( معركة الحياة )
منذ ولادة الإنسان .. ومنذ خروجه من بطن أمه .. ومنذ أن يفتح عينيه في هذه الحياة وهو يدخل في بداية معركة حياتية .. الأعداء فيها كثيرون ومتنوعون ومختلفون في أساليبهم وطرقهم ووسائلهم .. ولعل من أقوى وأشرس هؤلاء الأعداء أربعة : إبليس ، الدنيا ، النفس ، الهوى . والتي ذكرها الشاعر بقوله : ( إبليس والدنيا ونفسي والهوى .. كيف النجاة وكلهم أعدائي ) . فلو بقي الإنسان طوال حياته يصارع ويعارك عدواً واحداً من هؤلاء الأعداء الأربعة لتعب وأُرهق وتنكد عيشه وتكدر صفو حياته ، فكيف وهو محاط ومحاصر بأعداء كثيرين إن سلم من هذا لم يسلم ذاك ، وإن تغلب على هذا لم يتغلب على ذاك ، وإن هزم هذا لم يهزم ذاك ، فهو في صراع وكفاح وجهاد لا ينتهي !
فإذا كان هذا هو واقع الحياة فلا بد لمن أراد جهاد هؤلاء الأعداء أن يتسلح بالسلاح المناسب لكل عدو . فالشيطان عدو للإنسان منذ اللحظات الأولى لخروجه إلى هذه الحياة حيث أنه يطعن في جنبه أو خاصرته فيبكي المولود حينها ، وتستمر العداوة وتتعدد وسائلها وأساليبها لبني آدم ( إن الشيطان لكم عدو ) ( ولا تتبعوا خطوات الشيطان ) ، والنفس عدو ( إن النفس لأمّارة بالسوء إلا ما رحم ربي ) واتباع الهوى مذموم ( ونهى النفس عن الهوى ) والدنيا متاع الغرور ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) وفي الحديث الصحيح ( فاتقوا الدنيا ) . وهؤلاء بعض الأعداء وليس كل الأعداء . فلنتوكل على الله ونخلص له العمل ونستعيذ به من الفتن ما ظهر منها وما بطن ومن الشيطان والنفس والهوى والدنيا وغيرها من أعداء الإنسان . وأن نكون على حذر من هؤلاء الأعداء الذين يتربصون بنا في حياتنا . وأنصح الجميع بقراءة كتاب ( إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ) للعلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله ، فهو كتاب فريد مفيد .
المشرف التربوي
خالد بن درزي المبلع
مكتب التعليم شمال حائل