حملة اليوم عن أول امرأة يعرفها ويراها الإنسان في حياته،المرأة التي لايمكن له أن ينساها طوال حياته ولها بصمة فريدة في شخصيته،إنها المرأة التي أخرجتك للحياة بعد جهد وعناء،لقوله
تعالى(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيّ المصير)لقمان-14َ
حملتي هذه تستهدف الأم دون الأب ،لإن قلب الأم مرهف وحساس ،وهي لايمكن أن تغضب على أبنائها بسهولة وبدون سبب قوي،وحتى لو غضبت فهي من المستحيل أن ترفع يدها لتدعوا على أبنائها إلا عندما تسد كل الطرق في وجهها،فتتوجه لمن هو أكبر وأقوى من عقوق أبنائها الجحدة اللذين أنجبتهم من جوفها،وسقتهم من لبنها وربتهم بعرقها ،وبعد كل جحود أبنائها وعقوقهم،فهي لاتصدق خبرا ،فما أن يستسمحها ابنها أو بنتها فيقبلون يدها ،إلا وتبتسم ابتسامة الرضا فتعود عليهم بحنانها ورضاها مهما بلغ غضبها عنان السماء،فقلب الأم حنون لدرجة لايضاهيها حنان إلاحنان الرب عزل وجل،أما الأب فهو سريع الغضب وإن غضب أخذ حقه سريعا ،إما بدعوة تفلق السماء وتنزل كالصاعقة على أبنائه،أو بفعل يندم عليه الأبناء بعد ذلك ندما شديدا،فهو لديه القوامة والمال فيستطيع أن يطرد ابنه من بيته تأديبا له،أو يزوج ابنته تهذيبا لها ،أو يحرمهم من الميراث ،أو يتزوج بأخرى وينجب أبناء بارين غير أبناءه العاقين ماحيا ذكراهم من حياته بسهولة،
أما الأم فهي لاتستطيع أن تضع في جوفها لقمة قبل أن يشبع أبنائها ،ولايمكن أن تنام قريرة العين وأبنائها خارج المنزل ،ولايسكن لسانها عن الدعاء لأبنائها بعيدين كانوا عنها أو قريبين،مريضين أو مبتليين ،تدعوا لهم بالخير والهداية مهما كانوا مقصرين في حقها أو عاصيين،فأين تجد مثل هذه المرأة الرؤوم الحنون أيها الرجل المتعطش للحب؟؟
حملتي هذه موجهة للأبناء الذكور قبل الإناث ،لإن الأنثى مهما كانت عاقة ،تعرف معنى وقيمة أمها بعد أن تذوق الأمومة، وتنجب من بطنها ابنها فتذوق سكرات الطلق والمخاض،فتشعر بالحنان والرأفة على والدتها،فتعذرها على بعض قسوتها لها في تربيتها
في صغرها،فتعلم أن قسوتها إنما كانت حرصا عليها،وأن حرمانها لها من بعض متع الحياة إنما هو رحمة بها لا اضطهادا لها،أما الإبن فحدث ولا حرج عن قسوته على أمه خاصة بعد أن تدخل في حياته زوجة فاسدة تفسد عليه علاقته الحميمة الرحيمة بسبب وجوده في الحياة ،والقصص التالية تشهد على قسوة وعقوق الابن لأمه المسكينة الضعيفة التي كانت ترى في ابنها الشاب
العضد و السند،إنه ليس عقوق للأم فحسب بل تطاول وتجاوز العقوق ليصل لقتل الوالدين، وخاصة الأم الضعيفة التي لاتملك حيلة للدفاع عن نفسها، خاصة في حالة ضعفها وكبرها ووهنها وحالة الابن الشاب المفتول العضلات،فتفاجأ أن من وهبته الحياة كان سببا في سلب روحها،ومن المجرم السفاح في هذه الجريمة إنه ليس سوى فلذة كبدها وابن بطنها؟؟
والجريمة الأولى هي جريمة قتل ابن وزوجته لوالدته طمعا في مالها،والجريمة كما وردت كالتالي قررت نيابة الصف في
الجيزة،حبس عامل بمصنع طوب وزوجته،
ووجهت لهما تهمة قتل والدته عمدا مع سبق الإصرار والترصد، طلبت النيابة انتداب مفتشى الصحة وتوقيع الكشف الطبي حيث
على فوزية عبدالحيكم 57 عاما الضحية...
