكفر سيئتهم ويرفع درجاتهم ، ومنها الحادثة المؤلمة والفاجعة المحزنة والجريمة الشنيعة التي حلت بمسجد قوات الطوارئ بمنطقة عسير اصطفى الله عدداً من الشهداء طالتهم يد - الغدر والخيانة -رفع الله درجتهم في المهديين واصيب عدد من الجرحى عجل الله لهم الشفاء .
وحذر في خطبته من مسلك الخوارج المجرمين مذكراً بمسلكهم الخبيث منذ زمن النبي ﷺ واعتراضهم على سياسته وسياسة الخلفاء الراشدين المبشرين بالجنة واستحلوا قتل أميري المؤمنين عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما .
ثم استعرض فضيلته صفات الخوارج التي ذكرها النبي ﷺ
يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام .
ثم حذر الشيخ من مسلك الخوارج ووجوب متابعة الأبناء ومعرفة صحبتهم ولمن يقرأون ومن يتابعون بمن يرتبطون عبر برامج التواصل الاجتماعي حتى لا يفجع أحد بولده قاتلاً أو مطلوباً أو ملتحقاً بجماعات التكفير والتفجير والإرهاب كداعش وجبهة النصرة والقاعدة وغيرها ممن لا يرعون حرمة لزمان ولا مكان ولا أشخاص .
وحتى نضع اليد على الجرح النازف لابد من استعراض أهم أسباب الانحراف الفكري الموصل إلى التكفير والتفجير فلخص أهمها في نقاط :
١- جهل كثير من الشباب بعقيدة السلف الصالح في أبواب مهمة في العقيدة كالتكفير والولاء والبراء والبيعة والإمامة والجماعة والسمع والطاعة والجهاد في سبيل الله مما جعلهم غنيمة باردة لدعاة الشر والضلال ، فيجب الرجوع فيها إلى الراسخين من أهل العلم والبصيرة .
٢- وجود من يحرضهم علانية ضد بلادهم وولاة أمرهم واستباحة اغتيال رجال الأمن والسعي في الأرض بالفساد باسم الجهاد ونصرة الدين وربما كتب في ذلك المؤلفات .
٣- تزيين النفير للشباب لأرض الصراع والفتن من دعاة الشر والضلال علانية وعبر وسائل الإعلام المختلفة ، فما أن يصلوها حتى يلقنوهم التكفير ويشرعنون لهم القتل والتفجير ، ثم يزجون بهم إلى بلادهم ليطبقوا ما تعلموه .
٤- تزكية رؤوس التكفير وقيادات الجماعات الإرهابية والثناء عليهم من قبل بعض دعاة الشر والضلال فيحبهم الشاب الجاهل ويتأثر بهم .
٥- التشكيك في شرعية ولاة الأمر والبيعة ومسأل العهد بالحكم وتعطيل أحاديث السمع والطاعة إلا للخلافة العامة زعموا .
٦- تشويه صورة رجال الأمن عامة ورجال المباحث والاستخبارات والطوارئ على وجه الخصوص ، حتى حولت جهودهم في حفظ الأمن إلى تهمة وعار .
٧- السكوت عن محاسن ولاة الأمر وإخفائها ، والتشهير بأخطائهم وتضخيمها والكذب والتزوير فيها .
٨- استغلال القضايا الاجتماعية وإثارة العامة على ولاة أمرهم في قضايا الرواتب والبطالة والسكن ونحو ذلك .
٩- تشويه سمعة العلماء الربانيين والدعاة الناصحين ممن يحاربون الجماعات البدعية والكتب التكفيرية ومنظري العمليات الإرهابية ووصفهم بأقبح الصفات لتنفير الناس منهم .
١٠- إصدار الفتاوى المحدثة المخالفة للكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة ونشرها بين الناس عامة والشباب خاصة كالعمليات الانتحارية ، والمظاهرات والاعتصامات والتشجيع على الثورات .
ويستطرد فضيلته فيقول : فمثل هذه المسببات تولد جيلاً حانقاً على وطنه ومجتمعه كارهاً لولاة أمره ناقماً على علماء بلده ، فلا عجب أن يستجيب بعد كل هذا لنداءات الخوارج وقرامطة العصر .
ثم تطرق فضيلته لوجوب الاجتماع على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة فهي سبيل النجاة من الفتن والمخرج من مدلهمات المحن والأخذ على يد كل مخرب ومفسد وتبليغ الجهات المسؤولة عنهم حتى لا تغرق السفينة...
بقلم فضيلة مدير المعهد العلمي في حائل وخطيب جامع نايف الرجاء في حائل الشيخ محمد بن عمر السائح مستنكرا الحادثة الإجرامية التي وقعت في مسجد قوة الطوارئ بمنطقة عسير في خطبته للجمعة اليوم ٢٢ / ١٠ / ١٤٣٦ هـ.
مدير المعهد العلمي في حائل وخطيب جامع نايف الرجاء في حائل
الشيخ محمد بن عمر السائح
( صحيفة عين حائل الإخبارية )