لعلالكثير يتساءل ما علاقة تنظيمات المناهج في سجون الأحداث ،هذا هو عنوان مقالي الذي سوف يتكون من جزأين الأول عن تنظيمات المناهج و الجزء الآخر عن تنظيمات المناهج في سجون الأحداث و أنا أرى أن هذه الفئة لا بد من أن نقوم على إعادة مناهجهم الدراسية، وهناك من الباحثون و المؤلفون قد أوجزوا في تنظيمات المناهج ، حيث أن تنظيم المنهج كما عرفه كلاً من (سعادة،وإبراهيم(2011م ،ص27) على أنه: أسلوب يتم اتباعه في سبيل ترتيب المواقف التعليمية التي يقدمها المنهج، كما يعالج المبادئ التي يقوم عليها تنظيم المنهج سواء كان تنظيماً رأسياً أو تنظيماً أفقياً في ضوء الاتجاه كل من الاتجاهات التقليدية و الاتجاهات الحديثة.
لا شك أن لا غنى لنا عن تنظيمات المناهج التي بها ننظم المؤسسات التعليمية تنظيماً محترفاً من أجل أن يعيشه الدارسون ويقوم على تنفيذه الإداريون والمربون وغيرهم ممن يعمل في حقل التعليم ، لم أكتفي فقط في تعريف تنظيم المنهج ، بل سوف أتكلم عن تنظيمات المناهج بشكلٍ من التفصل ، وهي : مناهج المواد الدراسية المنفصلة ، ومنهج النشاط، والمنهج المحوري، والمنهج التكاملي، ومنهج الوحدات، والمنهج الرقمي(التكنولوجي)، ومن ثم أذكر وجهت نظري في أي التنظيمات المناسبة في سجن الأحداث .
أولاً: مناهج المواد الدراسية المنفصلة: مفهوم منهج المواد الدراسية
يعد منهج المواد المنفصلة أقدم الناهج وأكثرها شيوعا، فيه يقسم المحتوى إلى مواد دراسية منفصلة: كاللغة العربية، التاريخ، الجغرافيا، الفيزياء، الكيمياء، وهلم جرا. وكل مادة دراسية منفصلة عن الأخرى، ثم توزع هذه المواد بترتيب منطقي على سنوات الدراسة، وتدرس كل مادة في الحصة المخصصة لها في الجدول الدراسي: (خليفة ، 2015 ،ص193)
وتستخدم طرق الشرح والعرض في تدريس منهج المواد المنفصلة ومن تلك الطرق:المحاضرة، التكليف بقراءة موضوعات، المناقشة، التسميع، السؤال والجواب التمرين التحريري. والمصادر الأولية هي عروض المعلم وشروحه، والكتب الدراسية والأفلام وشرائط الفيديو، ووسائل تقديم المعلومات الأخرى، ومن الواضح أن منهج المواد الدراسية المنفصلة يتبع في الأصل الاتجاه المنطقي وليس النفسي في تنظيم محتوى المنهج، ويرجع تاريخ هذا المنهج الى ما قبل ظهور المدرسة الحديثة حيث وجدت في العصور الوسطى.
ولمنهج المواد الدراسية المنفصلة خصائص وهي : الفصل بين المواد الدراسية، والتركيز على نقل التراث المعرفي، وتهميش دور النشاط المدرسي، والتنظيم المنطقي للمواد الدراسية، والكتاب المدرسي مصدر التعلم الوحيد، والاعتماد على التلقين في الموقف التعليمي، والفهم الضيق لمغزى الوسائل التعليمية، ويقتصر التقويم على التحصيل، والاقتصار في تخطيطه على المتخصصين في المادة الدراسية.
وهناك بعض من مميزات هذا المنهج وهي : يساعد هذا المنهج في نقل قدر كبير من التراث الثقافي، وتقديم المواد الدراسية بطريقة أكثر عمقا وتنظيما للمتعلمين، و أيضاً من المميزات سهولة تخطيط هذا المنهج وتنفيذه وتقويمه وتطويره، فهو لا يحتاج الى اجراءات معقده كما هو الحال في المناهج الأخرى، ومن المميزات لا يحتاج هذا المنهج الى معلمين من نوع خاص، كما في المناهج الدراسية الحديثة، فهو لا يحتاج الا الى معلم متقن للمادة الدراسية وطريقة تدريس معينة. (خليفة ,2015، ص196).و غيرها من المميزات.
كما أن لها مميزات فإن له عيوب و منها : يركز هذا المنهج على الجانب المعرفي فقط، وهذا غير كافٍ، لأن المعرفة وحدها لا تكفي لتوجيه السلوك الإنساني، ومن العيوب يفصل بين المواد الدراسية مما يؤدى الى تجزئة المعرفة وتفتيتها، وهذا يتعارض مع ما تهدف إليه التربية من تكامل في شخصية المتعلم يساعده على مواجهة مشكلات الحياة، و من العيوب أيضاً لا يهتم هذا المنهج بحاجة المتعلمين ولا بمشكلاتهم، ولا يراعى الفروق الفردية بينهم للتلميذ هنا دور سلبي يقتصر على حفظ المعلومات فقط وفهمها (خليفة,2015، ص197). و غيرها من العيوب.
ثانياً : منهج النشاط :
يعتبر منهج النشاط من المناهج التي تراعي ميول و حاجات الطلاب ، و هذه الفلسفة التي اتوقع أن تتوجه إليها وزارة التعليم، و يرجع ظهور منهج النشاط بمفهومه الحالي إلى عام 1920، وقبل ذلك نادى الفيلسوف الأمريكي "جون ديوى" بفكرة هذا المنهج، واستخدمه في مدرسته التي أنشأها في سنة 1896 بشيكاغو، حيث اعتمد هذا المنهج على أربعة دوافع تمثلت في الدوافع الاجتماعية ،و الدوافع الإنشائية، و دوافع البحث و التجريب عند المتعلم ، و الدافع التعبيرية.
مفهوم النشاط : عرّفه (محمد وعبدالعظيم،2011م، ص404) بأنه "هو تنظيم منهجي يقوم على الميول الايجابية والمشتركة للمتعلمين وحاجاتهم داخل المجتمع الذي يعيشون فيه؛ وهو بذلك يعد المتعلم محور العملية التعليمية".
يبنى منهج النشاط على ست خطوات هي:
- التعرف إلى حاجات المتعلمين، وذلك بالقيام بدراسات علمية دقيقة.
- تحديد الحاجات الضرورية التي تهم المتعلمين.
- تشجيع المتعلمين على التفكير في الأنشطة المناسبة التي تساعد على إشباع حاجاتهم، وتتناسب مع اهتماماتهم.
- اختيار الأنشطة المناسبة بناء على تحديد الحاجة، ومعرفة طرق إشباعها.
- التخطيط لهذه الأنشطة وتنظيمها ورسم خطة مناسبة لتنفيذها، والقيام بالعمل المناسب والنشاط الملائم لذلك.
