الستر لهما أو محاكمتهما معا.
كثيرا ما نسمع أو نشاهد أو نقرأ دائما عن أخبار قد تهز لها الأبدان، وتحرك من أجلها الغيرة، وتصحوا الضمائر بسببها: كـ ضبط شبان وفتيات في سهرة ماجنة أو ضبط شاب مع فتاة في وضع مخل أو خلوة محرمة، ... إلخ من الأوضاع المتعددة والحالات المتنوعة، والتي مازال ضحيتها البعض من شبابنا المراهق أو بالأصح (أشباه الرجال)، وكونهم لم يصونوا أعراض الناس بل وتضاحكوا وتلاعبوا في مشاعرهم إما باسم الحب أو الزواج أو كليهما معا، وقد رضوا في الأصل أن يكونوا في هذا الوضع أو في محل شبهة قذرة ليكونوا وبما اقترفته أيديهم سببا فيها، وكذلك الحال أيضا مع البعض من بناتنا المراهقات أو ربما المرأة ذات النضج والوعي أو ذات علم ومنصب أو ذات حسب ونسب ... إلخ، فلما رضيت هي الأخرى لأن تكون في هذا الموضع المخل بعرضها وشرفها، وأن تعرض نفسها خاصة إلى الخطر والسمعة، ثم لأهلها ولكل قبيلتها ولمجتمعها عامة، وكانت ذات قدوة لهم وهي في الأصل ومع الأسف لم تكن محل ثقة أو جديرة بذلك، وعليه .. وما يلاحظه الجميع من كثرة ظهور وحدوث لمثل هذه الحالات وتشابهها بين منطقة وأخرى، والتي لم تكن إلا بسبب أن الضحايا هم هؤلاء الشباب الطائش ليتم تحويلهم إلى الجهات المختصة والبدء في محاسبتهم ومحاكمتهم، لتبقى الفتاة أو الشابة أو المرأة المضبوطة مع الشاب في خارج دائرة الخطر، وذلك بالتستر عليها والحفاظ عليها من الفضيحة بعكس الرجل، وهو كحق ديني وواجب مكفول لها بسترها، لنجد أن المشكلة الحقيقية لم تكن مع من ذكرتهن إن كانت بالفعل قد تابت ليتوب الله عليها وكان خطأها غصبا عنها أو غير ذلك من المبررات والحجج الأخرى، ولكن ما أقصده هنا بعض الفتيات أو الشابات أو أي امرأة أخرى كانت ولازالت قد تعودت على الوقوع في خطأها لأكثر من مرة إما بغرض الابتزاز أو النصب أو بغرض جلب المنفعة والمصلحة لنفسها، وربما وهو الحاصل .. كمهنة لها لأن تأخذ كل ما تريده مثلا من أي شاب أو مراهق كان قد وقع في شباكها وفي المحذور معها، وهي على علم ودراية بل وتعلم يقينا وبكل ثقة واطمئنان بأن مصيرها سيكون مثل كل مرة وهو: الستر لها بإطلاق سراحها، وأما الضحية فيتم محاسبته ومحاكمته، وهكذا الحال ليتكرر علينا المشهد مع هذه المرأة وفي بحثها عن زبائن آخرين، وستبقى دائما في نظر وتصور الجهات المختصة أو حتى المجتمع بأكمله مجرد ضحية مسكينة وضعيفة تم الضحك عليها باسم الحب أو خلافه، أو غرر بها من قبل الضحية (الرجل) ليتم وفي آخر المطاف إطلاق سراحها وسترها ويبقى الضحية هو المسئول الأول عن خطأه أولا وعن خطأ فريسته كثانيا، وهو الأمر الذي قد جعلها في تزايد لتصبح من أهم القضايا الاجتماعية والتي مازالت تثير للشك، ولو تم التدقيق والتمحيص فيها لوجدنا بأن الخطأ لم يكن إلا من كلا الجنسيين معا (المرأة والرجل)، وهذا ما جعلني أكتب عن هذه الظاهرة وأوضحها لكم بسبب كثرة تداولها بين الجميع، وفي الختام .. فإنني أطالب جهاتنا المختصة بإعادة النظر بشكل جدي وفعلي حول مسألة المقاضاة والمحاكمة من طرف دون الطرف الآخر، وكما أن الضحية (الرجل) قد تنوع اسمه في كل مرة وتمت محاسبته و محاكمته، فالمرأة أيضا هي نفس المرأة (الفريسة) والضحية المشتركة معه، إلا أنها قد بقيت مثلما هي ولم يتم محاسبتها، ليدل حتما على أن هناك خطأ لازال يتكرر معنا وسيكثر علينا إن لم يتم معالجة هذه الظاهرة، والتي أصبحت منتشرة ودخيلة على مجتمعنا الذي لم يكن يعرفها من قبل أو حتى ليتعلم عن كيفية التعامل معها للحد منها ومن ظهورها وانتشارها بين جيلنا الحالي، لسبب أننا قد ركزنا وفي كل مرة على مسألة محاسبة الرجل فقط ولوحده، بينما المرأة فلم يتم محاسبتها ولو بأقل قليلا من الرجل، كي تتعلم هي الأخرى من ذنبها ومن خطأها الفادح كعبرة وعظة لها ولكل من حولها، ولكي تقل هذه الظاهرة أو ليتم الحد من انتشارها وهذا لن يتحقق إلا بتفعيل وتطبيق مبدأ العدل لضمان عدم التجاوز والتمادي بينهما، وذلك إما بالستر لهما أو محاكمتهما معا.
2 pings