في الظلام تستيقظ فتقع عينك على عين البعوضة وهي مشغولة بشرب دمك
لاتخجل مما تفعله
تنظر إليك ثم تكمل مص دمك
لايؤنبها ضميرها بسبب أنها شنت عليك حرباً مباغتة دون عداوة سابقه
كذلك لا تلم نفسها بأنها أطارت النوم عن عينيك وجعلتك أسيراً للسهر
فتفكيرها كله منصب في هذه القطرات الحمراء التي تروي ظمأها
تذهب إلى الصيدلية فتجد "مصري" في الزاوية قد أقفل الباب سوى من فتحة صغيرة تناديه من خلالها .. فلا يسمعك
فتعيد طلبك
- هل هناك جهاز طارد للبعوض ؟
- موقود ياباشا بتلاتين ريال
ترجع إلى بيتك فتحاول تركيب الجهاز فلا تعرف
تقرأ التعليمات ثم ترميها لعدم وضوحها وتعتمد على اجتهادك فتركبها بالشكل الذي تعتقده
وتعود للنوم
تحكك ساقك فتفركها بحافة الفراش
ثم يدك فتهرشها بأظافر يدك الأخرى
ثم تتمنى لو أن البعوضة تجلس معك على طاولة الحوار فتتفقان على مايلي :
أن تضع لها كوباً من العصير كل ليلة قبل أن تنام كي تستغني به عن دمك
والبند الثاني أن لا تجلب للمنزل أي نوع من المبيدات الحشرية لأن ذلك يعكر صفوها
والبند الثالث أن لا تنام مكشوف الساقين أو اليدين لأن ذلك يحيي شهوتها لامتصاص الدم
تقضي ليلتك كلها تفكر بالصلح ، بينما هي تفكر بالدم
رغم صغر حجمها وكبر حجمك إلى أنها الرابح الأكبر من معركتها معك لأنها تتقن المراوغه
فما أن تقفز أنت لتوقد النور حتى تختفي هي عن النظر
وإن أسمعتك صوتها فهي قاصدة لذلك كي تزيد من حسرتك على عجزك عن القبض عليها
لا خيار أمامك إلا أحد أمرين :
إما أن تدع لها المنزل وترحل
وإما أن تحرق المنزل فتحترق فيه أنت وهي وكما يقال :
" علي وعلى أعدائي "
ومضة :
قال لي أحدهم :
كل هذا المقال بسبب حشرة مصت دمك ..
فماذا ستقول إذاً بشخصيات ومؤسسات وأنظمة تمص دمائنا ليس في الظلام .. بل في وضح النهار
بقلم / متعب المبلع