- التنفيذ، وذلك بقيام المعلمين بممارسة النشاطات المناسبة، لإيجاد حل للمشكلة التي تواجه الطلبة.
ولمنهج النشاط عدة خصائص من أهمها ما يلي:ينمي ميول التلاميذ وحاجاتهم، و عدم التخطيط للمنهج سلفاً، و يعتمد على إيجابية التلميذ ونشاطه، و عدم التقيد بالحواجز الفاصلة بين المقررات الدراسية، و يعتمد على أسلوب حل المشكلات، و يقوم التلاميذ على أساس نشاطهم وسلوكهم وعلاقاتهم(الدعيلج, 1428هـ, ص 94-96)
ولمنهج النشاط عدة وظائف أساسية تتمثل فيما يلي: تنمية المهارات المعرفية لدى المتعلم، و تنمية الميول والاتجاهات والقيم، و الربط بين النظرية والتطبيق، وتعلم التخطيط والعمل في فريق.لذا فإن منهج النشاط يعني بتلافي جوانب الخلل التي ظهرت في منهج المقررات الدراسية المنفصلة أو(المنهج المنفصل) وكذلك تلافي العيوب فيه. (الدعيلج, 1428هـ, ص 96).
ولمنهج النشاط عدة مزايا من أهمها:يعتمد في تنظيمه على الجانب النفسي للمتعلم مثل مراعاة خصائص النمو، والفروق الفردية، وكذلك الحاجات والميول وطبيعة التعلم، ومن المميزات يشجع البحث العلمي في مجال الطفولة وصولاً إلى معرفة الحاجات والميول التي يعتمد عليها المنهج لتكون مركزاً لأنشطة التلاميذ، و من المميزات يحقق أهدافاً تربوية وتعليمية مرغوبة مثل تنمية جانب المعرفة، والمفاهيم، وطرق التفكير العلمي، وتكوين الاتجاهات والقيم الإيجابية البناءة، وتعديل سلوك التلميذ(الدعيلج, 1428هـ, ص 97).
كما أن لمنهج النشاط مميزات فلهو عيوب و منها: عدم توفير القدر المناسب من المعارف والمفاهيم للتلاميذ، ومن العيوب لا تتاح فيه الفرص لتنظيم المادة، لأن منهج النشاط يقوم على حاجات التلاميذ واهتماماتهم، و من العيوب ليس في منهج النشاط ضمانات كافية لتحقيق ما ينبغي أن يتوافر في المناهج من شروط الاستمرارية والتتابع والترابط والتكامل، فهذه المناهج تفتقر إلى مثل هذه الشروط، نظراً لأن تخطيطها يتم داخل الفصل بين المعلم والتلاميذ. (خليفة,2015).
ثالثاً : المنهج المحوري :
التنظيم المحوري للمنهج ، قد ظهر من أجل التغلب على الاهتمام الزائد بالمعرفة و التركيز المبالغ فيه على المتعلم ، و لا يغفل هذا التنظيم المنهجي واقع الحياة التي يعيشها الطلاب خارج المدرسة و نعني بها واقع المجتمع الذي ينتمي إليه الطلاب.(سعادة،إبراهيم) . وهذا يعني أن المحور هو جزء عام من المنهج المحوري يمكن أن يطلق عليه مصطلح البرنامج العام أو المحوري، وهو يهدف إلى إمداد جميع المتعلمين بقدر مشترك من المهارات والاتجاهات العامة التي يحتاج إليها كل متعلم. وكان ظهور المنهج المحوري عندما ظهرت الحركة التقدمية في التربية وبالذات في مطلع هذا القرن، ركزت عنايتها واهتمامها على الطفل وخاصة تلميذ المرحلة الابتدائية، وربما جاء ذلك كرد فعل للتربية التقليدية التي أهملت الطفل وميوله وقدراته وخصائص نموه، وقد بدأ ذلك الاهتمام واضحاً في فكر الفيلسوف الامريكي جون ديوي رائد الحركة التقدمية.
مفهوم المنهج المحوري :عرفه (إبراهيم محمد الشافعيوآخرون،1417ص285) بأنه : المنهج الذي تقدم فيه خبرات تربوية مشتركة لجميع التعلمين في شكل منظم ومتكامل، تساعدهم على مواجهة متطلبات الحياة ومشكلاتها، وفي الوقت نفسه يشتمل على البرنامج المتخصص اللازم لكل فرد، لكي يحقق أقصى درجة من النمو الذي تمكنه منه قدراته واستعداداته وميوله الخاصة.
كما أن المنهج المحوري يقوم على مجموعة من الأسس التي لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار عند إعداده، فقد تحدث عنها (الوكيل والمفتي، 2015.ط8.ص316)، وهي:
1- التركيز على حاجات التلاميذ ومشكلاتهم المشتركة في ضوء حاجات المجتمع ومشكلاته، فالتركيز واضح هنا على الحاجات والمشكلات بينما في منهج النشاط يكون التركيزعلى ميول التلاميذ.
2- ينظم البرنامج في صورة وحدات قائمة على المشكلات وبذلك يتيح الفرصة لإزالة الحواجز بين جوانب المعرفة المختلفة ويقلل من التركيز على المادة الدراسية بحيث لا تكون هدفاً في حد ذاتها وإنما وسيلة لإشباع حاجة أو حل مشكلة أو تنمية ميل .
3- يشترك كل التلاميذ في دراسة البرنامج المحوري لأنه يتعرض في جوهره لإشباع الحاجات الرئيسة وتكوين الاتجاهات العامة وتنمية المهارات الاساسية اللازمة لكل مواطن بصرف النظر عن ميوله أو استعداداته أو قدراته الخاصة.
4- يخصص للبرنامج المحوري فترة زمنية في اليوم الدراسي قد تمتد من ثلثه إلى بضعة للقيام بتنفيذ الوحدة وما يرتبط بذلك من أنشطة متنوعة تتمثل في جمع بيانات أو تلقي معلومات أو التدريب على مهارات أو الدخول في مناقشات أو تنظيم ندوة أو كتابة تقرير والتخطيط لنشاط معين أو تقويم ما تم عمله.
5- إكساب التلاميذ مهارات التفكير العلمي وذلك عن طريق التدريب على حل المشكلات، وحيث إن البرنامج يتضمن دراسة عدد كبير من الوحدات في صورة مشكلات.
6- ينحصر الدور الرئيسي للمعلم وفقاً لمتطلبات البرنامج المحوري في المساهمة مع التلاميذ في اختيار وتحديد المشكلات التي تقوم عليها الوحدات ثم رسم الخطة المناسبة لكل منها ويقوم المعلم أيضاً بارشاد وتوجيه التلاميذ عند قيامهم بالأنشطة المختلفة.
