يقول الشاعر : لا تأمننّ من الزمان تقلُّبا , إن الزمان بأهله يتقلبُ ، لذا عليك الحذر منه وبكل ما فيه من حلوه أو مره أو شهواته وملذاته أو شقائه وعنائه .. إلخ ، وأن لا تثق به لأنه سيخذلك حتما رغم أن الخذلان لم يكن من صنيعته بل من صنيع البشر ، وعليه .. فسيبقى الزمان لك مسيرا لا مخيرا لتكون أنت سيده وتاجا على رأسه لتحركه متى شئت يمينا أو يسارا أو أن تسخره ليكون عونا لك ومعينا إن كنت فيه حاضرا ومعاشرا أو بالأصح إن كان حظك فيه جميلا غير تعيس لتعيش معه أجمل لحظاتك غير مهتم أو مبالي لكل ما هو حولك سواء كنت فيه فقيرا الحال أو ميسورا أو غنيا إلا أنه لم ولن يتغير حاله أو كل ما هو فيه بل سيبقى مثلما هو ، لأن الإنسان وحده هو من غيره ليغيره متى شاء أو أراد بعقله وقلبه ونفسه وضميره وأيضا بطريقة تفكيره ، ومثال ذلك مع الأشخاص الذين كانوا أو مازالوا معك ثم سايروا الطريق الذي قد مشيته وعشته معهم والمسمى بالجيل والذي هو جيلك لتجدهم فيما بعد هم من تغيروا أو تبدل حالهم أو تم فقدهم لظروف أو لأسباب أخرى وكانت قاهرة وحزينة بأحدها وذات أهمية قصوى من حيث الحضور والموقف كـالموت المقدر والمحتوم علينا جميعا والذي لا مفر منه ، ليكون خير حاضر معهم فيأخذهم ويتركك أنت ولوحدك لتكمل الطريق وتصارع الحياة مع جيل آخر غير جيلك الذي قد عرفته من قبل ، لتجده اليوم متغيرا ومختلفا تماما عن جيلك الذي قد مضى وانتهى أو شارفت معه على خط النهاية وذلك تبعا لكبر سنك فتصبح فيه غريبا ويصبح بالنسبة لك هو الجديد في كل شيء سواء من حيث التنوع والاختلاف في طريقة الفهم والتفكير أو في التعامل أو من حيث المأكل والمشرب والملبس .. الخ ، وفي الختام .. عليك أن ترضى اليوم بعيشك وأن تستسلم لقدرك وقضائك في هذا الزمن ، وكونه قد منح لك فرصة أخرى من العيش والبقاء في سبيل المحاولة للتأقلم مع جيل غير جيلك ، لتكون فيه خادما لهم كمعلم ومربي وداع ناصح وقبل أن تكون فيه ضيفا وعابر سبيل ستغادرهم في أية لحظة بعدما كنت بالأمس سيدا لجيلك الذي قد مضى ، كما أنه عليك تصديق المثل القائم بـ : ماحد بيأخذ زمن غيره .
سامي أبودش
كاتب مقالات.
https://www.facebook.com/sami.a.abodash
ماحد بيأخذ زمن غيره .
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.aenalhaqeqah.com/articles/1375043/
1 ping