القرارات التربوية أحد أهم عناصر النجاح والتقدم في مؤسساتنا التربوية والتعليمية وبنفس الوقت قد تكون أخطرها , فهي صمام أمان أساسي لتنظيم وتوجيه جميع العاملين نحو الهدف ونحو تحقيقه على أفضل وجه ممكن , لذلك يحرص جميع متخذي القرار على اتخاذ القرار بطريقة إستراتيجية تضمن قبول ونجاح القرار والتعامل معه بشكل سلسل وسهل ومضمون من حيث القدرة على تنفيذه والوصل للهدف المراد منه.
ترتبط القرارات بحياتنا وعندما تكون القرارات تربوية وتعليمية فإنها تكون مرتبطة بحياة الكثيرين والمعنيين , وتنعكس بالطبع على المجتمع بشكل عام وكامل , حيث يتأثر بها الكبير والصغير ,والمتعلم والمعلم, وولي الأمر والمسئول أيضا , وسيؤثر حتما على الحاضر والمستقبل , فالمتطلبات اللازمة لهذه القرارات ضرورية لنجاحها, لذا يحرص الكثيرين على ضرورة أن يكون القرار صادر بشكل شامل وكامل مع ضرورة توفر كافة الشروط التي تضمن أن يكون قرار ميسر ومقبول لدى المعنيين كي يتم تنفيذه , فلا يمكن أن نضمن تنفيذ أفضل ,الا بحالة أن يكون القرار سار بشكل منطقي وسليم من حيث الإعداد والإصدار , وهذا يأتي من عدة طرق ووسائل , أهمها و أفضلها أن تتم به الإجراءات الضرورية التي تجعل منه قرارا ناجحا وموفقا , ومنها أن يتم اخذ القرار بالشكل التوافقي التشاركي أي أن يكون القرار مصنوع صناعة, حيث يتم عملية ( صناعة القرار ) بحيث يتم صنع القرار بشكل منظم وواضح ,كي يصل إلى تحقيق الهدف المراد .
صناعة القرار التربوي عملية مهمة تمس الحاضر وتغير الواقع، وتمتد بآثارها إلى المستقبل , لإحداث وتحقيق التطلعات بالتطور والتحسين بكافة الجوانب التعليمية والتربوية للطلبة ولظروفهم وتحسين مستوى الانجاز ورفع كفاءة النظام التربوي بشكل متكامل , لذا فانه من الضروري أن تسبق أي عملية صناعة القرار
التربوي , دراسة متأنية تستند إلى قاعدة واسعة من المعلومات المتخصصة والدقيقة فيما يتعلق بموضوع القرار المراد إصداره .
كلما كان القرار مصنوع بشكل سليم وحسب الأصول , من حيث اتخاذ كافة ما يلزم من إجراءات لاتخاذ القرارات التربوية والتعليمية المنعكسة على المجتمع , كلما أسهم بان يكون القرار محكم ومنظم وصالح ,ومناسب للهدف المراد اتخاذه , حيث يضمن الإجراءات المناسبة من ضرورة استشارة المعنيين واخذ الوقت الكافي ,وعرضه على الخبراء والمختصين , ووضع الأهداف المرغوبة لمواجهة المشاكل التي تواجه الطلاب ,والتخفيف من حدة الأزمات والتحديات التي تواجه كتربويين بمختلف المجالات , داخل النظام التعليمي .
ومن هنا تأتي أهمية وأثر القرارات على منظومة النظام التعليمي , لان النجاح بالمؤسسة التعليمية يعتمد على آلية اتخاذ القرار والية تنفيذه , فالمؤسسة التعليمية تعتمد بشكل كبير على مجموعة القرارات التعليمية والتربوية المؤثرة على الطلبة وكافة المعنيين بالنظام التعليمي , وكلما كان القرار يمس مصلحة الطلاب ويساعدهم في تخطي المواقف والظروف ويسهم بتطوير إمكانياتهم وقدراتهم كلما كان قرارا ناجحا وموفقا , لذا فأتمنى على متخذي القرارات أن يعتنوا باتخاذ قراراتهم لأنها تنعكس على النظام التعليمي ككل ومن ثم على المجتمع , فعلاقة النظام التربوي تنعكس دوما على المجتمع بكافة مراحله , وأطيافه ,ومستقبله .
وللمهتمين بالنظام التعليمي شغف كبير بإحداث التطور والتحسين الدائم , لذا فأصحاب القرار عليهم أن يراعوا كل كبيرة وصغيرة باتخاذهم القرارات لان التربية هي الحياة للمجتمع, ولا يمكن أن تستقيم الحياة الا بوجود تربية سليمة وهادفة , لتحقيق الانجازات المطلوبة والضرورية للنظام التعليمي التربوي بشكل خاص , وللمجتمع ككل, فالمجتمع أساس تطوره ورقية, نجاح النظام التعليمي والتربوي .
كما ويعتبر القرارات الإدارية تصرفاً قانونياً ونظامياً ووسيلة من وسائل الإدارة التربوية لتحقيق أغراضها وأهدافها التعليمية التربوية ,حيث تقدم القرارات التربوية دورا كبير في مجال العملية الإدارية، فهي التي تؤمن القوى البشرية والوسائل المادية اللازمة ,وهى التي تبلور التوجهات والسياسات إلى أمور محسوسة وملموسة لدى كافة المعنيين , والاهم من كل هذا لأنها تعدل الأخطاء وتقوم الاعوجاج في مسار العملية التعليمية والتربوية بكل مجتمع ، و تعتبر عملية إصدار أو صنع القرار من الوظائف الأساسية للوزراء والمدراء ونحوهم من المسئولين عن صناعة القرار .
وختاما يعتمد نجاح المجتمع بنجاح نظامه التعليمي التربوي, لأنه أساس واهم مؤسسة مجتمعية , وطالما نمتلك الرغبة بتطور مجتمعاتنا وطلابنا للوصول لمستقبل امن , علينا الاعتناء بقراراتنا التربوية والتعليمية , فهي تمتلك الإمكانية والقدرة على تحقيق النجاح الذي نريد , ودوما وابدأ التربية هي الحياة .
بقلم : د . هيفاء علي طيفور
عضو هيئة تدريس في جامعة حائل / السعودية
1 ping