يذكر (الخليفة، 2015.ط14.ص219-220-221) أن المنهج المحوري له عدة خصائص و هي :
توفير قدر من الخيرات المشتركة لجميع الطلاب، و التركيز على حاجات المتعلمين وحاجات المجتمع، و تطوير أهداف المدرسة الثانوية، وتقليل الحواجز الفاصلة بين المجالات الدراسية، و التعاون والتخطيط المشترك، و يُعدُّ محتوى المنهج المحوري مقدماً، وتستخدم طريقة حل المشكلات في تنفيذ البرنامج العام ، ويهدف البرنامج العام إلى وحدة المعرفة وتكاملها، وإيجاد تنظيم خاص لليوم المدرسي.
بعض مزايا المنهج المحوري (الوكيل والمفتي، 2015.ط8.ص325-326):
- أنه يتيح فرصاً أمام التلاميذ لتدريبهم عملياً على مواجهة مشكلات الحياة، ويشجعهم على الاقدام على ما يواجههم منها، ويتمشى مع حاجاتهم وميولهم ومشكلاتهم، ويوفق في ذلك بين مشكلات الفرد وحاجاته ومشكلات المجتمع وحاجاته.
- أنه يتخطى حدود المواد الدراسية المختلفة ويأخذ المادة الدراسية من كل الميادين ليستخدمها في حل المشكلات، ويربط بين هذه المواد ربطاً طبيعياُ، ويكون فيه تطبيق عملي لما يدرسه التلاميذ نظرياً، كما يكون نشاط التلاميذ في داخل المدرسة وفي خارجها على نحو يساعد على تكامل كل تلميذ منهم.
- يستطيع كل تلميذ أن ينمي ميوله الخاصة بدون اهمال تنمية القدرات الضرورية للنجاح في المجتمع، كما يجد التلميذ فرصاً للتدريب المهني والتدريب على استخدام وقت الفراغ فيما يفيد.
- يهيئ اتصالا قوياً بين المدرس وتلاميذه، ويعترف بعملية التوجيه كمسؤولية هامة من مسؤوليات المدرس في أي برنامج تربوي لأعداد النشء لحياة مثمرة.
- بعض عيوب المنهج المحوري (الوكيل والمفتي، 2015.ط8.ص327):
- أن معظم المدرسين في حاجة الى تدريب خاص على دورهم في المنهج المحوري، واذا لم يتحقق لهم هذا التدريب فإن نجاحهم يكون ضئيلاً.
- أن كثيراً من المدرسين يشعرون بعدم اطمئنان في المنهج المحوري لأن نشاط المدرس في هذا المنهج لا يقتصر على الحدود الضيقة للمادة الدراسية التي يختص فيها.
- يحتاج تنفيذ المنهج المحوري إلى ناظر مدرسة (مدير مدرسة) يتحمس لهذا المنهج فييسر له الإمكانات اللازمة، ويشجع المدرسين على القيام بالتخطيط الجماعي، والتخطيط التعاوني مع التلاميذ، والتخطيط الفردي،
- يحتاج هذا المنهج إلى مدرسة صغيرة وحجرات دراسة غير مزدحمة بالتلاميذ لينجح نجاحاً ملحوظاً، وهذا أمر يتعذر لأن معظم مدارسنا في الوقت الحاضر مزدحمة بالتلاميذ. يعتبر المنهج التكاملي من الاتجاهات الحديثة التي طرأت في مجال المناهج و كيفية تنظيماتها، ويمكن القول أن المنهج التكاملي أحد سلاسل تنظيمات المناهج المتمردة على منهج المواد الدراسية المنفصلة, إذ يرفض دعاة المنهج التكاملي مبدأ تعليم وتعلم المعرفة بشكل مجزأ من خلال مواد دراسية منفصلة وبشكل شرحي أو تلقيني.مفهوم المنهج التكاملي :أورد (الخليفة،2015م،ص247 ) مجموعة من التعريفات حول مفهوم المنهج التكاملي من أبرزها التعريف التالي: تقديم للمعرفة في نمط وظيفي على صورة مفاهيم متدرجة ومترابطة تغطي الموضوعات المختلفة دون أن يكون هناك تجزئة أو تقسيم للمعرفة إلى ميادين منفصلة.
- أسس المنهج التكاملي: يقوم المنهج التكاملي على أسس عديدة ،يمكن إيجازها في الآتي:(خليفة،2015م،ص248)
- التكامل وفقاً لأبسط المفاهيم اللغوية يعني أن يكمل شيء ما شيئاً آخر بحيث يكونان مكملين ومتممين لبعضهما البعض. (الوكيل والمفتي, 1982م).
- رابعاً: المنهج التكاملي:
- تكامل المعرفة: و هي إكساب التلاميذ المعارف بصورة كلية شاملة.
- تكامل الخبرة: وهي الاهتمام بالخبرة المتكاملة ذات الأنشطة المتعددة والمنظمة للمعارف والمهارات و الاتجاهات ، التي تساعد المتعلم على النمو.
- تكامل الشخصية: وهي تتمثل في بناء شخصية متكاملة العلوم و المعارف ، حتى يصل إلى التفكير الإبداعي المفتوح.
- مراعاة ميول الطلاب واهتماماتهم: وهو أن يأخذ ميول التلاميذ ورغباتهم عند بنائه، وعند اختيار المقررات الدراسية وحين تنفيذها.
- الاهتمام بالأنشطة التعليمية المختلفة.
- التعاون والعمل الجماعي.
مداخل أسلوب التكامل : (الخليفة، 2015،ص252):
يمكن أن يحقق التكامل بين المواد الدراسية المختلفة، سواء أكان ذلك أثناء عملية بناء المنهج أو أثناء تدريسه، ويتم ذلك عن طريق بعض المداخل التي تؤدي إلى ترابط الحقائق والمعارف والخبرات الخاصة بهذه المواد وتكاملها. ولقد ظهرت العديد من المداخل التي يمكن اتخاذها أساساً عند تنظيم محتوى مناهج المواد المتكاملة، لعل من أهمها:
- مدخل المفاهيم والتعميمات والنظريات.
- مدخل المشكلات المعاصرة.
- المدخل التنظيمي.
- المدخل التطبيقي.
- المدخل البيئي.
- مدخل المشروع.
خطوات تخطيط المنهج التكاملي وتنفيذه:(الخليفة،2015،ص255):
- وضع الهيكل العام للمنهج التكاملي: ويتم ذلك في ثلاث خطوات وهي: تحديد المشاركين في بناء المنهج، و تحديد أهداف المنهج، و مرحلة التصميم.
- محاور المنهج التكاملي: و هما التكامل بالموضوع، والتكامل بالمشروع.
- الخطوات التفصيلية لبناء الوحدات الدراسية.
- الإطار الزمني لتنفيذ المنهج التكاملي.
- استراتيجيات التعليم والتعلم.
- أساليب التقويم وأدواته.
