المجتمع الجاهل في عبادة الله الذي لا إله إلا هو الواحد الأحد, الفرد الصمد, الذي لم يلد ولم يولد, ولم يكن له كفواً أحد.
هذا المجتمع الجاهلي يَضيِع في عبادته وفي إتكاله.
هذا المجتمع الجاهلي يعبد النار ويعبد الأوثان ويعبد الصالحين والحجر والشجر من دون الله ـ عز وجل ـ , أظلمت قلوب هذا المجتمع, وأظلمت البيئات من حوله في وضح النهار.
شرعة هذا المجتمع الجاهلي تأصّلت فيه شرعة الغاب , كما قال شاعرهم :
ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه يُهدّم ـــ ومن لا يَظلم الناس يُظلم ,
واختلط عليهم الحابل بالنابل, فطغى الحقد, والحسد, والظلم, والجور, وغلّ القلوب, والكذب, والكِبر, واحتقار الضعيف ...
ففي هذا الوضع السيء والشنيع لوضع هذا المجتمع الجاهلي, حيث بلغ فيه الكيل الإلهي الزبا , جاء نور الله برسالة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لإنقاذ كافة البشر.
فخاف طغات وأكابر ومجرميّ و ظـَلمة هذا المجتمع الجاهلي على ما يعبدون من نيران ومن أصنام وأوثان, وحاربوا هذا النور المبين وحاربوا الرسول المُرسل من الله ـ عز وجل ـ .
حاربه كفار قريش, وجميع أحزاب الجزيرة العربية , فلم يتركوا مكيدة أو غيلة أو حيلة أو خبث إلا اعترضوا بها طريق هذه الرسالة وصاحبها محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
ومن أخطر أساليب كفار ومشركي مكة, التجويع والمقاطعة في حصاره صلى الله عليه وسلم هو وأقاربه في شِعْب بني هاشم قرابة ثلاث سنوات, محاصرون ومُضيّق عليهم جداً, حتى أكلوا الشجر واحتزموا الحجر من الجوع, ومات الأطفال وكبار السنّ من هذا الحصار الجائر دون حميّة ولا رحمة .
ولكن هؤلاء الأشرار لم يُطفئوا نور الله فخابوا وخسروا. قال تعالى :
( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) 8 ـ سورة الصف
فما أشبه اليوم بالأمس, ها هو نظام بشار الأسد القاتل وحزب الله اللبناني المُعتدي يحاصرون ويعذبون أهلهم في ( مضايا ) وغيرها بالجوع والمرض لأكثر من سبعة أشهر, حتى صار الأطفال والنساء وكبار السن يتضوّرون و يموتون جوعاً !
فإذا كان هؤلاء عرباً فأين (حميّة الدم والنسب) , وإن كان هؤلاء مسلمين فأين (الرحمة وأخوّة الدين) , وإن كانوا هم غير ذلك فأين (الإنسانية وعطفها) !.
ولكن نقول لأهلنا في مضايا وغيرها : قدّر الله و ماشاء فعل , اللهم يا لطيفاً لم يزل إلطف بأهلنا بمضايا فيما نزل , اللهم يا فتاح افتح لأهلنا أبواب الفرج والسّعة . قال تعالى:
(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا) 8 ـ 9 سورة الإنسان
المقالات > حصار (أهل مضايا) ظلماً وعدواناً !
حصار (أهل مضايا) ظلماً وعدواناً !
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.aenalhaqeqah.com/articles/1316884/
1 ping