الاستهزاء والسخرية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على حبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم .
قال الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ. {الحجرات : 11}
كثير من الناس يستهزيء بخلق الله
ولا يعلم مدى خطورته وجرمه المشين
ولا يعلم أن الذي يسخر منهم قد يكون في حقيقة الأمر خيرا منه عند الله وإن بدا في الظاهر خلاف ذلك.
ومن أقوال السلف والعلماء في السخرية والاستهزاء
عن عبد الله بن مسعود قال : (لو سخرت من كلب، لخشيت أن أكون كلبًا، وإني لأكره أن أرى الرجل فارغًا؛ ليس في عمل آخرة ولا دنيا) .
وقال أبو موسى الأشعري: (لو رأيت رجلًا يرضع شاة في الطريق فسخرت منه، خفت أن لا أموت حتى أرضعها) .
وقال إبراهيم النخعي: (إني لأرى الشيء أكرهه؛ فما يمنعني أن أتكلم فيه إلا مخافة أن أبتلى بمثله)
وقال عمرو بن شرحبيل: (لو رأيت رجلًا يرضع عنزًا فسخرت منه، خشيت أن أكون مثله)
.
وقال يحيي بن معاذ: (ليكن حظ المؤمن منك ثلاثًا: إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تفرحه فلا تغمه، وإن لم تمدحه فلا تذمه)
.
وقال القرطبي: (من لقب أخاه أو سخر منه فهو فاسق) .
وقال السفاريني : (إن كل من افتخر على إخوانه واحتقر أحدًا من أقرانه وأخدانه أو سخر أو استهزأ بأحد من المؤمنين، فقد باء بالإثم والوزر المبين) .
وقال ابن حجر : (لا تحتقر غيرك عسى أن يكون عند الله خيرًا منك ، وأفضل وأقرب)
فأحذر رعاك الرحمن من الاستهزاء والسخرية
فالأمر في غاية الخطورة .
نسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق والسداد
5 pings