أنواع التكامل:( الصاعدي, 1434 هـ)
يأخذ المنهج التكاملي أنواعاً مختلفة وأشهر هذه التصنيفات ما يلي:
- التكامل الأفقي: وذلك عن طريق إيجاد العلاقة الأفقية بين المجالات المختلفة التي يتكون منها المنهج, حيث يركز الاهتمام موضوعات ذات عناصر مشتركة بين مجالات متصلة, كأن نربط بين ما يدرس في الرياضيات وبين ما يدرس في العلوم والاجتماعيات وغيرها من فروع المعرفة المختلفة.
- التكامل الرأسي: أو ما يسميه البعض البناء الحلزوني أو اللولبي للمنهج, ويعني ببساطة التوجه نحو نسقية العلم في المناهج, واتخاذ مفهوم محوري والارتقاء به عمقاً واتساعاً وتدخلاً في فروع العلم الأخرى والحياة, كلما أرتقى الطالب من صف إلى صف أعلى.
مزايا المنهج التكاملي : ذكر (زيتون, 2010م) : مزايا للمنهج التكاملي, ومنها مايلي:
- ينمي المنهج التكاملي كافة جوانب التعلم المعرفي والمهاري.
- ينمي المنهج التكاملي قدرة الطلاب على إدراك وحدة المعرفة وتوظيفها في حل القضايا والمشكلات, وكذلك قدرة الطالب على اتخاذ القرارات, والممارسة العملية.
- ينمي العمليات العقلية التي تقود الطالب وتعينه على اكتشاف المعرفة.
- ينمي هذا المنهج على العمل التعاوني بين الطلاب مع بعضهم ومع المعلمين.
صعوبات تواجه المناهج التكاملية: ذكر(زيتون,2010م) صعوبات المنهج التكاملي, ومنها ما يلي:
- نقص المعلمين المدربين على تدريس المناهج المتكاملة .
- فلسفة التعليم في مدارسنا تركز على الحقائق والمفاهيم وغيرها من المعلومات وتهمل تنمية التفكير وربط العلم بمشكلات الحياة.
- يشجع رجال الجامعات استمرار منهج المواد الدراسية المنفصلة في المدرسة الثانوية, اعتقاداً منهم بأنه أفضل من التنظيمات المنهجية لإعداد الطلاب للدراسة المتخصصة بالجامعات.
- سوف يلقى معارضة من جانب المعلمين والمشرفين والمسؤولين الذين يتمسكون بالتنظيمات المنهجية القديمة, وينبع من النزعة الشخصية نحو الاستقرار ومقاومة ما هو جديد.
خامساً : منهج الوحدات:
مفهوم منهج الوحدات (الوحدات الدراسية)
يعرف الوكيل والمفتي( 1435هـ, ص246) الوحدات الدراسية بأنها: "أنشطة تعليميّة متنوّعة, تحت إشراف المعلّم وتوجيهه, وهي دراسة مخطّط لها مسبقاً, وتركّز على موضوع من الموضوعات التي تهمّ التلاميذ, أو على مشكلة من المشكلات التي تواجههم في حياتهم اليوميّة, ولا يتُقيّد بتنظيم الحقائق التي تدرّس في الوحدة تنظيماً منطقيّاً, ولا يلتزم بالحدود الفاصلة بين فروع المادّة".
مفهوم الوحدات القائم على المادة الدراسية:
يعرف سعادة وابراهيم ( 2011, ص 104-105) مفهوم الوحدات القائمة على المادة الدراسية بأنها " معالجة المادة الدراسية في شكل موضوعات وأفكار مترابطة حول قضايا أو مشكلات أو مواقف يتحقق فيها مبدأ وحدة المعرفة الموجهه لمعالجة موضوع الوحدة من جميع جوانب ومجالات المعرفة في التخصصات المختلفة من أجل تحقيق أهداف تربوية و تعليمية متنوعة سواء في المجال المعرفي أو الوجداني او الحركي ".
أنواع الوحدات القائمة على المادة الدراسية:
ذكر سعادة وابراهيم (2011,ص 105) ثلاثة أنواع يمكن أن تكون مركزا للوحدة :
1- فكرة معينة أو موضوع من الموضوعات التي تعالج المادة الدراسية مثل الطاقة في العلوم , والمناخ في الجغرافيا ...
2-مبدأ أو قاعدة عامة أو قانون أو نظرية في مجال المادة الدراسية مثل قواعد المرفوعات في اللغة العربية وقانون الجابية في العلوم ...
3-مشكلة في مجال المادة الدراسية مثل : مشكلة النزاعات على الحدود في التاريخ ,أو مشكلة التصحر في الجغرافيا.
خصائص منهج الوحدات:
أشار (سعادة وابراهيم 2011 , ص 108-110، الخليفة , 1435هـ, ص232-234) إلى مجموعة من الخصائص نوجزها في النقاط التالية:
1- التكامل : حيث يحقّق منهج الوحدات التكامل بين الأهداف, والتكامل بين المقرّرات, والتكامل بين المدرسة ومحيطها.
2- اتساع مجال الاهداف المرجوة من الوحدة الدراسية : بحيث لا تقتصر الوحدات عند تخطيطها لأهدافها على جانب الحفظ بل تستهدف تنمية التفكير والعمليات الفعلية العليا من المتعلمين من حيث تنمية قدراتهم على اتعليل والاستنتاج والتطبيق وإدراك العلاقات بين الموضوعات والأفكار .
3- الوظيفيّة: فالوحدات تتمحور حول ما يهمّ المتعلّم, ويناسب قدراته,.
4- الإعداد المسبق: ولا يعني هذا تجاوز المتعلّم, فالوحدات معدّة لتلبّي حاجات المتعلّم, وتشبع ميوله, وتنمّي استعداداته.
5- التدريس المتنوع : يتسم التدريس في ظل منهج الوحدات بالتنوع .
6- التدريب على التفكير: فمنهج الوحدات لا يقدّم مقرّراً جاهزاً, وإنّما يهيّئ مواقف تعليميّة, ومشكلات يعمل التلاميذ على حلّها.
7- التقويم الشامل للتلاميذ: إذ لا يقتصر تقويم التلاميذ في منهج الوحدات على الأساليب التقليديّة, وإنّما يستخدم إضافة إلى الأساليب المعروفة أساليب تقويميّة حديثة.
8- الإطار المرجعيّ: ويعني الإطار المرجعيّ للوحدة توافر المراجع العلميّة المتّصفة بالحداثة والمصداقيّة التي يمكن عودة الطلاّب إليها عند الحاجة, وتوافر دليل للمعلّم يتضمّن أهداف كلّ وحدة, وطرائق تدريسها.
9- التقويم المستمرّ للوحدات: للتأكّد من مناسبة المحتوى للمتعلّمين, وارتباطه بالأهداف, واتّسامه بالتدرّج والترابط والتكامل عموديّاً, وأفقيّاً.
