هو الجفاف الذي يعاني منه بعض الأفراد في بعض الأسر في هذا العصر تحديداً !
جفاف في الإيمانيات .. جفاف في المشاعر والأحاسيس .. جفاف الكلمات والألفاظ .. جفاف الأخلاق والعاطفة .. جفاف العناية والاهتمام .. جفاف الرعاية والنصح والتوجيه وغير ذلك من أنواع الجفاف والتصحر الأسري !
فمهما طغت التقنية الحديثة بكامل أجهزتها وتنوع مشاربها ومسمياتها ، فلن تغني عن غمامة الأسرة الماطرة ، وسحابة البيت المباركة . إن فراغ العاطفة والأخلاق والمشاعر لن يملأه شيء من التقنية المعاصرة ، مهما كان انتشارها وتعلق الناس بها ، واللهث والهرولة إليها !
إن العودة إلى البيت والأسرة والجلوس معهم وفتح أبواب الحوار والنقاش وإشباعهم إيمانياً وعاطفياً وأخلاقياً والاستماع إلى همومهم ومشكلاتهم بصورة جماعية أو فردية حسب ما تقتضيه الحال ضرورة يفرضها الوقت ، وتحتمها الأمانة ، وتدفع إليها تقلبات الحياة !
فكم من الشباب الذين يتمنون الجلوس مع والدهم أو والدتهم وعرض مشكلاتهم الحياتية عليهما ومشاركتهما في حلها !
ومن المؤسف أن يكون الأب مشغولاً بما ليس من ضرورات الحياة والأم كذلك !
وكل ذلك على حساب أولادهما وبناتهما إيمانياً وأخلاقياً وسلوكياً !
وفي مثل هذا التصحر الأسري قد يلجأ بعض الأبناء والبنات إلى شجيرات الزقوم ( أصدقاء وصديقات السوء ) التي يظنونها منقذاً من تصحر الأسرة ، وهي في الحقيقة أدهى وأمر فهي مرض خبيث ، وداء عضال !
هذه مجرد إضاءة ، لعل فيها ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .. ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق .
بقلم : خالد بن درزي المبلع
1 ping