( عِشْ جَوّك )
نعم . عش جوك لا جو غيرك ! فالكثيرون يقلدون غيرهم بما يقولون وما يفعلون حتى ولو لم يكونوا على قناعة بذلك ! وهذا غير صحيح وغير منطقي وفيه تعسف وتكلف . فكل إنسان له هواياته ورغباته واهتماماته التي يختص بها وينفرد بها عن غيره . فليس بالضرورة أن يكون اهتمام الجميع واحداً وموحداً ، بل التنوع والتفاوت والاختلاف في ذلك هو من سنن الحياة . والله سبحانه وتعالى خلق البشر وجعل لكل منهم رغبة واهتماماً يخصه . فمثلاً البعض يهوى الرحلات البرية ، والبعض يهوى القراءة والبحث ، والبعض يهوى الرياضة ، والبعض يهوى متابعة الأخبار والأحداث ، والبعض يهوى السفر ، والبعض يهوى متابعة التقنية وما يستجد فيها .. وهكذا .
فتنوع الرغبات والهوايات أمر طبعي أو طبيعي ، ولكن من غير المناسب أن يتكلف الإنسان أو يتقمص شخصية غيره وهو لا يرغب ذلك ويحاول أن يظهر للآخرين بأنه كما يقولون ( دخل الجو ) وهو في الحقيقة في عزلة كاملة وخارج الجو تماماً ! بل إنه لا يهوى هذا الأمر إطلاقاً !
فقد يجبر بعض الناس نفسه على متابعة الرياضة وكرة القدم وهو لا يرغبها أصلاً ، أو يجبر نفسه على الرحلات البرية وهو لا يرغبها أصلاً ، أو يجبر نفسه على السفر وهو لا يرغبه أصلاً . فهذا تقليد للآخرين ، والتقليد لا يخلق السعادة الحقيقية ، بل يخلق سعادة وهمية مصطنعة ومزيفة مليئة بالتكلف ومشبعة بالتمثيل !
فعش جوك الذي ترغبه واستمتع بحياتك دون تصنع أو تقليد أو تكلف ، ودع الآخرين يعيشون أجواءهم التي يرغبونها ، فليس بالضرورة أن تتوحد الرغبات والهوايات بين البشر.
المشرف التربوي
خالد بن درزي المبلع
مكتب التعليم شمال حائل