خطوات بناء الوحدة:
أورد (سعادة وابراهيم , 2011, ص 111-114،الخليفة1436هـ، ص235) على النحو التالي:
1- دراسة خصائص المتعلّمين: تعد هذه الخطوة أهم الخطوات إذ تتوقف عليها جميع الإجراءات التالية لبناء الوحدة, وهي تهدف إلى التعرف على ميول المتعلمين وحاجاتهم ومشكلاتهم.
2- اختيار موضوعات منهج الوحدات الدراسية : ويفضل عند اختيار موضوعات الوحدة الدراسية أن يكون ذا طبيعة تسمح بمعالجة من جميع أوجه المعرفة في المجال الدراسي الواحد وبقية أوجه المعرفة في المجالات الدراسية الآخرى.
3- تحديد الأهداف العامّة للوحدات أو لمنهج الوحدات في ضوء فلسفة تربويّة واضحة, وفي ضوء حاجات المجتمع, وخصائص العصر, وطبيعة المتعلّمين.
4- تحديد الأهداف المباشرة للوحدة, وتتناول هذه الأهداف الأفكار والمفاهيم المراد تعلّمها, وطرق التفكير السليمة, والاتّجاهات والعادات والمهارات المرغوب فيها,.
5- تحديد محتوى منهج الوحدات الدراسية : يتم في هذه الخطوة اختيار محتوى الوحدات الدراسية بشكل يعكس الأهداف المرجو تحقيقها من خلال تلك الوحدات.
6- تنظيم محتوى الوحدات الدراسية , ويتم تنظيم المحتوى في ظل منهج الوحدات على اساس منطقي حيث يراعى في ترتيب المحتوى التدرج من السهل إلى الصعب أو الانتقال من المعلوم الى المجهول أو من القريب إلى البعيد .
7- اختيار الوسائل التعليميّة, والطرائق التدريسيّة, والنشاطات المنهجيّة المساعدة في تحقيق أهداف الوحدة.
8- اختيار أساليب تقويم المتعلّمين, وينبغي أن تتنوّع تلك الأساليب كالملاحظة, والمقابلة, والتقويم الذاتيّ, وكتابة التقارير, والقيام بالأبحاث والنشاطات المختلفة.
9- يخضع بناء الوحدة وتنفيذها لعمليّة تقويم مستمر؛ تحديداً لأوجه القوّة والضعف, وتشخيصاً للمشكلات.
مرجع الوحدة "دليل الوحدة":
يعدّ مرجع الوحدة دليلاً للمعلّم ليسترشد به في تدريس الوحدات ومعين للطلاب أثناء دراستهم للوحدة, وهو يختلف عن دليل المعلم الذي يعد عادة لتوجيه المعلم لكيفية تدريس كتاب مدرسي معين, وبالتالي فهو ليس بكتاب مدرسي ولكنه يحتوي بصورة عامة وصفا إجرائيا لكل ما يجب القيام به, ويذكر(سرحان, 1418هـ, ص195-199، سعادة وابراهيم ,2011, ص 116-117، الخليفة, 1436هـ , ص237-238) أن مرجع الوحدة يتضمن الجوانب التالية:
1- عنوان الوحدة مصوغاً في صورة موضوعات أو مشكلات أو مبادئ بطريقة مثيرة.
2- مقدّمة الوحدة, وتتضمّن بيان أهمية الوحدة والموضوعات التي تتناولها وما تعالجه من أفكار أو عناصر.
3- نطاق الوحدة: حيث ينبغي تحديد نطاق الوحدة تحديداً يساعد على بيان الموضوعات والمشكلات التي تتناولها.
4- أهداف الوحدة: ويتم في هذا الجزء استعراض مقتضب لأهم ما سيتحقق للتلاميذ من دراستهم للوحدة.
5- أوجه النشاط: ويشتمل مرجع الوحدة عادة على أوجه نشاط عديدة مرتبطة بموضوع الوحدة, وتساعد على تحقيق أهدافها إذا ما تكاملت مع طرائق التدريس, والوسائل التعليميّة المناسبة.
6- الإمكانات الماديّة والبشريّة والوسائل التعليميّة والقراءات.
7- أساليب التقويم: المقصود بذلك أن يجد المعلّم أمامه ما يساعده على تقويم أعمال تلاميذه, ومستويات تقدّمهم مرحليّاً في أثناء تنفيذ الوحدة.
دور المعلم في تنفيذ منهج الوحدات الدراسية:
يتطلب تنفيذ منهج الوحدات الدراسية من المعلم القيام بمجموعة من المهام ولقد ذكر( سعادة وابراهيم 2011 , ص 118) المهام التالية :
1-دراسة مرجع الوحدة :بعناية ومعرفة الموضوع معرفة جيدة والوقوف على أهمية وأهدافه وأنواع النشاط التي يمكن تنفيذها والمراجع التي يمكن الاستعانة بها في عملية التدريس .
2-تحقيق إثارة اهتمام المتعلمين لدراسة الوحدة: وذلك من منطق أن الدافعية شرط من شروط التعليم الجيد.
3-وضع خطة لدراسة الوحدة .
4-تنفيذ الخطة : وهي تمثل المرحلة الحقيقية لدراسة الوحدة , حيث يقوم الطلبة مع المعلم بتنفيذ كل متعلم لما هو مطلوب منه في ضوء ماتم من توزيع للمهام أو الادوار التي تكمل عمل المعلم الحقيقي .
5-تقويم الوحدة : وهو يمثل عملية أساسية ومستمرة حيث يصاحب كل خطوة من خطوات تنفيذ الوحدة.
مزايا منهج الوحدات:
أشار(سعادة وابراهيم ,2011,ص 121-122) إلى مجموعة من المزايا نوجزها في النقاط التالية :
1- يقدم مادة دراسية مترابطة الأفكار متواصلة المعاني الأمر الذي يسهم في جعل المنهج أكثر فاعلية بالنسبة للمتعلمين .
2-يحقق التواصل والترابط بين عناصر المنهج من اهداف ومحتوى وطرق تدريس وأنشطة و أساليب تقويم .
3- يزيد من الدافعية للتعلم والاهتمام لدى التلاميذ.
4- ينمي الرؤية الشمولية لوحدة المعرفة لدى التلاميذ.
5- ينمي مهارات التفكير والتعلم الذاتي والمهارات الحياتية لدى الطلاب.
6- يضغط المناهج الدراسية ويخلصها من الحشو الزائد.
7-يزيد من التواصل بين المعلمين إذ يمكن تدريس الوحدات من خلال تدريس الفريق.
عيوب منهج الوحدات:
على الرغم من وجود مزايا في منهج الوحدات الدراسية الا أن أي منهج لا يخلو من العيوب يمكن أن تواجهنا من تبني أيتنظيم ومن عيوب منهج الوحدات كما ذكر سعادة (2011,ص 122-124):
1- أنها لا تصلح إلا لبعض المراحل التعليمية كالمرحلة الابتدائية أو المتوسطة.
2- لا تتيح الفرصة بتزويد التلاميذ بالقدر الكافي من المعلومات.