للوقوف على أسباب الوفاة، وتشريح الجثمان للتصريح بالدفن، وتبين أن الوفاة نتيجة ضربها فوق رأسها بفأس،
وأكدت التحقيقات أن المتهمين أحمد شوقى، وهدى خميس،
ربة منزل، ارتكبا جريمتهما لطمعهما في قطعة أرض وأموال سائلة تخص الضحية،انظروا كيف دفعت هذه الزوجة السيئة زوجها لقتل والدته طمعا في مال الأم،والابن بدل أن يردع الزوجة ويطلقها ينصاع كالخروف لكلام زوجته وسوستها ويقتل سبب وجوده بالحياة، فتبا له من ابن عاق يستحق التعذيب حتى الموت.
الجريمة الثانية بالسعودية من جريدة اليوم..
انتشرت في الآونة الأخيرة جرائم عائلية صادمة، بصورة مقلقة، وغير مسبوقة، هزت المجتمع، والقاتل فيها من أفراد العائلة و.
أبرز وأخطر هذه الجرائم، التي بدأت تظهر بصورة ملحوظة، خلال السنوات الأخيرة، جرائم قتل الأمهات، أبشعها، جريمة الشاب الذي قتل والديه كما يقولون مريضا نفسيا وإن كان
فلا يُعذر طبيبه الاختلال المؤقت، للمرض النفسي الذي يصيب الشخص، فيعدمه الإدراك والتمييز مؤقتا، اختلال في وظائف العقل، يؤدي إلى سلوكيات شاذة يقوم بها المريض بدون وعي وإدراك، ورغما عن إرادته، هؤلاء المرضى يشكلون خطرا على أنفسهم والآخرين والمجتمع،
فلو شُخِص كل قاتل بمريض نفسي لأصبح كل القتلة مرضى نفسيين، فهل كل من قتل نفسا بغير حق مريض نفسي؟
أسباب كثيرة للجريمة من ضمنها التخلص من العوائق البشرية، كالأمهات، والآباء لأخذ أموالهم، خاصة القتلة المُدمنين على المنكرات والموبقات والتكنولوجيا والملذات..
والشاب العشريني الذي تجرد من مشاعر الإنسانية، وأقدم على قتل والدته الخمسينية، وشقيقته العشرينية، في حفر الباطن
وسكب البنزين على والدته وأشعل فيها النار،فأي قلب بشري ..مسلم هذا الذي يقدم على قتل سبب خروجه لحياة؟؟
هل هو مدمن مخدرات ..هل هو مدمن شراب هل هو في سكرة غاب عنه عقله ودينه وخوفه من ربه،هل هو مريض نفسيا وعقليا،لايقدم على جريمة شنيعة كهذه إلا مجنون يشهد عليه الأطباء والناس بالجنون والتخلف العقلي..
المشكلة إن جميع جرائم قتل الأمهات وحتى الآباء ،نجد الجاني كامل الأوصاف عاقل مسلم، لايعاني سوى لحظة ضعف من الشيطان،ونجد غالبا أن سبب قتل الابن لأمه هو مادي بحت أو بسبب المشاكل بين زوجة الابن وأمه ،أوبسبب إغواء اصدقاء السوء والعياذ بالله منهم،اللذين علموه على المخدر والمسكر واللهو الحرام ،وهؤلاء ليسوا أبنائنا إنما أبناء الشيطان، أغواهم في لحظة بعدهم عن الطريق المستقيم ،وبعدوا عن مخافة الله وهم في دولة بها بيت الله الحرام في بلد الأمن والأمان ،فتبا لكل طرق الشيطان التي كانت نهايتها جريمة قتل أم على يد فلذة كبدها..
