معالم حائلية ... في شعر المعلقات
تحتضن منطقة حائل معالم جغرافية وأثرية دخلت من خلالها موسوعة اليونسكو للتراث . ولا تزال هذه المنطقة ولادة في تراثها الحضاري وإرثها الثقاقي ، وكم نحن بحاجة ماسة إلى استصدار معجم لمنطقة حائل يتضمن أوديتها وجبالها وهضابها وهو ما نأمله من الباحيثن في هذا المجال.
نتفيأ ظلالاً من جبال حائل التي وردت عند شعراء المعلقات المعروفه ... يقول لبيد ربيعة
بمشارق الجبلين أو بمحجر - فتضمنها فرده فرضامها
ويؤكد ياقرت الحموي بأنه إذا أطلق هذا اللفط (الجبلان) فإنما يراد بهما جبلا طيء ....
أما (فرده) فهما مرتفعان جبليان يقعان غرب مدينة حائل على الأطراف الجنوبية للنفود الكبير تنحصران بين جبال حبران من الشمال الشرقي وجبال المسمى من الجنوب الغربي . ويؤكد العلاقه حمد الجاسر .. أما (فردة ) التي عناها لبيد منها فردتان تقعان الطرف الشمالي من سلسلة جبال المسمى (المحجر) والجنوبي منها تدعى فردة الشموس ، والغربية تدعى فردة النظيم.
أما عنترة بن شداد فينشد قائلاً:
شط المزار إذا تربع أهلنا – حضناً وأهلك ساكن بالغيلم
جبال (الحضن) مرتفعات جبلية تقع جنوب غرب مدينة حائل وتعد امتداداً لجبال أجا من الناحية الجنوبية تنتشر وسطها بعض مواد المياه والبلدات منها الصهوة وحويان.
أما جبال (أستار) أو (الستار) فقد جاء على لسان امرئ القيس بقوله :
علاقطناً بالشيم أيمن صوبه . وأيسره على الستار فيذبل
حيث ذكر ياقوت الحموى أن ذلك جبلاً يقع في هضاب أجا.. وأكد ذلك العلاقة حمد الجاسر بقوله يوجد موضع هناك في (أجا) يقال له الستار يلفظه العامة (أستار) ويمضي امرؤ القيس جيئة وذهاباً يطوف ديار طيء (حائل) مستقراً فيها حيناً من الدهر .. بقوله :
تبيت لبوني في القرية أمناً – وأسرحها غباً بأكناف حائل .
ثم لا يلبث أن يطوف بها شرقاً وغرباً – مستشهدا بذكر بعض المعالم والبلدات والأودية.. منشداً
فهل أنا ماشٍ بين شوط وحية.؟
وهل أنا لاقٍ حي قيس بن شمرا ؟
والمعروف أن (شوط وحية) يقعان غرب حائل على مقربة من مدينة الحفير .. فهذه التساؤلات والاستفهامات .. تكشف أسراراً وتسبر أغواراً .. عن معرفة عميقة للشاعر امرئ القيس عن هذه المنطقة ومعالمها
أما طرفة العبد (الشاعر الشاب) فيذكر في معلقته (ضر غط .. قائلاً.
فذرني وخلقي وإني لك شاكر
ولو حلّ بيتي نائياً عند ضرغد
ويقول ابن بليهد : أما ضرغط فأنا أعرفه يقيناً يقال له اليوم (ضرغط) أبدلوا داله طاء به قصور ومزارع يقع بين قرية المستجدة الواقعة جنوبي وجبل رمان شرقي الحائط .. وهي حرة عظيمة سوداء منيعه .. تسميها العامة (لابة ضرغط) وهو الذي ذكره طرفة في معلقته .. ويؤكد ذلك حمد الجاسر وابن جنيدل.
أما مدينة (فيد الأثرية القديمه) فقد جاءها على لسان لبيد بن ربيعة بقوله :
مرية حلت بفيد وجاورت
أهل الجبال فأين منك مرامها؟
وفيد – كما هو معلوم – مركز استيطاني قديم يقع على طريق الحج الكوفي (درب زبيدة) جنوب شرق مدينة حائل..
ويؤكد حمد الجاسر أنها من أقدم البلدات وأشهرها .
أما قرية غمرة التي تقع شرق مدينة حائل على مقربة من مدينة العظيم فجاء ذكرها في معلقة زهير بن أبي سلمى بقوله:
رعوا ما رعوامن ظمئهم ثم أوردوا
غماراً يسيل بالرماح وبالدم
فيؤكد ذلك ابن بليهد بقوله : هناك ماءة واقعة في بلاد دغطفان وهي التي عناها زهير في معلقته .
أما جبال (كتيفة ) الذي يقع بين سميراء والبعايث والذي جاء في معلقة امرئ القيس بقوله :
وأضحى يسح الماء حول كتيفة
يكب على الأذقان دوح الكنهبل
حيث علق ابن بليهد بقوله : كتيفة التي ذكرها امرؤالقيس في هذا البيت جبل صغير في أعلى مبهل ، وهو وادٍ لبني عبد الله بن غطفان يصب في وادي الرمه.
د. نايف مهيلب المهيلب
رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بحائل