ثورة الگيزر وكلماتي البذيئة !
لأول مرة منذ عشرات السنين يخرج شباب العراق وبالآلاف ليعبروا عن انفسهم بشكل حضاري وانيق.. وبشجاعة منقطعة النظير، احدى عشرة محافظة تنتفض ضد سوء الاداء الحكومي وفشل اصحاب السلطة والاحزاب في بغداد الحضارة، منظر مشرف وشعارات وطنية فيها دروس وعبر لكل من انتظم وما زال ينتظم في قوائم طائفية تحت مسمى الوطنية..
لقد قام الشعب العراقي بصفع الطائفيين بـ(راشدي) قوي من خلال الخروج بدرجة حرارة لا يتحملها بشر في عز آب (اللهاب) يداً بيد من كل الطوائف ليقولوا كلمتهم، وأنا سعيدة وفخورة بشجاعتهم، القصة ليست هنا إنما اللافت تصريحات الكثير من السياسيين الذين قالوا وبابتسامة انهم يدعمون المظاهرات..(هاي شنو)؟، وكأنهم يستخفون بعقولنا، ومسألة الاستخفاف لا تقف عند هذا الحد بل تتعدى ذلك الى الرغبة بالنزول والمشاركة.. اخي السياسي هل تريد التظاهر ضد نفسك؟، أنا اعلم ان السياسة في زمننا هي فن التناقضات لكن ليس فن الضحك على الذقون!، وآخرون منهم ارادوا حصر المطالب بجهة سياسية واحدة من خلال وصف التظاهرات بأنها فقط ضد الوزارات الخدمية.. والبعض الآخر (انطه كم فلس) لبعض الصفحات الخبيثة كي تصور التظاهرات على أنها فقط ثورة ضد تصريحات الگيزر الشهيرة والمثيرة للسخرية من وزير الكهرباء الفهداوي.. هي ليست ثورة گيزر.. ليست ثورة گيزر بل هي تظاهرات ضد غياب الأمن والسلام، هي ثورة ضد القهر والفساد والجوع والحر والمياه القذرة وغياب (المولات) وغياب المدارس النظيفة.. هي ثورة ضد سرقة نفط البصرة .. هي ثورة ضد ضرب الطلاب بالمدارس.. هي ثورة ضد التعيين الوهمي.. هي ثورة ضد الفضائيين.. هي ثورة ضد الواسطات الحزبية السخيفة.. هي ثورة ضد المشاريع التي يعلن عنها وترصد لها المليارات دون انجاز، استيقظوا ايها السياسيين لا تستطعيون ركوب ظهور المتظاهرين، إنها تظاهرات حقيقية ولا تستخفوا بها، فإن لم تتحقق المطالب فموعدها المنطقة الخضراء وليس ساحة التحرير، ولن ينفعكم رداء الدين او اللطم انتهى الموضوع فالشعب العراقي قادر اليوم على ان يحشد صفوفه ليواجهكم وبكل اطيافه ويقف قويا امامكم.. فلا تستخفوا بإبن البصرة عندما يرفع لافتة كتب عليها: (جدي حمورابي لم يكن مسلما لكنه كان عادلا في سن القوانين ).
لا تستخفوا عندما يخرج رجل بـ(دشداشته) المتواضعة ويرفع لافتة كتب عليها: (الحاكم الكافر العادل افضل من الحاكم المسلم الفاسد) لقد فهموا انكم لستم اكفاء في ادارة الدولة لذلك تصرفوا الآن قبل ان يصل الزحف عند بيوتكم وحينها لن ينفعكم ان ترتعشوا و(تبولوا) على انفسكم.. نعم اول مرة استخدم في مقالي كلمة قد تعتبرونها بذيئة لكني استعير هنا جسارتي وجرأتي من شاعر العراق مظفر النواب الذي يقول: "اغفروا لي حزني وغضبي وكلماتي القاسية، بعضكم سيقول بذيئة، لا بأس.. أروني موقفا أكثر بذاءة مما نحن فيه".
1 ping