(الحلقة الأولى)
البائعات السعوديات يعملن بكد ونشاط ،والشاهد نجاح السوق النسائي واستمراره خلال السنوات الثلاث الماضية وتحقيق نسبة مبيعات عالية ،إلا إن البائعات السعوديات يعانين من الظلم والتعقيدات من خلف الكواليس ،وفي صمت قاتل ،ولايعرفن لمن يشكين واقعهن المؤلم ..
صحيح أن هناك مكتب العمل ،لكن من هي المتفرغة للذهاب يوميا لمكتب العمل ومن المستعدة لتقديم شكوى على شركتها فربما طردت من عملها من جراء شكوى حقيقية لامنصف لها فيها إلا الله ..ومن هنا نتمنى من والدنا الحنون خادم الإنسانية الملك سلمان النظر في هذه الشكاوي والمشاكل التي تعانيها معظم مديرات الفروع والبائعات الصامتات الشاكيات الى الله همهن ثم إلى ملك الإنسانية ..
1-ساعات الدوام الطويلة التي تمتد إلى أكثر من ثماني ساعات في بعض الشركات، بحجة العطلة الصيفية وكثرة العملاء وموسم البيع ،وخروج البائعات في ساعات متأخرة من الليل خاصة بالنسبة للموظفات ذات الدوام المسائي ،فهل من المعقول خروج الموظفة في الساعة الحادية عشرة والنصف مساء مثلها مثل الموظف الشاب ،بينما يكون المول خاليا من المتسوقين إلا من الشباب غالبا فتتعرض احداهن للمضايقات وهذا مارأيته بعيني ،من تجمهر الشباب على احدى الموظفات عند بوابة الخروج وهي بانتظار سيارتها ،فمن يحميها من أذاهم حتى حارس الأمن لم يستطع رد الشباب عنها لكثرتهم فياله من موقف ،وغير ذلك متى تصل الموظفة إلى منزلها بعد منتصف الليل ،أليس لديها أهل وزوج و أبناء فمتى تلتقي بهم وترعاهم؟؟
فليته يصدر أمر ملكي بتقنين ساعات العمل الرسمي بالمولات إلى ست ساعات يوميا ،وأن يتم إغلاق المولات في تمام التاسعة كما سمعت بأنه تم نزول قرار بهذا الأمر ولم يتم تفعيله للآن...فليت حضرتكم تستعجلون بتنفيذه رحمة بالبائعات السعوديات المنهكات.
2-كثرة المهام الموكلة للموظفة سواء كانت بائعة أو مشرفة على الموظفات ،فهي تباشر العميلات،وترتب المستودع ،وتكوي القطع ان كانت ثيابا ،وتنظف الرفوف ،وتجرد القطع ،وفي نفس الوقت تكون محاسبة وتتحمل نتائج العجز في الصندوق إن أخطأت في الحسابات ..فلابد من تقنين مهام الموظفة وتحديدها فلكل موظفة مهام معينة توكل إليها أو يوظفوا عاملة تقوم بترتيب المستودع وتنظيف الرفوف وغيره ،فذلك ليس من مهام البيع على ماأعتقد.
3-زيادة الرواتب لتصل إلى 6000 آلاف ريال ،تتضمن المواصلات ونفقات العجز في حالة تحمل مسؤولية الكاشير ،اضافة إلى العمل المضني في مباشرة العميلات ،مقارنة ماتدخله البائعة من أرباح للتاجر خلال اليوم ،حيث يتم ادخال مايوازي قيمة مرتب موظفة خلال شهر كامل أفلا تستحق الموظفة راتبا محترما،حيث تستلم الموظفات راتبا من ثلاثة الاف ونصف ريال فقط في الشهر، في معظم الشركات ،وبعضها أعلى بقليل فماذا يغطي هذا الراتب ؟؟
4-وجود جهة مختصة في نفس المول كإدارة المول ،أو مايسمى بمحكمة المتسوقين والبائعين ،يلجأ لها البائعات والمتسوقات في حالة وجود مشاكل وخلافات في داخل المحل تعجز عن حلها المشرفة أو الإدارة ،مثل حالة تطاول العميلة على البائعة واهانتها لها ،وفي حالات السرقة المنتشرة ،صحيح بأنه يوجد حارسات أمن لكن لابد من وجود مركز قضاء ،وأيضا جهة مختصة للجوء البائعات المضطهدات لها تتعاون مع مكتب العمل،حيث توجد في كل مول لجنة من مكتب العمل لها مكتب خاص تلجأ له البائعات للتشكي وابداء الآراء أو المشاكل التي يواجهنها من شركاتهن أو مدرائهن.
5-بما أن التسويق أصبح كله عنصر نسائي فليت إدارة التسويق لنفس الشركة تكون أيضا نسائية بحتة ،لإن النساء أكثر علما بنوعية السلع الأكثر تسويقا ورواجا،والأكثر قربا من البائعات لحل مشاكلهن واحتوائهن وتنظيم برامجهن.
6-لابد من فرض برنامج تدريبي وتأهيلي على إدارة كل شركة لتأهيل البائعات قبل توظيفهن،وبعد توظيفهن،لإن هناك منهن تعليمهن متوسط وليس لديهن الخبرة الكافية ويحتجن للمزيد من الخبرة خاصة في مجال الكاشير فهو مسؤولية ليست بالسهلة..
