هذا سؤال يتبادر كل عام وكل ما عاد اليوم الوطني حيث البعض لا يعي ما هو اليوم الوطني أو يفسره بتفسيرات أخرى مما يقوده ليعمل أعمال غير واقعية أو حسب تفسيره لهذا اليوم الوطني كما يحصل ويشاهد من البعض من تصرفات تسيء للوطن في يومه الذي يحمد الله فيه على هذه النعمة والأمن ويدعاء فيه لمؤسسه بالرحمة والتوفيق والسداد للقائمين.
إن اليوم الوطني ليس عيد وإنما هو تذكير بالنعمة التي تمت على يد مؤسس هذا الكيان الشامخ وأتمها الله على هذا البلد وأهله الذي يتمنى ويتسابق ويتشرف الجميع ويحلم أن يكون ممن ينتمي له.
إن هذه النعمة التي أتمها الله على هذا البلد بلد الحرمين الشريفين مهوى أفئدة المسلمين لا تقدر بثمن ولا تساوي كنوز الدنيا لو جمعت مقابل العيش في هذا البلد الأمين.
إن الواجب على كل مواطن ينتمى لهذا البلد عليه أن يحمد الله ويشكره على هذه النعمة، وأن يذكِّر الجيل الجديد بما كان عليه الآباء، والأجداد من الكدح، والمشقة، والعناء والجوع وانعدام الأمن، والسلب، والنهب، والقوي يأكل الضعيف، وأن النعم لا تدوم إلا بالشكر، وأن الشكر يزيد في النعم، وكفرها نذير بزوالها فعلينا أن نشكر الله على هذه النعم.
إن شكر النعم عامة وشاملة من المأكولة والمحسوسة والمستشعرة من أمنٍ بعد الخوفِ وإطعامٍ بعد الجوعِ ورِي بعد الظمأِ في صحراءِ كانت قاحلة متهالكة من الجفافِ والقحطِ والشحِ اليوم تصبح مأوى للعالمِ المنكوب وملاذٍ آمن للمشرد من ويلات الحروب وناصرة للمظلوم المكظوم، إن كل هذا يحتاج إلى شكر الله على هذه النعم ظاهرها وباطنها.
ومما ينبغي تذكره في هذا اليوم الوطني من شكرٍ لله ثم لهذا الكيان وقادته والحفاظ على هذه النعم المحافظة على أمنه وعدم التستر على كل مخالف ممن يريد الغدر به والعبث بأمنه ويدس له الدسائس ويضمر له المكائد ويضع له المصائد سواءً من منافقٍ داخلي خبيث أو عدوا خارجياً بغيض يغيضه أمن واستقرار بلاد الحرمين ويعض أنامل الغيض حقداً وكرهاً وبغضا، بالتعاونِ بإفشال مخططه وعدم الترويج لإشاعته وأن الله موهن كيد الكافرين وناصر من نصر الدين.
كما أن من الإخلاص لهذا الوطن وأن الوطنية الحقيقة عدم التعاون مع كل مفسد في البلد وترك الراشي والمرتشي والمتستر وأصحاب الوسائط والتستر عليهم، والتعاون معهم هو مشاركتهم الجريمة وأنها بدأت بأيدي أجنبيه لتفسد الإخلاص للهوية الوطنية بالإغراء بالمال ثم تطال ما بقى من مظاهر الجمال لتحولها إلى فساد وانحلال بالرشوة بالمال ويستقوي نفوذ الأجنبي كما هو واضح مشاهد اليوم من التحكم بمقدرات الوطن والتصرف بممتلكاته، ومناصرة بني جلدته وتسهيل أمورهم، ورفض المواطن، ونبذه، والتآمر عليه في كل قطاع في ظل تستر الكثير من المواطنين على شركات تقوم بأجنبي باسم سعودي حتى أصبح العامل في عمله لا يقوم بعمله إلا بالرشوة بسبب ما صنعه بعض ضعفاء النفوس الذين لا يدركون حجم هذه الكارثة، والحديث يطول.