3- أنها لا تسمح بإعداد أو طبع كتب دراسية بطريقة منظمة ومستمرة, لأنها لا تلزم أي جهة بهذه العملية, وبالتالي يصعب الحصول على المراجع اللازمة بمرور الوقت.
4- أنها صعبة التنفيذ في معظم الدول النامية.
5- تحتاج إمكانات معينة وظروفاً خاصة تتعلق بالجدول المدرسي, وبوجود معلمين مهيئين ومدربين, وتوفر المعامل والورش والمراجع.
6- تتطلب وجود خبراء متخصصين لإعداد هذه المناهج وتخطيطها وتقويمها.
الفرق بين منهج الوحدات والمنهج التكاملي ( الدكتور / أحمد الأخشمي، جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية):
.الخصائص العامة لمنهج الوحدات تتشابه مع المنهج التكاملي .
- تنظيم الوحدات تنظيم جزء من المنهج ، أما التكاملي تنظيم للمنهج كاملا .
- يركز الوحدات على فكرة أو موضوع أو نشاط ، بينما التكاملي نواتج التعليم كاملة في المنهج .
- الوحدة لها تصميم يميزها عن تصميم المنهج التكاملي دليل المعلم هو مرجع الوحدة .
- الوحدات هي مدخل من مداخل المنهج التكاملي .
سادساً: المنهج الرقمي (التكنولوجي):
عرف كلاً من ( وليم و إبراهيم،1999م،ص81) المنهج التكنولوجي :مفهوم علمي تربوي يعبر عن منظومة إنتاجية تسعى بصورة مستمرة إلى تطبيق الأساليب التكنولوجية في عمليات التعليم والتعلم ،وإلى تطويع الأجهزة والمعدات ذات القدرات الفائقة في تخزين المعارف والمعلومات واستدعائها وعرضها للمتعلمين، من خلال المواد والبرامج ذات الأهداف مسبقة التحديد، كما تسعى المنظومة إلى استخدام خطوات تتابعية في عملية التعلم مبنية على أساس من نظريات علم النفس السلوكي .
و عرفه أيضاً كلاً من (سعادة، إبراهيم ص179): أنه مجموعة المواقف التعليمية / التعلمية التي يستعان في تصميمها و تنفيذها و تقويم اثرها ، بتكنولوجيا التربية ممثلة في الحاسوب التعليمي والكتب المبرمجة والحقائب التعليمية وسائر أنواع التعلم الذاتي من أجل تحقيق أهداف محددة بوضوح يمكن الوصول إليها وقياسها، ويستعان في ذلك بنتائج الأبحاث المتخصصة في هذا المجال .
ومن خلال النظر إلى التعريفين و من وجهة نظري أن تعريف (سعادة و إبراهيم ) أفضل من ناحية النظرة إلى تقنيات التعليم حيث جمع التصميم و التنفيذ و التقويم و إلا فالتعريفين شاملين نوعاً ما ، و أنا اتبنى التعريف الثاني .
خصائص المنهج التكنولوجي : (سعادة، إبراهيم ص180-185)
1-يعتمد على الاتجاه السلوكي في صياغة أهدافه:
أي أنه يهتم بتحديد ما يمكن أن يقوم به المتعلم بعد إنتهائيه من عملية التعلم من أوجه سلوك معينه ما يعرف بـ: A,B,C,D
2- يغلب على محتواه طابع البرمجة : أي يتم تقديم المحتوى على شكل إطارات أو وحدات تعليمية متسلسلة ومبرمجة بشكل خطي أو تفريغي أو بأية لغة من لغات البرمجة مثل: (بيسك،باسكال،..)
3- يعتمد على فكرة المثير والاستجابة من جانب المتعلم: أي أن يتم تقديم عناصر المحتوى على شكل مثيرات مثلاً: كأن يظهر ضوء أخضر في حال الاستجابة صحيحة وضوء أحمر إذا كانت خاطئة.
4- يشترط توافر متطلبات سابقة لدى المتعلم: أي يعتمد وجود متطلبات معينه لدى المتعلم قبل أن يبدأ في عملية التعلم. و الوصول لمستوى الإتقان .
5- يعتمد على المشاركة الإيجابية من جانب المتعلم: مثل: استجابات صحيحة في ضوء المثيرات .
6- يقوم التعلم على فكرة الخطو الذاتي بالنسبة للمتعلم:مثل: أن المتعلم يعلم نفسه بنفسه من خلال توجيهات البرنامج له.وأيضاً لا يلزمه بوقت معين.
7- يتناول عملية التقويم بطريقة غير تقليدية: مثلاً :أن يقوم المتعلم بتقويم ذاته بشكل مستمر للكشف عن الأخطاء وتصويبها أولاً بأول.
8- تتعدد مراحل تخطيطه: مثل: أن يقوم المعلم أو الخبراء بتجريب المواد التعليمية على مجموعات صغيرة من المتعلمين ، تتم عن طريق الملاحظة.
9- يتم تطويره بطريقة منظمة : عن طريق : الصياغة الجديدة، وتحديد المواصفات، والنموذج الأولي ، والتجريب المبدئي، وتنفيذ البرنامج .
عناصر ومكونات المنهج التكنولوجي:
يتكون المنهج التكنولوجي من العناصر الأربعة التالية:
- العنصر البشري: ويتمثل ذلك في المعلم والمتعلم والاتصال الفعال بينهما في العملية التعليمية.
- العنصر النظري: ويتمثل في نظريات التعليم والتعلم التي تركز على مبدأ الفروق الفردية ومبدأ التعلم حتى التمكن ومراعاة الأسس المختلفة لبناء المناهج .
- الأهداف والمحتوى وإستراتيجيات التعليم والتعلم والأنشطة وأساليب التقويم: وتركز هذه الجوانب للمنهج على مخاطبة جميع الطلاب كل وفق مستوى تحصيله وقدراته واستعداداته وذلك باستخدام البرمجيات التعليمية فائقة الجودة.
- الأجهزة والمعدات التعليمية: وتتمثل في أجهزة تكنولوجيا التعليم مثل الحاسوب والسبورة الإلكترونية ....وغيرها. (نجيب ،2013م،ص216-217).
اتجاهات تطبيق التكنولوجيا في مجال المنهج:
1- تستخدم كخطة للاستعمال المنظم بالنسبة للوسائل والأدوات والمواد التعليمية لتحقيق تتابع مبتكر في مجال التعليم يراعى فيه شروط التعليم التي أوضحتها المدارس السلوكية في علم النفس ويظهر ذلك في أنماط التعليم والتعلم بالحاسب الآلي والبرمجيات التعليمية وفي مداخل النظم التي تستخدم الأهداف السلوكية والمواد التعليمية المبرمجة وكذلك الاختبارات المنظمة مرجعية المحك من أجل الوقوف على مدى نجاح المتعلم في إنجاز الأهداف المحددة. 2- تظهر التكنولوجيا من خلال النماذج والإجراءات التي تستخدم في بناء وتقويم وتطوير المنهج من جهة والنظم التعليمية من جهة أخرى حيث يمكن الاستفادة من أنواع التكنولوجيا الملائمة في تحديد أهداف المنهج وترتيب المواقف التعليمية المقدمة للمتعلمين والوقوف على مدى استفادتهم من البرامج التعليمية في ضوء الاختبارات المدارة بالتكنولوجيا من جمع وتحليل البيانات وتبويبها ،وتقديم التوصيات من أجل تحسين المنهج وتطويره. (عبدالسلام , مندور: 1425 ، 258).
