( قراءة في الفكر الاقتصادي الشخصي )
بعيداً عن الأسباب الشرعية كالذنوب والمعاصي وعدم القيام بالأحكام الشرعية على أكمل وجه ، وبعيداً عن الأسباب السياسية كالحروب والصراعات والتيارات المتباينة ، وبعيداً عن الأسباب الاقتصادية كالنفط انخفاضاً وارتفاعاً وغيرها مما يؤثر في حياة الأفراد والمجتمعات ، نقول بعيداً عن هذه الأمور لكونها تدار باحترافية من ساسة وقادة وصناع قرار ووفق سياسات وخطط ومصالح ومفاسد ونظرة شمولية بعيدة المدى ومن زوايا مختلفة وليس من زاوية واحدة وربما ضيقة وفيها من الضبابية ما فيها !
بعيداً عن ذلك كله نقول : كيف تدير ميزانيتك الشخصية ؟
هنا يتبين الفكر الاقتصادي الواعي الذي يعكس ما يتمتع به صاحبه من رقي وبعد نظر وحسن تدبير وتصريف لشؤون حياته !
فلو وضعت – على سبيل المثال – بياناً لجرد ومعرفة مصروفاتك ومستهلكاتك الشهرية لرأيت العجب العجاب من الفوضى العارمة والعشوائية الصادمة ، نستثني من ذلك ضرورات الحياة فليست محور الحديث إطلاقاً . فهل كل ما نشتريه نحتاجه ؟ وهل كل ما نشتريه ضرورة في حياتنا ؟ جزماً لا . فإذا وُجد الفكر الاقتصادي الواعي وحسن التدبير فمهما ارتفعت الأسعار أو انخفضت فلن يكون لها التاثير القوي والذي جعل البعض يعتبره نهاية الحياة ! إننا نعاني جميعاً من الهدر المالي والمبالغة في الحصول على كماليات الحياة التي ترهق الكاهل دون الحاجة إليها ولكن من باب التقليد والتظاهر بالثراء والغنى ولفت أنظار الآخرين ! ومن كان هذا تفكيره فسوف يجعل التذمر والتظلم مطيته ولن يغير من الواقع شيئاً . فلنعد إلى أنفسنا ولنرتب أوراقنا من جديد ولا نعلق سوء تدبيرنا على غيرنا . وأنا هنا في موضع الإجمال والاختصار ولست في موضع التفصيل والإبحار ، ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق .
المشرف التربوي
خالد بن درزي المبلع
مكتب التعليم شمال حائل