قرأت فيما قرأت .. أن أحد الملوك طلب من وزيره الحكيم أن يصنع له خاتماً .. ويكتب على الخاتم عبارة إن رأها وهو حزين يفرح .. وإن رأها وهو سعيد يحزن .. فصنع الوزير له الخاتم .. وكتب عليه هذه العبارة : ( هذا الوقت سيمضي ) . هذه العبارة تختصر كثير الكلام .. وتختزل كثير الإسهام .. هذه العبارة حينما نغوص في أعماقها .. ونسبر أغوارها .. ونفككها .. وننثرها .. ونحاول أن نستخرج شيئاً من دررها .. وجواهرها .. ومكنونها .. نقف عاجزين أمامها .. ويعتذر القلم عن ذلك . نعم إن الوقت سيمضي .. شئنا أم أبينا .. وقت الفرح سيمضي .. وقت الحزن سيمضي .. وقت النجاح سيمضي .. وقت الإخفاق سيمضي .. وهكذا تستمر الحياة كيفما أراد الله وشاء وقدر .. فكم مرت بنا أيام من الحزن .. كنا نظنها نهاية السعادة .. فأعقبها الله أياماً هي كل السعادة .. والعكس .. وكلها قد مضت .. وانقضت .. وأصبحت من ذكريات الماضي .. جزماً .. لن يقف قطار الحياة لينتظر فراغك من شغلك ثم تركب .. أبداً .. بل عليك أن تسابقه قولاً وعملاً .. سابقوا .. سارعوا .. فاستبقوا .. وهكذا .. ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ) .. ( والوقت أعظم ما عنيت بحفظه .. وأراه أسهل ما عليك يضيع ) .. وكما قال أحد السلف : ( إن الليل والنهار يعملان فيك ، فاعمل فيهما ) . فعقارب الساعة .. لا .. ولن تعود إلى الوراء أبداً .. بل هي إلى الأمام ثم الأمام .. فسابق عقارب الساعة إلى الأمام .. فلن تقف من أجلك الأيام .
✍بقلم : خالد المبلع
( هذا الوقت سيمضي )
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.aenalhaqeqah.com/articles/1365895/