تعتبر مهنة المعلم من أكبر المهام خطورة وأثراً على المجتمع؛ ذلك أنّ إعداد المعلم للطالب إعداداً علمياً وسلوكياً ووطنياً من الركائز الأساسية التي يبني عليها استقرار المجتمع وتقدّمه ورقيه، ولذلك فالمعلّم له الفضل الأكبر في الحياة فهو من يعلمّ الطلاب كيف يحملون القلم وكيف يقرؤون ويعرفهم بأصول اللغة وتعاليم الإسلام، وهو من يوصلهم إلى درجات الأطباء، والمهندسين، والعلماء وغير ذلك من مجالات الحياة؛ فهو من يبذل جهده من أجل جعل الطلاب ذوي شأن عظيم، وجعلهم يتصفون بالأخلاق الحميدة، وهو من يساهم من أجل انتشار العلم، فللمعلم شأن عظيم وفضل عظيم فما يقدمه يعلِي ذكره، ويزكي علومه ويعود بالنفع عليه وعلى أمته.
ولقد تغيرت وظيفة المعلم بشمول مفهوم التربية إذ كان ينظر لوظيفة المعلم على أنها عملية توصيل المعلومات للمتعلم أي عملية التعليم. ومع اتساع مفهوم التربية التي أصبحت عملية نمو متكامل وشامل للطفل، أصبحت وظيفة المعلم التربية، وبمعنى آخر مساعدة الطفل على أن يوفق بين نفسه (حاجاته ـ ونموه) وبين البيئة التي يعيش فيها، فالمعلم في هذه الحالة يوجه ويعين ويشرف ويرشد حتى يسهل التفاعل ويوجه نحو الهدف المنشود .
وقد بين القرآن الكريم والسنة النبوية أهمّية العلم والعلماء في مواضع كثيرة، ومن ذلك قوله تعالى: "يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ"".
يعتبر المعلم حجر الزاوية في العملية التربوية والتعليمية؛ فهو من يحمل رسالة العلم رسالة متصلة بالمسؤولية لمن له قدرة على الصبر والعطاء، ليكون كالشجرة في عطائه، يغذّي بها جميع البشر، نظراً لما يقوم به من دور هامّ على مسرح الحياة بمختلف جوانبها ومجالاتها، فهو ليس مجرد ناقل للمعرفة وحسب؛ بل يمتدّ دوره لتنمية قدرات الأجيال وتعزيز الاتجاهات، وتربيتهم تربية صحيحة ليكونوا رجالاً وقدوة يحتذا بهم ..
و المعلم هو من يعرف الطلاب تاريخ حضارتهم، وهو من يحمل على عاتقه أمانة العلم للطلاب وإيصالها لهم على الوجه الصحيح وله على ذلك الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى، فعلمه الذي يعلمه يبقى جارياً حتى بعد وفاته، فهو كالشمس الذي يضيء الطريق لمن بعده، وهو كالشمعة المضيئة يحترق ويبذل قصارى جهده من أجل غيره، فهو من يخرج الناس من الظلمات إلى النور ومن الجهل إلى العلم. للمعلم دور كبير في حياتنا من جميع جوانبها، فلذلك لا بدّ من الاعتراف بفضل المعلم وتقديم الاحترام له بالتواضع له والحرص على جعله شامخاً مرفوع الرأس بين الناس؛ فهو مربي الأجيال، وصانع الرجال، ووريث الأنبياء في أسمى رسالة وهي رسالة العلم، ومهما بذلنا من الكلمات لا يمكن الاعتراف بشيء ولو بسيط من فضله علينا .
وتحتل شخصية المعلم وثقافته درجة كبيرة من الأهمية، ولقد كان أنبياء الله عليهم السلام معلمين بل لقد كانوا معلمي المعلمين، فقد تخرج على يدي كل منهم جيل وأجيال من المعلمين الذين دافعوا عن الرسالة التي بلغوها وأسهموا بنشرها في حياتهم .
.
بقلم الأستاذة / بدرية بنت عبدالرحمن الحمد
1 ping