منذ بدء الخليقة والإنسان يطمع ويطمح للتميز المحمود الذي تليه الشهرة الإيجابية والسمعة الجيدة .
وكان الأغلبية يبتعدون عن الأخطاء والافعال القبيحة والمذمومة التي تجعل من يرتكبها من المبعدين والمنبوذين من مجتمعهم آنذاك .
واستمر هذا المنهج والمنوال طوال وجود الكائن الإنساني في هذا الكون على مر العصور .
فكم سمعنا عن المجرمين الذين أهدر دمهم أو أبعدوا أو قتلوا شر قتلة نزولا عند حكم المجتمع وعرف الشعوب في الحفاظ على نقاء مجتمعاتهم
حتى في المجتمعات التي لايلزمها الدين بذلك
لكننا في عصرنا الحالي ومع الانفجار المعلوماتي وانتشار وسائل الاتصال والتواصل يبدو أن هناك خلل في الموازين او علل في العقول
فأصبح الاهتمام بالقشور والتوافه من الاولويات وأصبح العلماء والمشائخ والاُدباء على هامش الاهتمام وأحتل الصدارة الفارغون والمهرجون وذوي البضاعة الرديئة
فأصبحنا نشاهد ( فيحان ) و ( ابوجفين ) وأمثالهم من مشاهير هذه الأيام يحصلون على أكبر أرقام المتابعين وليس لديهم أي شي يستفاد منه
وفي المقابل الناجحين ومن خدموا المجتمع وأفادوه بعلمهم وعملهم يكاد لايلقى لهم بالاً
فمن منكم يعرف ( شادن الشمري ) من حصلت على المركز الثاني على مستوى العالم في اولمبياد الرياضيات ؟
أو من يعرف الدكتور (صفوق الشمري) جراح القلب وخبير الخلايا الجذعية ومدير الشؤون الصحية في اليابان ؟
وغيرهم الكثير من المتميزين الذين أغفل حقهم في الشهرة والظهور
وهنا أتساءل ؛
هل تغيرت مقاييس وأحكام المجتمعات ؟ أم أن المجتمعات لا تجد الفرصة لاصدار حكمها وإيصاله للجميع ؟ أم أن هذه المعضلة مؤقتة وستمر وتنتهي ؟
وإلى أن نجد الإجابة أترك لكم الفرصة للتفكير معي
وتقبلوا تحياتي
يوسف سليمان الشمري
مدير شؤون الموظفين بتعليم حائل
3 pings