تصميم المنهج التكنولوجي:
يشير تشارترزCharters إلى أن تصميم وصناعة المنهج تضمن عمليات محددة كما تتضمن عملية تسير آلة ما, ويتم تصميم المنهج التكنولوجي وفقاً للخطوات التالية:
- البدء بعملية تحديد الأهداف التعليمة التي تحدد في ضوء الحاجات الواقعية المستقبلية للمجال الذي يجري إعداد المتعلم له, وتتم عملية ترجمة تلك الحاجات إلى كفايات وتتسم بالوضوح وتظهر السلوك المرتقب من المتعلم.
- اختيار الخبرات التعليمية الملائمة التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف التعليمية المحددة.
- اختيار المحتوى الدراسي وتنظيمه وتنسيقه ضمن سلسلة من المعرفة المتتابعة.
- تقويم المنهج (تقويم مرحلي- تقويم نهائي) واستخدام اختبارات التقويم محكية المرجع. (عبدالسلام، مندور:1425 ، 258).يستند المنهج التكنولوجي إلى مجموعة من الأسس والمبادئ التربوية والنفسية، نوجزها في النقاط التالية:
- أسس المنهج التكنولوجي:
- يهتم المنهج التكنولوجي بالنتائج التعليمية المخطط لها مسبقاً، والتي تتمثل في قوائم السلوكيات أو الأهداف النهائية (الغائية).
- يعرف المتعلم بوضوح السلوكيات أو الأهداف الغائية التي يتعين عليه تحقيقها في نهاية فترة التعلم.
- يتدرب المتعلم منفرداً -في معظم الأحيان- على المهارات المتطلبة مسبقاً، في نهاية فترة التعلم.
- يتدرب المتعلم على الهدف الجديد عن طريق وسيط تعليمي (مادة تعليمية)، تٌقدم من خلال وسيط تكنولوجي (جهاز ، كتاب ، حقيبة ، معلم،...).
- يتم التعلم بالتشجيع المتتابع للمحاولات الناجحة للمتعلم، في ضوء التغذية الراجعة الفورية، والتقويم البنائي المصاحب بالرجوع إلى مصادر معرفة فرعية شارحة وموجهة للمتعلم إذا أخطأ أو احتاج إلى مزيداً من المعرفة.
- لا ينتقل المتعلم من هدف إلى آخر إلا بعد وصوله إلى مستوى إتقان محدد مسبقاً.
- الأصل في التعليم أن ينجح المتعلم ويصل إلى مستوى الإتقان المطلوب، والاستثناء أن يفشل في ذلك، فإذا فشل المتعلم في ذلك فإن ذلك لا يرجع إلى ضعفه هو، وإنما إلى ضعف البرنامج المقدم إليه، أو ضعف إدارة العملية التعليمية ذاتها. (جعفر, حسن: 1436ه ، ص274).
ايجابيات و سلبيات المنهج التكنولوجي : (سعادة، إبراهيم ص185-188)
الإيجابيات :
- يضيف هذا النوع من المناهج حيوية على الموقف التعليمي/ التعلمي بشكل يجعل المتعلم في حالة تركيز و أنتباه شديدين منذ بداية الدخول في تعلم محتوى البرنامج حتى الإنتهاءمن .
- يسهم بشكل واضح في تحقيق فعالية التعلم، وتنظيم المواقف التعلمية المتسلسلة أو المتتابعة و مراقبة مدى تقدم المتعلم في بعض مجالات التعلم مثل الرياضيات.
- أسهمت التكنولوجيا في تحسين المنهج بدرجة كبيرة، حيث أدت بتركيزها على الأهداف .
- يوفر هذا النوع من المناهج الوقت الكافي لعملية التعلم، حسب قدرات المتعلم وسرعته في إنجاز المهام التي توكل إليه.
- أثر المدخل التكنولوجي على مطوري المنهج بشكل كبير ، حيث يركز ذلك المدخل على النتائج بصورة ملحة .
السلبيات :
- لم ينجح التكنولوجيون بدرجة كافية في تحديد المتطلبات السابقة الأساسية اللازمة لتعلم برنامج معين .
- لا تقدم الخطط التنظيمية للمنهج التكنولوجي –أحياناً- اسهاماً حقيقياً بالنسبة لكيفية مساعدة المتعلمين على نقل ما تعلموه من مواد دراسية جديدة.
- نادراً ما يسمح التفريد في التعلم ، أي إنجاز المهام بمفردة.
- لا يعطي التكنولوجيون اهتماماً كافياً لمدى تقبل المتعلمين لطرق معينة في التعلم.
- اهتم المنهج التكنولوجي بإنجاز أهداف استاتيكية ثابتة وتقليدية .
- يرى بعض المربين أن المدخل التكنولوجي للمنهج باهظ التكاليف .
بعدما انتهينا من ذكر بعض تنظيمات المناهج ، ما سوف نقوم به هو ربط الجزء الأول بالجزء الثاني ، الا وهو تنظيمات المناهج في سجون الأحداث.
سجون الأحداث باختلاف مرتاديها فهو مكان مناسب للعقاب ولدي تحفظ أنه يكون فيه صلح بنسبة 90% ، كما نعلم و تعلمون أن المكان مكتظ بمختلف الجرائم ، ما الذي يؤكد لنا عدم انقياده لشركائه في السجن و الاستفادة من خبرتهم في جريمتهم؟... يعني السارق قد يستفيد من القاتل ! وهكذا...
هناك بعض العقوبات الصارمة على سجنا الأحداث قد تكون سبب في تمرد البعض بل تحولهم إلى أكثر جرماً والهدف هو إعداد فرداً صالحاً. والأمر الخائب حينما يحولون السجين القاصر الصغير بعد ما أن يبلغ سن الرشد أي بعد سن(18عام)، يحولونه إلى السجن العام فمن المستحيل أن يتحول الانسان بين اليوم الليلة من تفكير صغير إلى التفكير أكبر إلى السجون العامة التي تكون أشد جرماً من سجون الأحداث ، حتى لو ذهبنا إلى علم النفس فهذا لا يصلح من الناحية الوجدانية. فكيف تضع سجين بعمر 18 عام مع سجنا وصلت أعمارهم إلى ما فوق 40 سنة.