7-وضع عمولات بنسب معينة لكل بائعة شهريا ،تسجل تلقائيا بالحاسب في رقم حساب خاص حسب ماهو معروف بالشركات،وإذا لم تستلم عمولتها فلها حق رفع شكوى على الشركة التي تعمل بها ،فهي تتعب وتقنع العميلة وترى بعينها كمية الدخل الذي يدخل للشركة ،فمن حقها أن يكون لها عمولة ولو بنسبة 25 %
8-تأخر الرواتب وماأدراك يامليكنا عن تأخر الرواتب ،إنه من أحداث سبتمبر التي لاتنسى،فكثير من الشركات تتهاون في تسليم الرواتب في موعدها ،وتستثمر رواتب الموظفات بطريقة غير نظامية لتستفيد منها،والمتضرر الأول والأخير الموظفة المجهدة المسكينة ،التي جف عرقت مئات المرات وجف عرقها ..فهل من قانون يحميها من حيف التأخير ؟؟
9-عقود الشركات ،بعض الشركات تستغل حاجة الموظفات للعمل،وتوظفهن بدون عقد على أساس التجربة ،وبعدها تطردهن وبدون راتب ،فكيف تأخذ هؤلاء الموظفات المستغلات رواتبهن وحقوقهن،فلابد من لجنة صارمة تدور على المحلات تتأكد من وجود عقود رسمية للموظفات ومن أنهن يستلمن رواتبهن بانتظام،أووجود جهة مختصة في نفس المول كما قلت سابقا محكمة خاصة للبائعات ،تستقبل شكاويهن خاصة فيما يتعلق بالرواتب ،وهذه الجهة أو اللجنة تبعثها إلى مكتب العمل،فليست كل موظفة متفرغة أو قادرة على الذهاب إلى مكتب العمل ..
10-بعض الشركات تستغل حاجة البائعات للعمل ،فيكون دوامهن دوامين صباحي ومسائي ،صحيح بأنه ثماني ساعات،لكن المرتب 3500 ريال؟؟؟
فهل تكفي أجرة السائق ذهابا وعودة أربع مرات؟؟؟
لابد من وجود قانون يحمي الموظفات من كثرة نفقات المواصلات،دوامين يعني زيادة في المرتب تصل للضعف أو تعطى الموظفة دوام واحد ،فهذا استغلال للموظفة حتى لايتم تعين الكثير من الموظفات وبالتالي توفير أجور الموظفات.وهذا لاحظته كثيرا في احد مولات بشمال جدة للأسف.
11-التأمين الطبي،من المؤسف له أن غالبية الشركات تعطي موظفاتها ،تأمين طبي من نوع c،من أقل وأسوأ الفئات في الخدمة الطبية،والتي تعني صرف الموظفة المريضة المزيد من النقود،فلاهي مستفيدة من التأمين الطبي ،ولاهي تعالجت بالمجان،والأسوأ من ذلك أن تلك المستشفيات التي تأمينها الطبي من الفئة الرديئة أيضا علاجها رديء ،وفي نفس الوقت لاتعطي ورقة اجازة مرضية،وبالتالي تعتبر الموظفة غياب ،ثم خصم من المرتب ،ولاعذر من الشركة ولا تفاهم،فلابد من الاهتمام بهذه النقطة الهامة.
12-وقت الراحة وتناول الطعام،يجب عدم الخلط بين وقت راحة الموظفة وتناولها للطعام ووقت الصلاة ،لإن وقت الصلاة معناه وقت اغلاق جميع محلات المطاعم ،ووقت خاص فقط باداء الصلاة،فكان لابد من اغلاق المحل التجاري قبل وقت الصلاة بربع أو ثلث ساعة على الأقل لتتمكن الموظفة من شراء طعامها وتتمكن من تناوله وأداء الصلاة،مع إن المفروض أن يكون وقت الراحة في الظهر ساعة كاملة تشمل وقت تناول الغداء والصلاة،وكذلك في صلاة العشاء ،فيجب مراعاة هذه النقطة...
13-مكان مخصص لتجمع وجلوس البائعات بدون مضايقات ،فلماذا لايوجد مكان مخصص بكل مول تتجمع فيه البائعات بحيث يتمكن من تناول الطعام براحتهن بدل من اختبائهن في مستودع المتجر ،أو البحث عن طاولة فارغة وسط زحمة الناس والعملاء في المول من الشباب وغيرهم ،وبحيث لايأخذن راحتهن في تناول الطعام ولا في تبادل الأحاديث والترفيه عن أنفسهن،فالدوام طويل والعمل مضني ...وبعض الشركات تمنع الموظفة حتى من مجرد الجلوس على الكرسي طوال فترة الدوام ،حيث لا توجد مقاعد بالمحل التجاري وذلك مثل محلات العطور والمكياج ،فلاتجلس الا بوقت الراحة؟؟
14-الإجازة السنوية والتي لاتتجاوز ال21 يوما بمعظم الشركات،فلو تكمل الشركات جميلهن وتتم الإجازة شهرا كاملا فماذا سينقص ذلك منهم،آلا يكفي أن الإجازة الأسبوعية يوما واحدا بالأسبوع وفي وسط الأسبوع أيضا ..فليته يتم النظر في زيادة عدد أيام الإجازة السنوية واتمامها لتصل شهرا كاملا فقط ...
هذا كل ماتتمناه البائعات السعوديات من والدهن العزيز والذي أعطاهن ثقته وفتح لهن بابا جديدا لسوق العمل ...وكل ما يرغبن فيه بعض التسهيلات والتنظيمات لحفظ حقوقهن...
حفظ الله مليكنا من كل مكروه وأطال الله عمره...
مقدمته الكاتبة سحر خان
sahar.khan@outlook.sa
1 ping