( غروب الشمس )
في كل يوم تغرب فيه الشمس تعطينا دروساً عظيمة وترسم أمامنا خطوطاً عريضة وتحفر في عقولنا وذاكراتنا ذكرى ليوم بل ذكريات لأيام خالية ، فكل يوم يمضي سيكون ذكرى ولن يعود ! فغروب الشمس نهاية يوم وبداية ذكرى وهكذا كل يوم ! فالشمس تخرج من الغد بيوم جديد وتستمر الحياة على هذه الحال حتى يأتي الله بأمره ! وكما قال أحد السلف : الدنيا ثلاثة أيام ، يوم ذهب ولن يعود ، ويوم أنت فيه وسينتهي ولن يعود ، ويوم قادم لا تدري هل تكون من أهله أم لا ؟ فهذه حقائق لا تقبل الجدل أطلاقاً ، والكيّس والفطن والموفق من اتعظ واعتبر بمضي الأيام والليالي وأودعها ما يسره أن يلقاه في آخرته من قول وعمل صالح . ففي زحمة الحياة ومشاغلها نحتاج وقفات مع النفس ولو بعض الوقت وأن نتفقدها من جوانب عدة ، فنحن في سفر إلى الدار الآخرة ، والمسافر في هذه الحياة لا بد أن يتفقد نفسه بين الفينة والأخرى كي يتأكد من سلامة طريقه وأنه يسير في الطريق الصحيح ويتأكد من سلامة سيارته وصلاحيتها للسير . والمسافر للدار الآخرة من باب أولى أن يتفقد نفسه وطريقه وأقواله وأفعاله بين وقت وآخر ، وأن يقف وقفة هادئة وصادقة مع نفسه قبل أن يواصل ويكمل سيره في سفره الأخروي . فمحاسبة النفس هو هدي سلفنا الصالح ، وقصصهم في هذا لا تخفى على من له بعض الاطلاع على سير النبلاء وخصال الفضلاء .
المشرف التربوي
خالد بن درزي المبلع
مكتب التعليم شمال حائل