( قبل أن تُرسل )
في ظل الانفتاح العالمي ، وفي ظل الانفجار التقني والمعلوماتي ، وفي ظل انتشار وتعدد مواقع وبرامج وتطبيقات التواصل الاجتماعي ، وكونها في متناول الجميع على اختلاف جنسياتهم وأعمارهم وثقافاتهم وأفهامهم وإدراكهم ، وهي في حقيقتها وسائل ( والوسائل لها أحكام المقاصد ) ، فمتى ما استعملت ووجهت للخير فهي خير ، ومتى ما استعملت ووجهت للشر فهي شر . وموقفنا ليس الرفض والنبذ والاعتراض على كل جديد إطلاقاً ، ولكن موقفنا هو توجيهها وتسييرها واستعمالها في كل ما ينفعنا في ديننا ودنيانا . بعيداً كل البعد عن التقليد والتبعية والانجراف خلف ممارسات وتصرفات الآخرين غير المسؤولة . فهذه نعمة سخرها الله تعالى لنا ، فلماذا البعض يحول ويقلب النعمة إلى نقمة من خلال نشر أمور لا تنفع في دين ولا دنيا ، وربما تضمن ذلك ألواناً من الشرور وأصنافاً من البلاء والفتنة ! فكم رأينا من نشر لفتاوى مكذوبة ، وأحاديث غير ثابتة ، ووثائق وتعاميم ومستندات سرية وغير قابلة للنشر أمام الآخرين ، وفضائح وصوراً وتشهيراً وشائعات ليس هناك خير ولا نفع ولا فائدة من نشرها ! وليكن في ذهن كل واحد منا أنه قد يكون سبباً للهدى والصلاح والنفع للآخرين ، وقد يكون خلاف ذلك من خلال هذه التطبيقات ، فلنرفع مستوى ثقافتنا وتفكيرنا ، ولنتكاتف جميعاً في نشر الوعي بين أفراد مجتمعاتنا ، ولنبصرهم بعواقب هذه الوسائل والتطبيقات الوخيمة متى ما أسأنا استعمالها . ولنحذر أن تُخترق بيوتنا من داخلها ونحن نظنها في حصن حصين ، وفي مكان أمين . فشياطين الإنس والجن على اختلاف مشاربهم ، ورموزهم ، وأزمنتهم ، وأمكنتهم لا يألون جهداً في نشر مذاهبهم ومناهجهم وأفكارهم وفسادهم الفكري والسلوكي والأخلاقي من خلال هذه التطبيقات المتعددة متى ما سنحت لهم الفرصة . فوعي مجتمعنا ورفع مستوى الحذر ضرورة تفرضها ظروف الحياة ومتطلبات العصر . حفظ الله الجميع بحفظه .
المشرف التربوي
خالد بن درزي المبلع
مكتب التعليم شمال حائل