تعليمي من قلبي لا من كتابي
التعليم هو المحرك الاساسي في تطور الامم والحضارات الذي لا يتم إلا ببناء الفرد وتثقيفه، فحياتنا مزيج من العلم والعمل، فتطوير المعارف والمهارات والمعلومات لا يتم الا بالاطلاع والتعلم والبحث ففي التعليم خدمة للأمة والمجتمع والبلد فالبلاد المتطورة تقاس بمدى تقدم أفرادها ،
حثنا النبي صل الله وعليه وسلم علي العلم وأهميته في أحاديث كثيرة حيث قال ( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الي الجنة ) أيضا قال ( طلب العلم فريضة علي كل مسلم ومسلمه )،
فقوة المجتمع تكمن في كثرة أفراده المتعلمين الواعين الباحثين فكلما زاد العلم زاد الوعي وقل الجهل ، وأجمل ما قيل عن العلم والتعلم هو جواز سفر للمستقبل لأن الغد هو ملك لأولئك الذين يعدون له اليوم *مالكوم اكس *
أيضا قال العبقري *البرت اينشتاين * أن التعليم المدرسي يجلب لك وظيفة بينما التعليم الذاتي يجلب لك عقلاً ، ومن هذا المنطلق أطلقت علي مقالي عنوان ( تعليمي من قلبي لا من كتابي )
أي ان المعلم الناجح الواعي المدرك لوظيفة التعليم الاساسية هو من يُعلم قلبه قبل كتابه في شرح المادة العلمية فالعلم ليس مجرد معلم يُلقي وليس مجرد طالب يتلقى العلم هو أكبر من ذلك فهو عبارة عن كيمياء تفاعلية بين المعلم والطالب
أيضا العلم هو عبارة عن الاختراع والابداع، العلم هو الرفعة والنهضة، العلم هو الصناعة والحرفة، العلم هو الأخلاق والمبادئ
العلم هو البحر الذي لا ينتهي أبدا ، فأول مرحلة من مراحل العلم التي يمارسها الإنسان هي مرحلة ( الإيحاء ) حيث يوحي الطفل الصغير الغير قادر علي التكلم بالجوع لأمه عن طريق البكاء
والعلم للأطفال هو عبارة عن عادات فيزيائية كما قال عنها جون لوك* وهو تعلم الطفل الصغير قبل دخوله للمدرسة علي الظروف القاسية كالمشي على الأرض حافيا لكي يكتسب مناعة ضد البرد فجون لوك يريد أن يعلم الصغار على عدم الاعتياد علي نمط معين في الحياة بل يريدهم أن يحدثوا مشاكل ويعانوا منها ويتعلموا من خلالها
أما العلم عند الكبار فهي تلك المرحلة بعد مرحلة الطفولة كما قال * جون لوك* بعد أن عايشوا المشكلة يكونوا قد وصلوا مرحلة النضج والتفكير المنطقي بأقصى سرعة ، نستنتج من ذلك انه كلما كان التعليم مبكرا كلما كان أفضل والتركيز التام يكون علي مرحلة التشكل أثناء مرحلة الطفولة حيث يستطيع المعلم ان يشكل من الطالب بعلمه وإتقانه تمثالاً عظيما في العلم
دور المعلم الان ان يفتح قلبه قبل كتابه وان يحاول قدر المستطاع أن يجعل التفاعل بينه وبين الطالب إيجابيا مهما كانت الظروف
( المعلم القلبي ) لا يعتمد علي اطار الكتاب المدرسي ولا يعتمد علي المنهج الذي بين يديه فقط بل يحاول أن يبدع قدر المستطاع وان يبحث ويحلل ويشارك ذلك مع طلابه الذين هم أمل المستقبل .
ختاما عقلي قلمي إن أخطأت فمني وإن أصبت فمن الله
والحمد لله رب العالمين ،،،
بقلم المعلمة / أسماء الهواوي
( صحيفة عين حائل الإخبارية )
2 pings