...عندما نلعق صبراً ...
فاضت عيناه ، وانتفض جسده ، وتغيرت ملامحه ، حدثته قائلاً :
ما بك ياجليلنا؟ لم نعهدكم هكذا ؟ فإذا به يقول :
قيمنا .. عاداتنا ... أصبحت كسراب أتعب طارده
همٌّ هنا ( يشير إلى قلبه ) وهمٌّ هناك ( يشير إلى الفضاء الشاسع ويقصد به مجتمعنا ) ..
ابن تعالى على أبيه ، وصغير على شيخ ، وطالب علم على معلمه ، وحرام على حلال ، وكذب على صدق ، ولحوم تُنْهش ، وووو.......
شيخنا الفاضل ، شيخنا الفاضل !!
مهلاً .. مهلاً .. مهلاً.
لمن لا يعلم وبصوت مرتفع :
إنها التربية يا سادة !!!
معقل بناء الشعوب وتنميتها ، تلك الحصن الحصين لا يخدشها غير من تجرد منها ، إن الانفتاح الذي نعيش به ووجودنا بقرية واحدة مع عالم تجاوز الحدود في دياناته ومعتقداته واتجاهاته وصراعاته جعل النشء يتلون بألوان غير مألوفة ، التقليد شعار صغارنا ، لا حاجز يحميهم
فإذا بشيخنا ترتفع حواجبه ، ويتمتم بصوت خافت
( لن ننل المجد مالم نعيد البناء مجدداً ، فبناء الإنسان لا يضاهيه بناء )
إن الافتصاد ومتانته في نظر الكثير هو مقدار الدخل والمورد الذي يدر على البلدان مادياً ، فالنشاط الاقتصادي قد يقيسه الكثير بذلك ، إلا أن الاقتصاد الحقيقي في نظر الدول المتقدمة هو الإنسان ، فَلَو نظرنا لتلك الموارد وكيفية جلبها وسيولتها واستخدامها الأمثل لإيجاد قاعدة اقتصادية صلبة ، سنجد أن الإنسان هو الوقود الحقيقي لذلك حيث ، بإعادة صياغته وبناء مفاهيمه وتشكيله كفيل بإدارة خوارزمية البلدان سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ....
( نعم ) نحن بحاجة ماسة لبحث مفاهيمنا وإعادة صياغتها فعالم اليوم ليس بالأمس ...
ما لعقناه صبراً بمفهومه وطعمه ، يظل بداخلنا طعماً ومفهوماً
ولكن من يعلق الجرس ؟!!
كتبه / الأستاذ بدر بن نشاء الرشيدي
مدير إدارة الإشراف التربوي بتعليم حائل
١٤٣٦/١١/٢١هـ
" صحيفة عين حائل الإخبارية "
1 ping