وفي قصه لعقوق الأبناء سمعتها من فم الابن التائب الذي لم ترضى عنه والدته ،وذهبت للحج لتدعوا على ابنها عند الكعبة المشرفة،قادمة من بلاد الشام،ووالسبب أن الأم أرملة لها ابن وحيد ربته أحسن تربية ولم تتزوج بعد وفاة والده حرصا على تنشئته تنشة صالحة طيبة،وعملت خادمة في البيوت لتصرف على ابنها مالا حلالا ،مع انها كانت شابة جميلة وكان بامكانها أن تتزوج أفضل وأغنى رجل وتعيش عيشة رغدة لكنها فضلت التضحية بكل ملذات الحياة من أجل وحيدها طمعا في تربيته تربية صالحة وأن يكون عضدا وسندا لها في المستقبل، واعتبرته هو رجلها ومستقبلها،وكان الابن للحق بارا بها خلوقا دينا، حتى تزوج بزوجة فاسدة غيور حقود ،فتغيرت حياته واخلاقه على أمه 180 درجة؟
حيث كانت زوجته الجميله غيورة حقودا على أمه، فطلبت منه أن يسكنها تحت السلم بعد أن كان البيت بيتها وهو ملكها،فرضيت الأم وهي تقول الحمدلله المهم أن أعيش قرب ابني ،ولكن جاء اليوم الذي اتهمت فيه الزوجة أم زوجها بالسوء،فثار الابن ودخل على والدته وهي نائمة وشد معها في الكلام أمام زوجته ووبخ أمه بسبب تلك الحية الرقطاء زوجته،ففعل بأمه ما لا يتخيله عقل حيث خلع نعال زوجته وضرب به أمه؟؟
فلما لا تغضب عليه أمه وترحل حاجة لبيت الله، متوجهة لربها بالدعاء على ابن جحود ناكر للمعروف رفع يديه قطعها الله على من انجبته ،فكان جزاؤها نعال كنتها ينهال عليها ضربا
،ثم ماذا يشعر هذا الابن بالندم ويلحق أمه لبيت الله ليمنعها عن الدعاء عليه،ألا يعلم أنها حتى لو لم تحج وتقطع المسافات لتدعوا عليه، فإن قلبها الغاضب سيدعوا عليه على هذا الجرم والظلم الذي أوقعه بوالدته ،والمفروض أن يطلق تلك الزوجة الخبيثة ويضع وجهه تحت نعال أمه مقبلا لنعالها ، حتى لو داست بقدمها على وجهه فلها الحق ،وهو ربما يرتاح ضميره..
أما القصة الأخيرة فأكتبها بدمي لقريب لي ،ربته أمه تربية حسنة وكان هو ابنها البكر الذي توسمت فيه خيرا كثيرا،
وعندما شب عن الطوق وصار في مرحلة الجامعة فضل الدراسة
خارج المملكة وسافرلأمريكا رغما عن أمه ،تاركا لها وهي زوجة لزوج صارم غير كفء ،ولها أطفال صغار ضعاف،تاركا كل المشاكل والمسؤولية على عاتق والدته وأخوته،وللحق فإن الأم معلمة مكافحة مع زوج لايعرف المسؤولية ولا يقدر الحياة الزوجية ولا الأبناء!!
وتحملت فراقه سنوات وكان لايزورها الا قليلا ويطلبها المال كل فترة وهي تستجيب له ولا تبخل عليه بشيء،لقد ربته تربية اسلامية واخلاقية ممتازة ،وكان حلمها أن ينال شهادة جامعية عالية ويتقلد مركزا عمليا ممتازا،ورجع بعد سنوات للسعودية وكله نكران وجحود لأمه ولأهله وللواقع،الابن أصبح أمريكيا بالفطرة وتغيرت اخلاقه ،نعم لقد توظف بأحسن وظيفة وكان يصرف على والديه لكنه بعد ذلك ذلهما على كل ريال،ولم تهنأ له العيشة وسط والديه وترك والديه وهما في حالة ضعف ووهن فالإنسان يتقدم بالعمر ويتأخر في الصحة،وقرر السفر مرة أخرى لأمريكا في بعثة دراسية لنيل درجة الماجستير والدكتوراة ،وذهب وقال له والده ستذهب ولكنك ستعود ولن تجدني ،وفعلا سافر الابن وبعد سنوات توفي الأب ولم يراه الابن وجاء وقد دفنت الجنازة،فشعر بالندم ،فهل تخلى عن أحلامه وأوهامه ووقف مع والدته لتحمل مسؤولية أسرة بدون أب وخاصة ان لديه أخوات كثيرات؟؟
لقد فاجأ والدته أنه ينوي الزواج من صديقة عمره الأمريكية النصرانية وأنه سيعود لبلد الكفر ليكمل مسيرته العلمية؟؟
وفعلا سافر وأصلا كان متزوج من النصرانية ،بعد أن أخبر أمه وكذب عليها بأن زوجته أسلمت،ولكن الواقع غير ذلك..
