في ليلة ماأطل فيها القمر
وماهبت نسمة عليلة ولا فاحت الزهور بشذاها
ليلة أشبه بالسؤال الذي لم يجد إجابه
تتلاعب أصابع الرياح ببقايا الأوراق المتساقطة من الشجر
الحزن يختبئ في زاوية من صدري
ويمتص دمي ليتغذى عليه
فتضعف قوتي تدريجيا حتى أوشك أن أذبل
الحزن لا يدخل إلا عن طريق الشياطين
ولا يهرب إلا إذا أبصر الملائكة
فكم من شيطان أراه ولايراه غيري
وكم من شيطانة تلعب دور الملاك
شياطين الإنس يلبسون الشماغ المكوي
وشيطانات الإنس تتقن وضع المكياج
والملائكة لا تتقن سوى أن تقول الحقيقة
في هذه الليلة فقط قررت أن أضع حداً لكل شيطان مارد
شيطان نبتسم له من باب المجاملة فقط " وقلوبنا تلعنه "
وملاك نعرض عنه لأننا ندرك أننا مهما فعلنا فلن يحقد ولن ينتقم
يالها من قسمة ضيزى .. ومن قانون ماأميله
عندما لعبت دور المناضل والمحارب للشياطين
بدأت أراهم بوضوح وبدأت تظهر لي وجوه جديدة
حتى رأيت كثيراً من الملائكة تخلع أقنعتها
ليتبين لي أنهم لم يكونوا سوى شياطين متخفية
كل يوم يتخلى عني أحد المقربين مني لأبقى وحيداً
أسير بشوارع المدينة التي اختفى فيها الزحام
وأصبحت شبه خاوية سوى من أعداد قليلة من البشر
حتى نفسي تحدثني الليلة أنها ربما تتخلى عني إذا استمريت في هذه الحرب
فهل استولت الشياطين على نفسي أيضاً ؟
وهل أصبحت من حزبهم ؟
وعندما أشرق الصباح قررت أن أتراجع عن قرار الحرب وأوقفها
حتى لا أخسر نفسي ولا أخسر أناساً لا تستمر الحياة إلا بهم
بقلم / متعب المبلع