الشرط أربعون, لهم عشرون, ولهم عشرون. حين إصدار شريحة إتصالات من أي مزود خدمة بيانات فستجد في مطوي العقد أربعين فقرة جلها تخص المزود وأنظمته وقيوده, لاتحاول قرائتها. ضمان الخدمة سلك حرير مظهره جميل في الترف ولكن, كيف هو إن تصعب الحال والظرف؟
بدون أرقام مصرح بها بل نكتفي بمنطق ونمط, ففي كل يوم أجهزة ذكية تملأ الأسواق وأرقام تتزايد لمستخدمي الشبكة بشكل عام, ليس هذا فحسب, فلم تعد أعباء الشبكة تقتصر على المكالمات والرسائل النصية, إنما هناك تطبيقات للرسائل أشهرها الواتسأب والوسائط المتبادلة عبره. ليس هذا فحسب, هناك تطبيقات أساس محتواها فقط الوسائط المتعددة. هل هذا فقط وحسب؟ لا يبدو للكثير,, فهناك تطبيقات عديدة تحت الإنشاء وسيتم إستخدامها بشكل متسارع ومتنامي. أضف إلي ذلك أن السواد الأعظم لمستخدمي الأجهزة الذكية بالمعدل يستخدمون تقريبا ثلاث تطبيقات مشهورة لتبادل الوسائط المتعددة, أي وكأن عدد المستخدمين مضروب بالمعامل ثلاثة, مما يعني أن لدينا دالة لوغارثمية في حال تنامي عدد المستخدمين وتعدد إستخدام هذه التطبيقات بمعدل فوق المعامل ثلاثة.
ماحدث قريبا ومازال يحدث من عملية توثيق البصمة ليس إلا سيناريو يجسد إمتحانا بسيط لمتانة سلك الحرير. فالمجرب لأداء الشبكة وخوادمها الفعلية والإفتراضية خلال أيام الأسبوع القريبة الماضية سيلحظ أن مستوى القدرة لأداء الشبكة قد تدنى, على صعيد تقنية الجيل الرابع والثالث ولن أتحدث عن الجيل الثاني وماهو أدنى, فلم تكن الخدمة كما هي في الأسابيع الماضية وكما عهدنا.
تسونامي البيانات له أسباب يمكن تخمينها ويجب أخذها بعين الإعتبار لضمان جودة الخدمة للمستهلك, والمستهلك هنا هو المواطن والمقيم وجميع القطاعات في المملكة الخاصة والحكومية. هناك أسباب خارجة عن إرادة البشر لاسمح الله من حدوث أي كوارث طبيعية أو أحداث عامة وأقرب مثال مناسبة مفرحة عامة دينية أو وطنية. الأسباب كثيرة دون تعدادها فالأهم أن نعرف أن هناك في أي لحظة يمكن حدوث تسونامي البيانات ولاأظن أنه هناك مستهلك واحد على الأقل يحب أن تتقطع به السبل في مثل هذا التسونامي, ولا أظن أن أي قطاع خاص أو حكومي يتمنى أن يغشاه موج التسونامي. أمام ماتدفع من رسوم, الجميع يتطلع لخدمة ركنها متين ,, لاخدمة قوامها الدعاية والتزيين.
د.خالد بن طويرش الهمزاني
باحث وخبير في تقنيات الحوسبة السحابية