كثيرٌ مِنا يُرهِقُ تَفكِيرهُ بالتخطِيط للمستقبل وماذا سيفعلُ غداً وأين سيذهب .. فتجدُه يُحرِقُ نَفسَهُ ويَستنزِف عُمُره بتخطيطاتٍ لا متناهية.. لا يكادُ يُنجِزُها حتى يُخطط لغيرِها.. مما يسلبُ منهُ الإستمتاع بيومِهِ ويجعلُهُ لا يشعُرُ بما يفوت من أيام عُمُره التي تتناقص يوماً بعد يَوم.
يقول الفيلسوف الأمريكي رالف إمرسون: "نحن دائماً نستعد للعيش، ولكننا لا نعيش أبداً" بالضّبط هذا ما يَحُصلُ لنا في حياتنا اليوميّة.. فنِصف يومِنا يذهبُ لما خططنا له بالأمس.. والنصفُ الآخرُ نقضِيهِ بالتفكير بِما سنقومُ به غداً.. اولادُنا يكبُرُون وشُعُورُنا تَشِيب ولم نُدرِك غَفلَتَنا عن أيامِ شبابنا وقوتنا التي نهدِرُها في مشاغلِ الحياةِ التي لا تنتهي أبدا !!
لعلّ مِن أنجَع الطُرق لحلّ هذه المُعضِلة هي قاعدة "2minutes rule" والتي تعتمد فلسفتها على أن أيّ عمل يدورُ في بالِك فِعلُه يُمكنكَ البدءُ به خِلال دقيقتين، لتحوّل الفكرة إلى واقِع وتَبدأ بالتنفيذ.. كأن تَركب سيّارتك لِتَقضي غرضاً أو تُحضِر صُندُوق الأدواتِ في منزِلكَ لتُصلِح شيئاً أو تَفتَح كتاباً فتقرأ الصّفحَة الأُولى أو تُمسِكَ بِالقلمِ لِتكتُبَ جُملة .. فقط إحرِص على الخُطوَةِ الأولى خِلالَ هاتَين الدّقِيقتَين كَي لا تُغيّر رأيَك.. وبعد ساعةٍ او ساعَتين سَتَجدُ أنك أنجزت عملاً أو مهمةً تَشعُرُ بعدها بسعادة داخلية لإتمامِها.. فلا حاجَة لأن تُغمِضَ عينيك وفي داخِلك هَمُّ تنفيذِ ذلك الشيء غداً.
تدارك عُمُرك واستفد من وقتِك وعِش يومك.. ولا تكن كمن قال:
يا كثر ما قلت ابسوي واسوي
. ولا فيه شي من اللي قلت سويته
مشعل النهيّر | Malnuhayer@
5 pings