في البداية .. فلتسمحوا لي تكرما أن أقدم لكم بعضا من وقفات (الشكر) الهامة والمختصرة وأيضا الرائعة والمفيدة والمستوحاة من واقعنا الذي ما زال يفاجئنا بخيره وشره لنتعلم ونستفيد منه، وكون أن الحياة مليئة بالدروس وبالمواعظ والعبر، لكن الشاطر فيها من يتعلمها ليتداركها أو لتكون له مرجعا هاما ومفيدا وأيضا وهو الأهم كتغير له وتنظيما لكل حياته وأسلوبه، وكذلك لتغير من طريقة تفكيره وتعامله وتخاطبه مع الغير في مختلف الأمور، وهي مقسومة (حسب النوع) إلى وقفات إيجابية ووقفات سلبية، وكليهما يختلفان عن بعضهما الآخر، وكذلك باختلاف ردة الفعل لكل منهما، وعليه .. فإنني سأقول مبتدئا بالنوع الأول من شكلها الإيجابي بـ شكرا لكل: من علمني لأنه ترك بصمة في حياتي، ولمن نصحني فشجعني لأحقق الكثير، ولمن أهداني ورودا فلون حياتي، ولمن أهداني حبا صافيا فعلمني أن الدنيا بخير، ولمن قال لي أنت صديقي فجعل حياتي لها معنىً، ولمن أمسك بيدي حين تعثرت ليعطي لي حياةً جديدة، ويبقى النوع الثاني من شكلها السلبي والذي أنهيه بـ شكرا لكل: من اغتابني لأنه خفّف من ذنوبي، ولمن بكاني لأنه غسل قلبي من الألم، ولمن سخر مني لأنه علمني معنى الارادة والتحدي، ولمن ظلمني لأنه جعل دعوتي ليس بينها وبين الله حجاب، ولمن خان عهدي ليعلمني بأنني أنا الوفاء، ولمن كذب علي ليعلمني بأنني أكثر صدقا منه، ولمن تركني وأنا في أمس الحاجة له ليجعلني بعدها معتمدا على نفسي وأن أكون قويا في مواجهة الحياة، ولمن طعنني في الظهر ليعلمني بأن الثقة لا تعطى لكل الناس.
وفي الختام .. علينا أن نعلم جيدا بأنه لا يوجد شكر قد يناسب هذه الفئة من الناس, إلا أنه وفي المقابل علينا أن نرفع شكرنا لله أولا ثم إلى كل من كان سببا مباشرا أو غير مباشر، وكانت له بصمة أو وقفة واضحة في تغيير مجرى حياتنا بشكل كامل، سواء اكانت قوية أو ضعيفة أو مشرفة .. الخ، حتى وإن لم نشكره عليها بحكم عدم استحقاقه لها إلا أن الشكر سيبقى مستحق لله وحده، وامتثالا بالحديث الصحيح عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من لا يشكر الناس لا يشكر الله)، يعني أن من كان من طبيعته وخلقه عدم شكر الناس على معروفهم وإحسانهم إليه فإنه لا يشكر الله، لسوء تصرفه ولجفائه، فإنه يغلب عليه في مثل هذه الحالة أن لا يشكر الله.
سامي أبودش
كاتب مقالات.
https://www.facebook.com/sami.a.abodash