كلنا سمعنا عن رؤية المملكة 2030 وخطط برنامج التحول الوطني 2020 على المستوى الوطني – ولكن ماذا عن مستوى المناطق ؟ هل فكرنا يوما ما بعمل رؤية من خلال تنشيطنا لمناطق القوة فيما يميزنا عن غيرنا من المناطق عوضا عن الحديث الدائم والمكرر عن مناطق الضعف ؟
وبعيدا عن التنظير وطرح التساؤلات فلنتحدث أكثر عن الحلول من خلال تسليط الضوء على احد نقاط القوة أو الميزات التي وهبها الله لهذه المنطقة لنتعرف كيف يمكننا استغلالها بأكثر من مجال وربما تكون نواة للحديث عن نقاط أخرى (يتم الحديث عنها مستقبلاً).
وكمقدمة بسيطة لابد توضيحها والتذكير بها ، أن أي مشروع أيا كان حجمه الحالي ومدى ضخامته سواء من حيث الإيرادات أو الشهرة أو المساهمة في اقتصاد ما ، فقد كانت بدايته مجرد فكره وجدت من يقتنع بها أولا ومن يتبناها ويترجمها إلى واقع ثانياَ، والحديث عن الأفكار التي تحولت إلى مشاريع ضخمه صدمت مدى نجاحاتها أصحابها بالمقام الأول .. كثيرة جدا ولكن هنا أورد تلك الفكرة التي خطرت لذلك الشاب الذي كان يعمل كعامل نظافة قبل أن يتوج اسمه كأحد أثرياء العالم اليوم ألا وهو الاوكرانى "جان كوم" والذي حول فكرته (برنامج الواتس آب) من برنامج صغير للتواصل عام 2009 م إلى أكثر من 450 مليون مستخدم خلال 5 سنوات ، والذي قام ببيعه بمشاركه زميله " بريان أكتون " بما يزيد عن 19 مليار دولار عام 2014 على شركه فيس بوك والتي قد رفضت أن يعمل لديها " جان " قبل ذلك ، بل والتي تشكل هي الأخرى فكرة لـ "زوكر بيرج" قبل أن تتحول لمصاف كبرى الشركات العالمية .
فالأفكار هي المولد الأساس لأي مشروع تجارى أو اجتماعي سواء بدافع الحاجة أو الرغبة واللذان يشكلان السبب وراءها غالبا .
وعوداَ على بدء..
ربما لا تكون منطقه حائل اليوم لها ميزة تنافسيه أو تجاريه في عالم الاقتصاد من حيث الإنتاج ..لكن هذا لا يعنى عدم امتلاكها لمنتجات أو ثروات تدفعها لتصدر العناوين الرئيسية بعالم الاقتصاد سواء المحلى أو الدولي عندما تجد هذه المنتجات أفكارا لإبرازها لتلتقي هذه الأفكار مع من يتبناها ويترجمها على أرض الواقع ..
فالمنطقة على سبيل المثال لا الحصر معروفه ومشهورة بإنتاج البطاطس رغم أنها لم تحظى باهتمام إعلامي أو اقتصادي كبير على المستويين المحلى والدولي رغما عن جودة منتجها بشهادة القاصي والداني من الخبراء والمختصين ..
فلماذا لا نخلق سوقا أو معرضا يقام سنويا للتعريف بالمنتج وجودته ، ويضم هذا السوق أو المعرض أشهر المنتجين بالمنطقة لهذا النوع ، وكذلك المسوقين والناقلين بل وحتى أولئك المهتمين بالتعبئة والتغليف لتوسيع شريحة العملاء وجذب الخبراء ورجال الأعمال والمستوردين له ليتحول هذا المعرض أو السوق لسوق محلى ودولي فيما بعد تجمع بين جوانبه
المنتج والمستورد مع توفير كل احتياجاتهم اللازمة لإتمام عمليات البيع إلى حين وصولها لمكان التوزيع والتصنيع ، ناهيكم عن الفرص التي سيخلقها لشباب وشابات المنطقة من الوظائف في عده مجالات .
كذلك فإن إقامة مثل هذا السوق أو المهرجان أو المعرض أيا كانت تسميته .. سيساهم بدعم قطاعات أخرى كالسياحة ويدعم نسبة إشغال الفنادق والشقق الفندقية وما يتبعها من خدمات فضلا عن فتح المجال لمعارض وأعمال أخرى قد تظهر على الساحة فيما بعد لتلبى احتياجات المنطقة وتسهل عليها عمليات العرض والتسويق.
ويُقال أن 8% فقط من الأفكار التي يتم ترجمتها فعلياً على ارض الواقع .. وهنا فإني أخاطب المسؤولين ورجال الأعمال من المنتجين والمزارعين والقطاع الخاص والجمعيات والجهات ذات العلاقة بترجمة هذه الفكرة لتكون ضمن الأفكار الـ 8% التي تتحقق . لتكون نواة نتعلم من خلالها " صناعة الأسواق" .. فالعالم حولك لن يأتيك أو ينتظرك و الفرص كذلك ما لم تبادر بنفسك ..
فلما التسويف أو التأخير طالما أننا نملك الوقت والمال والكوادر وقبل ذلك الرغبة والحاجة لمثل هذه المشاريع .. فلا يخلو مجتمع ما من ميزة في انتاجة أو ثرواته لكن عدم استغلاله لصناعه سوق لتلك المنتجات قد يجعلها تتلاشى أو تضعف أو حتى تهدد بمنافس جديد .
فلنصنع أسواقنا بأنفسنا لنخلق الفرص بأفكارنا ونحولها لواقع بأيدينا وهذا من الشكر التي تدوم به النعم ..هذا ما أردت الحديث عنه بشكل سريع فمن ياترى يعلّق الجرس ويؤذن بسوق جديد نكون من أوائل الزائرين له بإذن الله ,,, ودمتم
كتبه
بسام بن سليمان العبيد
كاتب ومحلل اقتصادي بعدد من وسائل الإعلام
بسام بن سليمان العبيد
ماجستير ادارة الاعمال
كاتب اقتصادي ومحلل فني لأسواق المال
في عدد من وسائل الاعلام المحليه والعربيه
خبير الاسهم السعوديه في المتداول العربي
مستشار لدى تكرتشارت
مدرب لدورات التحليل الفني
عضو جمعية الاداره السعوديه
عضو الجمعيه المصريه للتمويل والاستثمار
تويتر
@BinSolaiman
قناتي على اليوتيوب
Bassam Alobid
1 ping