حتى أننا ننظر إلى ما بعد خروجهم من سجن الأحداث وكيف نضع في داخلهم بصمة جديدة لينخرطوا في المجتمع دون إحساسه بالخجل و أنهم من فئة المجرمين، فهناك بعض الجرام كحد القتل مثلاً فمن المستحيل مساوات أصحاب الجرام المعقدة و الكبيرة بأصحاب الجرام الخفيفة كسرقة مال أو تفحيط أو غيرهـ فيجب أن يوضع لهم منهج يراعي ظروفهم حتى بعد الخروج من سجن الأحداث، حيث أن من يسكن هذا السجن اشخاص عاديين مغلوب على أمرهم لا يستحقون الجلوس في هذا المكان، وأنا لا أقصد الجميع بل في بعض القضايا، ما يقدم لهم السجون هو بعض الإهمال و الطعام الباهت و عدم النوم بل منهم قد يخرج مريضاً نفسياً ، وما يقدم لهم السجون 1% مما تقدمه لهم أمهاتهم التي تقطعت قلبوهن حزنناً عليهم، هذا كله بسبب إهمال الاب أو العم.
و أرى أن يوضع سجن أخر للقضايا الخفيفة كالسرقة و غيرها من القضايا التي قد حكم عليهم بأقل من عام واحد فقط، ويتم وضع منهج في هذا السجون كمنهج النشاط و منهج التكامل حتى يكون هناك توافق ما بينهم و بين المدارس الأخر، و أرى أنه يتم وضع أو بناء سجون أخرى لمن هم بعد عمر 18 عام ، أي ممن يخرجون من سجن الأحداث إلى هذا السجن، و نسميه (المدارس الإصلاحية)، فأنتم تعلمون أن أكثر الجرام تبدأ من عمر 18 عام حتى 25 عام .
لا بد من يوضع منهج سجن الأحداث و سجن المدراس الإصلاحية و يبنى على منهجين هما المنهج المحوري و منهج النشاط . حيث أن المنهج المحوري المنهج الذي تقدم فيه خبرات تربوية مشتركة لجميع التعلمين في شكل منظم ومتكامل، تساعدهم على مواجهة متطلبات الحياة ومشكلاتها، وفي الوقت نفسه يشتمل على البرنامج المتخصص اللازم لكل فرد، وهذا ما نقصده و نعنيه ، أن الطلاب في هذا المكان يحتاجون منهج كالمنهج المحوري ووضع وحدة مهم تسمى وحدة السلوك تشاركها في منهج النشاط ، بحيث يتم الاستفادة من وحدة السلوك مع النشاط من غير قصد ، مثلاً يوضع برنامج متكامل في أحد الايام يكون عن التدخين أو السرقة أو غيرها يتم إشراك الطلاب فيه .
عند بنى وحدة في المنهج المحوري لابد من مراعاة الأسس التي تعد المنهج المحوري مثال على ذلك :
موضوع التدخين من وحدة السلوك نطبق عليها الأسس حيث أنه:
1- يجب التركيز على حاجات التلاميذ ومشكلاتهم ، ما هي الاسباب في إنتشار الدخان، في هذا الجانب،بحيث لا أنظر إلى ميول الطلاب، فقط حاجاتهم ومشكلاتهم.
2- يجب أن ينظم البرنامج في صورة وحدات قائمة على المشكلات وبذلك يتيح الفرصة لإزالة الحواجز بين جوانب المعرفة المختلفة، أي أنه لا يتم تدريس التدخين بقص المعرفة فقط ،بل يجب التقليل من التركيز على المادة الدراسية بحيث لا تكون هدفاً في حد ذاتها وإنما وسيلة لإشباع حاجة أو حل مشكلة أو تنمية ميل .
3- يشترك كل التلاميذ في دراسة البرنامج المحوري بصرف النظر عن ميوله أو استعداداته أو قدراته الخاصة.
4- يخصص للبرنامج المحوري فترة زمنية في اليوم الدراسي قد تمتد من ثلثه إلى بضعة وما يرتبط بذلك من أنشطة متنوعة تتمثل في جمع بيانات عن التدخين أو تلقي معلومات أو الدخول في مناقشات أو تنظيم ندوة أو كتابة تقرير.
5- إكساب التلاميذ مهارات التفكير العلمي وذلك عن طريق التدريب على حل مشكلة التدخين، وحيث إن الوحدة يتضمن دراسة عدد كبير من الوحدات في صورة مشكلات.
6- يجب أن ينحصر الدور الرئيسي للمعلم وفقاً لمتطلبات البرنامج المحوري في المساهمة مع التلاميذ في اختيار وتحديد المشكلات التي تقوم عليها الوحدات ثم رسم الخطة المناسبة لكل منها ويقوم المعلم أيضاً بإرشاد وتوجيه التلاميذ عند قيامهم بالأنشطة المختلفة.
و أخيراً يجب أن نهتم كل الاهتمام بهذه الفئة الضعيفة التي لا تدل الطريق الصحيح ، هذا هو واجبنا اتجاه الشرع و الوطن و الأخوة . و الله أعلم.
بقلم / تركي محمد النماصي– جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية.
المراجع /
1-جودت أحمدسعادة، وعبدالله محمد إبراهيم(2001م): تنظيمات المناهج وتخطيطها وتطويرها، عمّان، دارالشروق،.
2-حسن جعفر الخليفة(2015م):المنهج المدرسي المعاصر ،ط14 ،الرياض، مكتبة الرشد.
3-الدعيلج ، إبراهيم بن عبد العزيز (2007م): المناهج ، المكونات ، الأسس ، التنظيمات ، التطوير ، دار القاهرة ، القاهرة.
4-زيتون، حسن حسين.(2010م): مدخل الى المنهج الدراسي رؤية عصرية. الرياض: دار الصولتية للنشر والتوزيع.
5-الشافعي، إبراهيم محمد، وآخرون(1417ه): المنهج المدرسي من منظور جديد ، الرياض ، مكتبة العبيكان. الصاعدي، بثينة عابد عبدالله (1343ه). فاعلية إستخدام وحدة قائمة على المنهج التكاملي في تنمية مهارات اللغة الإنجليزية لطالبات الصف الثالث الثانوي. رسالةدكتوراه. المناهج وطرق تدريس اللغة الإنكليزية، جامعة أم القرى، كلية التربية. السعودية. مكة المكرمة.
6-فتح الله، مندور عبدالسلام(1425ه): أساسيات المنهج المعاصر، مكتبة الرشد .
7-المفتي، محمد أمين، والوكيل، حلمي أحمد (2015م):أسس بناء المناهج وتنظيماتها.ط8. دار المسيرة للنشر و التوزيع.
8-نجيب، مصطفى محمد (2013م):المناهج الدراسية النظرية والتطبيق، عالم الكتاب.
9-وليم عبيد،ومجدي عزيز إبراهيم(1999م): تنظيمات معاصرة للمناهج –روئ تربوية للقرن الحادي والعشرين، ط2، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية.
1 ping