لقد سمعت وشاهدت بحسب ما تم تداوله لخبر عاجل من أن حكومة إحدى الدول الإفريقية تجبر مواطنيها (الرجال) وتحت طائلة القانون على الزواج بأكثر من امرأة وإلا فالسجن بانتظارهم ! وهذا ما قد صرحت به إحدى القنوات الفضائية الإخبارية بتقريرها الخاص والتي أوردت فيه من أن قرار تلك الحكومة القاضي بتعدد الزوجات قد جاء من قبل فتوى رسمية لوزارة الشئون الدينية والأوقاف التابعة لديهم ، والذي بسط على ضرورة زواج الرجل من امرأتين على الأقل ، وفي حال رفض الرجل يوجه له عقوبة السجن مدى الحياة ، كما أن العقوبة لا تقتصر على الرجال فقط بل تشمل النساء ، وبحسب وزارتهم أيضا فإن القانون يعاقب كذلك المرأة التي تحاول منع زوجها الزواج من امرأة أخرى بالسجن مدى الحياة ، فتلك الفتوى التي حملت توقيع مفتي الديار لتلك الدولة قد تم تبريرها بحجة تراجع عدد الرجال الهائل في بلادهم بسبب الحروب الطويلة مع جاراتها التي قد أودت بحياة الذكور وأيضا بسبب الهجرة إلى الخارج ، ويكمل التقرير معلقا على ذلك من أن الأمر ليس مقتصرا عليهم فقط بل في بلدان أخرى ، حيث جرت العادة بزواج الرجل لأكثر من امرأة ، ففي دولة إفريقية تخطب الزوجة لزوجها أكثر من امرأة واحدة ، وفي دولة إفريقية أخرى إذ تعتبر بعض القبائل لديها أن الرجل الذي لا يتزوج أكثر من امرأة ليس برجل سوي ، وأما عند اليهود فقد دعت مجموعة من النساء إلى السماح بتعدد الزوجات قانونيا ، خصوصا وأن التوراة لا تحرم ذلك ، فالدعوة جاءت للحد من ارتفاع نسبة العنوسة ، واعتبار تعدد الزوجات الحل الأمثل للعديد من المشاكل بما فيها مشكلة النزاع الديموغرافي لديهم لينتهي التقرير ، وأختم بمقالي هذا معلقا فيه بكل صراحة .. من أن ذاك القانون لو تم تطبيقه لدينا بكل حذافيره لقضينا تماما على ظاهرة العنوسة المنتشرة بين مجتمعنا ، وبالرغم من كثرة الذكور لدينا إلا أن المشكلة ليست في تطبيق القانون ، بل المشكلة الحقيقية هي أننا لم نجد الرجال الذين سيرأفون بزوجاتهم ليعدلوا فيما بينهم وأن يرحموهم ليكونوا أزواجا أكفاء ومثاليين معهم إلا ما شاء الله .
سامي أبودش
كاتب مقالات.
https://www.facebook.com/sami.a.abodash
3 pings