المهم الابن كلما جاء للسعودية يأتي كزائر وبعد أن نال درجة الدكتوراه تكبر وتعالى على أمه وأصبح يذلها بالمال وبالكلام ،حتى أصيبت الأم بنوبة اكتئاب حاد من جراء كلامه الجاف القاسي ،ولم يكتفي بذلك فحسب بل سحب أخته الصغرى للدراسة معه بالخارج وذلك رغم أنف أمه فغضبت عليه وعلى أخته الصغرى، التي ضاع مستقبلها تلك المراهقة في أغوار أمريكا،
وهاهو الآن على مشارف الأربعين بلا أبناء ولا طفل واحد ،وبلا زوجة فقد افترق عن زوجته لإنه لم ينال رضا ربه ولا رضا والدته،ففضل الجمال على الدين،وفضل رضا أمريكية نصرانية على رضا أمه،ولإن ضميره يؤنبه فقد رفض انجاب أي طفل ،فكما يقول المثل كما تدين تدان،والعجلة دائرة على كل رأس ،فكما فعل بأمه سينجب من يأخذ بثأرها من ولدها،فالله يمهل ولا يهمل ..
وليست هذه النهاية ولكنها البداية إلا أن يعود الابن إلى ربه ويستغفر ويتوب ويعود لحضن أمه نادما باكيا ولكن متى ؟؟بعد أن يفوت الآوان؟
بروا أمهاتكن قبل أن تقبروهن،فلا نعلم ولانشعر بقيمة الأم تلك المرأة العظيمة في كل شيء إلا بعد أن يغطيها التراب،فمن نال رضاها كسب الدنيا والآخرة ومن نال سخطها نال سخط الله دنيا وآخرة ،وعرف شقاء الحياة وتعاستها بعد وفاة أمه وتمنى الموت كل يوم مئة مرة ولكن لا هو يطول الموت ولا أمه تعود للحياة فترضى عنه،فعودوا إلى ربكم إلى رشدكم إلى ضمائركم إلى من أخرجتكم للحياة وعلمتكم كيف تخطون الخطوة الأولى على هذه الأرض،وكما قال المثل (من جعل نفسه عند قدم أمه أصبح سيد قومه)..
انفضوا عنكم كبريائكم وهمسات الزوجات الفاسدات السيئات،فالزوجة مهما بلغ جمالها لن تدخلك الجنة ولن تعوضك حنان أمك ورضاها،
انتبهوا قبل فوات الآوان قبل أن تغمض عين الحبيبة الغالية ارتموا على حضنها وقدميها وقبلوها حتى ترضى..
كما قال تعالى موصيا ومؤكدا على وجوب بر الوالدين وخاصة حال كبرهما وضعفهما في قوله﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَاني صَغِيرًا﴾الإسراء-23-24
وفي النهاية أقدم جزيل شكري وعرفاني لمن كانت سببا في حياتي وبقائي على قيد الحياة مرات ومرات،إلى من كانت عونا لي بعد الله في مرضي وصحتي،في فشلي ونجاحي ،إلى سر سعادتي والإنسانة الصادقة التي قدمت وبذلت لي روحها ومالها ونصحها لي بدون مقابل (أمي الغالية )حفظها الله لي ورعاها ومد في صحتها وعمرها..
..حملتي الثانية القادمة بإذن الله عن ثاني امرأة في حياة الرجل
تويتر :سحر عبدالله خان
sahar.khan@outlook.sa
1 ping