جاءت الحدود في الشريعة لتكون رادعة , قال الله تعالى < و لكم في القصاص حياة يا أولي الألباب > قال أبو جعفر في تفسير هذه الآية ولكم يا أولي العقول , فيما فرض الله عليكم و اوجب لبعضكم البعض , من القصاص في النفوس و الجراح و الشجاج , ما منع به بعضكم من قتل بعض وردع بعضكم عن بعض فحييتم بذلك , فكان لكم في حكمي بينكم بذلك حياة .
لكن هناك من جعل الحد بابا لتكسب و المتاجرة بالدم و " الفزعات" مع بعض من لا يستحقها ! و كأننا تحت نظام عاقلة "قبلية" التي توجب عليهم الدية لأنه يستنصر بهم و يعتمد على قوتهم و لولاهم لتثبت في الأمر مليا , و صدرت أفعاله عن رؤية كاملة و وعي تام , بينما العاقلة عند الحنابلة و الشافعية هم قرابة القاتل من قبل الأب , وهم العصبة النسبية كالإخوة لغير أم و الأعمام دون أهل الديوان .
لماذا لا نعود لمقاصد الشرع و الهدف من الحد و هو القضاء على التساهل بالدماء وزهق الأنفس بغير حق من قبل الطائشين و المجرمين , لماذا لا نحدد الديات. و نشدد العقوبات فلا يخرج قاتل فقط بدفعه الدية بل يعزر بما يراه القضاة و المتخصصين الاجتماعيين مناسب لكل حالة , ليخرج لمجتمعه كشخص صالح تائب لا محتفى به مهوُن من خطئه الشنيع .
فلو أن هذه الملايين صرفت في فك عوز المعوزين والسداد عن المعسرين لكفت منهم الكثير مقابل شخص واحد دفعت له كدية , قد يطلب الديات العالية البعض كطلب تعجيزي لرغبتهم بالقصاص من قاتل ابنهم ولكن هذا يظهر كمتاجرة بدمه ومن حقهم عدم التنازل عن القصاص ومن حق القاتل الرغبة بالنجاة و ما بين هذا و ذاك ينتعش سوق سماسرة الديات و اللعب بالعواطف , و يبقى السؤال هل حقق الردع ؟! هل أنهيت العصبية القبلية؟!
(جمع الديات)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.aenalhaqeqah.com/articles/1372602/
6 pings